سيناريو الحرب الطاحنة المقبلة على قطاع غزة … استشهاد شاب فلسطيني وإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في عملية فدائية برام اللـه والأسير الصحفي القيق يصارع الموت
| فلسطين المحتلة – محمد أبوشباب
تصاعدت الانتفاضة الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي فقد استشهد شاب فلسطيني بعد إطلاقه النار على جنود الاحتلال، ظهر أمس على حاجز بيت إيل شمال رام اللـه بالضفة الغربية، ما أدى لإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن منفذ الهجوم الذي استشهد هو الشاب أمجد ياسر عوض أبو عمر.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن ثلاثة من جنود الاحتلال أصيبوا على الحاجز العسكري القريب من مستوطنة بيت إيل جراء إطلاق نار من شاب فلسطيني، استشهد فيما بعد متأثرا بجروحه جراء إصابته برصاص جنود الاحتلال.
ووصفت المواقع العبرية جراح أحد الجنود بالخطيرة وآخر بالمتوسطة، في حين وصفت جراح الإسرائيلي الثالث بالبسيطة.
وحسب القناة السابعة العبرية، فإن شخصاً مسلحاً وصل بمركبته لحاجز بيت إيل العسكري، وخرج من مركبته وأخذ بإطلاق النار، قبل أن يطلق عليه أحد الجنود النار.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى الشاب المصاب على حاجز بيت إيل.
في سياق آخر قالت صحف عبرية إن مواجهة من نوع آخر يشتد وقعها بين إسرائيل وحركة حماس تحت الأرض على مقربة من حدود قطاع غزة، مؤكدة أن الأخيرة قد تنفذ عمليات مفاجئة أخرى خلال أي مواجهة قادمة.
وأوضحت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها الصادر أمس أن حماس وإسرائيل تسابقان الزمن في تلك المعركة، فتسعى الأولى لكسب الوقت وتهيئة نفسها للمواجهة القادمة، بينما تسعى الأخيرة لكشف الأنفاق قبل استخدامها.
وذكر المحلل والخبير العسكري الإسرائيلي في الصحيفة عاموس هرئيل أنه «ورغم من أن الحرب ليس قدر الجانبين فإن مخاوف حماس من انكشاف أمر الأنفاق ستدفع بها إلى خطوات مفاجئة».
من بين تلك الخطوات -وفق هرئيل- إمكانية استخدام عدة أنفاق دفعة واحدة وتنفيذ عملية عسكرية كبيرة وراء الحدود تكون فاتحة المواجهة القادمة وضربتها الاستباقية أو مهاجمة «كيبوتس» والقيام بعملية قتل جماعي داخله وأخذ رهائن، أو مهاجمة قاعدة عسكرية قرب الحدود.
ومع ذلك لفت المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أن معركة كهذه ليست في مصلحة حماس حالياً، فالتفوق العسكري بينهما كبير جداً لمصلحة إسرائيل، كما أن القطاع لا يزال يعاني تداعيات الحرب الأخيرة وستمثل معركة جديدة الآن دماراً موسعاً فيه.
واعتبر هرئيل كثرة حوادث العمل تحت الأرض وفوقها بغزة ومن بينها حادث استشهاد عناصر القسام السبعة بنفق شرق غزة قبل عدة أيام دليلاً قاطعاً على مسابقة حماس للزمن في محاولة للاستعداد لساعة الصفر، واستخدام الأنفاق بعمليات خارج القطاع على غرار ما حصل بالمعركة الأخيرة.
وقال هرئيل: إن «حماس قد تنفذ عمليات مفاجئة أخرى خلال المواجهة القادمة من بينها عمليات عبر طائرات من دون طيار، أو كوماندوزها البحري وفق قوله.
وربط الخبير العسكري الإسرائيلي بين تفكير قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وتفكير قيادة حزب اللـه اللبناني، وذلك فيما يتعلق بالحاجة للقيام بضربات استباقية مفاجئة تعد بداية للمعركة.
في حين يرى أن هناك أمرين قد يسرعان المواجهة القادمة أولهما محاولة حماس تنفيذ عملية استباقية عبر عدة أنفاق خشية اكتشافها، والثانية تنفيذها عملية كبيرة في الداخل الفلسطيني المحتل، ومن ثم رد إسرائيل بغزة وبالتالي اشتعال الأمور.
وختم هرئيل قوله إن حرباً كهذه ليس قدراً فبالإمكان منعها عبر عقلانية المستوى السياسي، إضافة إلى نجاح الجيش والشاباك في إحباط خطط حماس وفق تعبيره.
في موضوع آخر كشفت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة التي زارت الأسير الصحفي محمد القيق في مستشفى العفولة داخل دولة الاحتلال، أن وضعه ازداد خطورة، حيث فقد النطق بشكل كامل.
وقالت مصالحة في تصريح صحفي صدر عن الهيئة أمس: إن القيق أصيب بالتهابات في عينيه، قلب لونها للأحمر، وأكدت أن الأسير الصحفي القيق يمر بوضع حرج، ولم تتمكن من التواصل معه، إلا من خلال الإشارة، ووضعه يتدهور باستمرار، وهناك خشية أن يدخل في غيبوبة خلال الساعات القادمة.
وشددت على أن الأعراض التي ظهرت عليه تتطلب تدخلاً فورياً للإفراج عنه، وخصوصاً أنه مصمم على رفض أخذ المدعمات، وإجراء الفحوصات الطبية، ولا يتناول سوى الماء فقط.
من جهته، طالب رئيس هيئة الأسرى الوزير عيسى قراقع إسرائيل بوقف جريمة قتل الأسير القيق والإفراج الفوري عنه.
وأكد أن جسده المتعب أصبح لا يحتمل مزيداً من التدهور، واليوم هو الـ68 من إضرابه المفتوح عن الطعام بشكل متواصل.
وطالب قراقع إسرائيل بإنهاء اعتقاله فوراً، موضحاً أنها تعلم جيداً أنه أخذ قراره بكل قناعة أنه لن يفك إضرابه إلا حراً، لذلك عليها أن تتجاوب مع مطالبه، حتى نتمكن من إنقاذ حياته، وإلا فعليها أن تستعد لدفع ثمن كبير في حال استشهاده.