سورية

الاحتلال التركي عزز قواته في المنطقتين.. والتظاهرات ضد التنظيم الإرهابي مستمرة … الجيش يرد على تصعيد «النصرة» غرب حلب وبجبل الزاوية ويستهدف دواعش البادية

| حلب- خالد زنكلو – حماة – محمد احمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات

رد الجيش العربي السوري على خروقات وقف إطلاق النار من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة، بواجهته الحالية التي تسمى «هيئة تحرير الشام»، في ريف حلب الغربي وفي جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكن من قتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين، على حين أغار الطيران الحربي السوري والروسي المشترك أمس، على نقاط انتشار مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في عدة قطاعات من البادية الشرقية.

وفي التفاصيل، عمد «النصرة» خلال اليومين الماضيين إلى التصعيد العسكري في جبهات جبل الزاوية وريف حلب الغربي، لحرف الأنظار عن التظاهرات التي لا تزال مستمرة ضده من الأهالي منذ أكثر من ثلاثة أشهر في إدلب وريف حلب الغربي، إلا أن وحدات الجيش العربي السوري عند «خطوط تماس» منطقة «خفض التصعيد» لقنته درساً قاسياً بردودها على خروقات وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ مطلع آذار 2020.

وذكر مصدر ميداني أن وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في ريف حلب الغربي، دكت بمدفعيتها الثقيلة أوكار إرهابيي «النصرة» في محيط بلدات القصر وكفرتعال وكفر عمة غربي حلب، إثر استهداف التنظيم الإرهابي نقاط الجيش السوري في محور الفوج 46 في الريف ذاته.

وأكد المصدر لـ«الوطن» مقتل وإصابة أكثر من 15 إرهابياً في رد الجيش على مصادر النيران التي استهدفت نقاط ارتكازه غرب حلب، عدا عن تدمير عتاد عسكري لإرهابيي «النصرة»، من بينها مصفحة وناقلتا جند ومجنزرة، إضافة إلى دشم مدفعية وسواتر تربية.

أما في ريف إدلب الجنوبي، فبينت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري في المنطقة، استطاعت إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى «النصرة»، رداً على إطلاقه قذائف مدفعية باتجاه نقاط ارتكاز وحدات الجيش جنوب إدلب، ولفتت المصادر إلى أن وحدات الجيش العربي السوري دكت بصواريخها ومدفعيتها الثقيلة مواقع إرهابيي «النصرة» بالقرب من بلدات بينين ورويحة والبارة وكنصفرة وسفوهن والفطيرة في جبل الزاوية، حيث تركزت هجمات التنظيم الإرهابي الذي لا يكف عن التصعيد بين الحين والآخر.

وفي جبل الزاوية وريف حلب الغربي أيضاً، أوضحت مصادر أهلية أن قوات الاحتلال التركي، استمرت في استقدام تعزيزات عسكرية إلى قواعدها العسكرية ونقاط مراقبتها غير الشرعية في المنطقتين، لتعزيزها، وهو العرف الذي اتبعته منذ إقامة تلك القواعد والنقاط لدعم إرهابيي المنطقتين.

وأشارت المصادر لـ«الوطن» إلى أن أيام الأربعاء والخميس والجمعة الماضية، شهدت قدوم أرتال عسكرية لجيش الاحتلال التركي، تضم آليات عسكرية ومدرعات، عبر معبر كفر لوسين شمال إدلب، توجه قسم منها إلى ريف حلب الغربي والقسم الأكبر إلى مناطق «التماس» جنوب إدلب حيث نقاط المراقبة لجيش الاحتلال التركي في أكثر من بلدة في جبل الزاوية، وخصوصاً البارة واحسم، علاوة على تعزيز نقاط مراقبة أخرى في ريف المحافظة الغربي مثل فركيا.

إلى ذلك، تواصلت التظاهرات المناهضة لتنظيم «النصرة» ومتزعمه الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني» في بلدات ومدن إدلب وريف حلب الغربي، مطالبة بطرد الأول وإعدام الثاني، وإطلاق سراح المعتقلين خلال التظاهرات التي أكد المشاركون فيها على استمرارها حتى تحقيق الأهداف التي خرجت من أجلها، على الرغم من الترهيب الذي مارسه التنظيم الإرهابي بحقهم.

وشملت تظاهرات أول من أمس الجمعة، حسب مصادر محلية لـ«الوطن»، مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور وبنش ومعرتمصرين وسرمين وسلقين وكفرتخاريم بإدلب، إلى جانب بلدات أحسم والجانودية ومعترم وكللي ومخيمات أطمة ومشهد روحين ودير حسان، إضافة إلى تظاهرات مدينتي دارة عزة والأتارب وبلدتي الجينة ودير حسان بريف حلب الغربي.

وأوضحت المصادر أن ما يسمى جهاز الأمن العام التابع لـ «النصرة» اعتقل أكثر من 10 متظاهرين في إدلب وريف حلب الغربي، مع جرح نحو 15 متظاهراً في المواجهات التي دارت لفض التظاهرات، والتي عجزت إجراءات التنظيم الإرهابي العسكرية والأمنية، من نصب حواجز وسد مداخل المدن والبلدات وتقطيع أوصالها، عن التئامها وتوسع نقاط انتشارها.

في الغضون، أغار الطيران الحربي السوري والروسي المشترك أمس، على نقاط انتشار الدواعش في عدة قطاعات في البادية الشرقية، وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الغارات استهدفت تحركات لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي من اتجاه منطقة سيطرة الاحتلال الأميركي فيما يسميه الـ55 كم باتجاه بادية تدمر السخنة بريف حمص الشرقي، وأوضح المصدر أن الغارات طالت مواقع متفرقة للدواعش أيضاً، كانوا يستخدمونها منطلقات لشن هجمات على نقاط عسكرية في بادية حمص الشرقية ومخابئ يتوارون فيها بعد كل عملية اعتداء.

في الأثناء، دارت اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة بين ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» على محور مرعناز شمال حلب، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية وحجم الأضرار المادية، وذلك حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن