الأولى

لإغلاق طرق إمداد الاحتلال الأميركي للتنظيم الإرهابي من «التنف» … الجيش يخوض معارك ضارية في البادية لملاحقة فلول «داعش»

| حلب – خالد زنكلو

واصل الجيش العربي السوري، بمؤازرة سلاح الجو الروسي والقوات الرديفة، عمليته العسكرية الواسعة في البادية السورية لملاحقة فلول خلايا تنظيم داعش، محققاً المزيد من الإنجازات على صعيد كشف مخابئ التنظيم الإرهابي وتدمير تحصيناته والقضاء على العشرات من إرهابييه.

مصادر ميدانية في البادية السورية، كشفت أن الحملة الحالية التي يشنها الجيش العربي السوري، هي الأضخم من بين الحملات التي استهدفت تمشيط البادية لملاحقة خلايا «داعش» ووقف عمليات تسلله من قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية في «التنف»، عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، منذ هزيمة التنظيم الإرهابي في الباغوز بريف دير الزور عام 2019، لكن المعارك لا تخلو من الخسائر في صفوف الجيش حيث أوردت مصادر غير رسمية أنباء عن استشهاد عدد من الضباط والعسكريين خلالها.

المصادر بينت لـ«الوطن» أن الحملة التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع، تستهدف بالدرجة الأولى إغلاق ممرات عبور إرهابيي داعش من «التنف» ومن «منطقة الـ55 كيلو متراً» المحيطة بها، حيث الدعم اللوجستي الذي يقدمه الاحتلال الأميركي لهم، لتنفيذ عمليات تسلل باتجاه حواجز ونقاط انتشار وحدات الجيش العربي السوري عند أطراف بادية حمص الشرقية التي تتركز فيها أغلبية الهجمات.

وأشارت المصادر إلى أن تأمين باديتي السخنة وتدمر، هو الهدف الرئيسي لعملية الجيش العربي السوري، إضافة إلى بادية الرصافة جنوب الرقة وبادية دير الزور الغربية، ما من شأنه حماية الطرق الدولية التي تمر بالمنطقة، ويجعلها آمنة في وجه أي عملية تسلل باتجاهها لتنفيذ هجمات للنيل من قوافل النفط والتجارة، علاوة على تأمين حقول النفط في المنطقة.

وحسب المصادر، تكتسي العملية أهمية كبيرة بتحييد الاحتلال الأميركي عن دعم داعش ومد خلاياه بمقومات الصمود والحياة لممارسة دوره التخريبي والإرهابي في زعزعة استقرار البادية السورية وطرق الإمداد فيها، على الرغم من وعورة تضاريس المنطقة واتساعها لتشمل مساحات كبيرة من محافظات سورية عديدة، وأكدت المصادر أن الجيش تمكن من تدمير تحصينات عديدة في باديتي تدمر والسخنة والرصافة، عمد التنظيم الإرهابي إلى ترميمها، كما وصل إلى مغاور تتسع لعدة سيارات كانت تستعملها خلايا التنظيم للاختباء فيها لتنفيذ أعمالها الإرهابية، إلى جانب قتل وجرح عشرات الإرهابيين.

على صعيد متصل، واصل سلاح الجو السوري- الروسي المشترك تنفيذ طلعات جوية على أوكار إرهابيي داعش، زادت على 60 غارة في الأيام الثلاثة الماضية، لتأمين الغطاء الجوي للعملية البرية للجيش العربي السوري والقوات الرديفة، ودك مخابئ التنظيم الإرهابي، بناء على بنك أهداف محدد سابقاً ويجري تحديثه على مدار الساعة عبر طيران الاستطلاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن