رياضة

من المسؤول عن قرار إلغاء مشاركة منتخب الشابات السلوية في بطولة آسيا؟

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بواقع سلتنا الوطنية في الفترة الحالية يتوقع أن تكون نهاية منتخب الشابات تحت 18 سنة بهذه المأساوية والصورة الضبابية التي لا تبشر بمستقبل مشرق، فبعد أن اتسعت فسحة تفاؤلنا بالاتحاد الحالي وبعمله في إعداد منتخباته الوطنية بعدما نجح في يوم ما في فتح باب المشاركات أمام هذه المنتخبات بهدف بنائها على أسس علمية جيدة، غير أن تفاؤلنا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع مرير وقرار غير متوقع قضى على أحلام وتطلعات لاعبات منتخب الشابات وتم إلغاء المشاركة بعدما تحضر المنتخب منذ فترة ليست بالطويلة ليأتي قرار إلغاء المشاركة ويقضي على آمال اللاعبات اللواتي يطمحن إلى المشاركة واكتساب الخبرة، ويبدو أن سبب هذا القرار يعود لعدم وجود سيولة مالية جيدة لكون المشاركة تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة، وبأن النتائج لن تكون جيدة ولا مضمونة.

لكن هناك ثمة أسئلة مازالت تؤرق الكثيرين حيال هذا القرار، فإذا كان الشق المالي وضعف الإمكانات هما السبب، فلماذا لم يبحث اتحاد السلة عن شركات راعية ولديه جيش من الموظفين القادرين على إيجاد العديد من الشركات الراعية، وإذا كان السبب خوفاً من النتائج المؤلمة والقاسية فالأفضل عودة القائمين على أمور رياضتنا بشكل عام إلى بيوتهم لمتابعة أفلام الأكشن وحل الكلمات المتقاطعة، فذلك أفضل لهم من التعامل مع منتخبات بهذه الطريقة الفجة والتي لا تمت للرياضة بصلة، ثم لماذا لم يتحمل الاتحاد تكاليف المشاركة من نفقته الخاصة وهو الذي يملك الكثير من أموال الأندية جراء العقوبات والغرامات ونسب عقود اللاعبين الاحترافية؟ وإذا كان هذا القرار صادراً من القيادة الرياضية فإننا نذكرها باستقلالية الاتحادات التي ما تتحفنا بها في كل مؤتمراتها واجتماعاتها، فلماذا هذه الهيمنة والتدخل بقرارات الاتحاد الفنية التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟

واقع صعب

حالنا من حال كل محب لرياضتنا الوطنية نحمل ما يطلقه قادتها على محمل الجد والمصداقية ورغم تكرار الخيبات من وعودهم الخلبية إلا أننا نمنح أنفسنا فسح آمال جديدة بأن يطبق من كانوا يكيلون التنظير والانتقادات للاتحادات السابقة ما طبلوا به وزمروا من خطط أفلاطونية وأحلام وردية ومشاريع سرابية.

مؤسف جداً عندما يتجاهل من يصف نفسه بالبطل الرياضي تعب لاعبات منتخب كرة السلة فلو كان بطلاً حقيقياً كما يظن لما اعتذر عن البطولة قبل أيام من انطلاقها ولو كان قائداً خبيراً لصرح بعدم جدوى المشاركة قبل شهور من موعدها، ولو كان يهمه مستقبل المنتخب لكان قاتل من أجل تثبيت المشاركة.

ما تشهده الرياضة السورية حالياً يشبه العصور الجليدية بسبب الجمود والتجمد الواضح في عقلية إصدار القرار في مفاصل العمل، ومن يقف وراء قرار الانسحاب من البطولة كائناً من كان عاجز عن مواجهة واقع رياضتنا المزري.

دور مهم ولكن

ولمن يسأل عن حضور أو غياب دور الاتحاد في الاعتذار عن المشاركة نجيب اتحاد كرة السلة هو المعني الأول والأخير بإعداد المنتخبات وتشكيل أجهزتها الفنية وبرامج إعدادها وإذا أخفق في هذه المهمة فذلك يعني الفشل في واحدة من أهم مهامه.

ولأن إنجازات الاتحاد باتت ظاهرة وواضحة من دوري مضطرب إلى لوائح مطاطية إلى مسابقات مسلوقة إلى حقوق إعلانية مفقودة.

يكمل اتحاد كرة السلة عقد الفشل بقرار جديد يرسم الخيبة والحزن إلى جانب التساؤل عن مهمة واحدة نجح بها تترك لنا سبباً لنلتمس له عذراً عن بقية الأخطاء، وإذا كان اتحاد كرة السلة غير موافق على قرار الانسحاب فليتوجه أعضاؤه إلى منازلهم وليجلسوا برفقة عائلاتهم ما داموا عاجزين عن فرض رؤيتهم الفنية.

خلاصة

إذا كان هذا القرار لن يكون الأخير ما دام الاتحاد لا حول ولا قوة، فلن نبوح بسر إذا قلنا إن سلتنا ليست بخير وبأن القادم سيجبرنا على الترحم على ما مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن