عربي ودولي

فصائل فلسطينية عن تصريحات نتنياهو: تثبت أنه يعطل وقف الحرب … المقاومة تتصدى في رفح و«نتساريم» والاحتلال يتراجع في تل السلطان

| وكالات

في اليوم الـ262 من «طوفان الأقصى»، تراجعت قوات الاحتلال في حي تل السلطان شمال غرب رفح، بالتوازي مع مواصلة المقاومة الفلسطينية التصدي لجيش العدو الإسرائيلي في محاور القتال، ولاسيما في رفح جنوب القطاع و«نتساريم» في وسطه، في حين أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية التزامها بالثوابت التي أعلنتها سابقاً من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددةً على أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن نيته مواصلة الحرب تثبت أنه المعطل لإنهائها، وأن الإدارة الأميركية مسؤولة عن استمرار الجرائم الإسرائيلية.

وأكدت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف تجمعين للاحتلال وآلياته، الأول في جنوب حي تل السلطان، والآخر خلف برج المصري في محيط مدرسة الخطيب جنوب مدينة رفح، وذلك بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، وأعلنت استهدافها أيضاً تمركزاً لجنود الاحتلال على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوب غرب مدينة غزة، وذلك بقذائف «الهاون»، حسب وسائل إعلام فلسطينية.

إلى جانب ذلك، استهدفت سرايا القدس مستوطنتي «أفيشالوم» و«حوليت» في محيط غزة، برشقة صاروخية مركزة، وفي كيان الاحتلال، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية دوي صافرات الإنذار في عدد من مستوطنات «الغلاف».

في غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثق كميناً محكماً نفذته ضد قوات الاحتلال في مخيم الشابورة وسط رفح، حيث دمرت دبابتين إسرائيليتين، بعد استهدافهما بقذيفة «R. P. G» وعبوة برميلية.

وفي تفاصيل الكمين، أوضح الفيديو أن المجاهدين جهزوا عبوة برميلية شديدة الانفجار، وزرعوها في طريق مرور الآليات، وفجروها بإحدى الدبابات، أما الدبابة الأخرى فاستهدفوها بالـ«R. P. G»، عند لحظة تقدمها في اتجاه الدبابة الأولى المدمرة، وأظهرت المشاهد أيضاً سيطرة مجاهدي سرايا القدس من لواء رفح على مخلفات جيش الاحتلال، بعد تدمير الدبابة الإسرائيلية، ووثقت مشاهد أخرى عملية سابقة نفذتها السرايا، واستهدفت فيها جنود الاحتلال وآلياته في «نتساريم» جنوب مدينة غزة وسط القطاع، ووجه فيها مجاهد رسالة إلى الاحتلال، أكد فيها أنه «عائد لاستهداف قواته».

بدورها، استهدفت كتائب شهداء الأقصى تجمعات الاحتلال، وخط إمداد تابعاً له في «نتساريم»، برشقة صواريخ من نوع «107»، ونشرت مشاهد عن استهدافها القوات الإسرائيلية في محيط مسجد العطار غرب رفح، برشقة صواريخ من نوع «107» وقذائف «الهاون» من عيار 60 ملم.

كذلك، نشرت كتائب المجاهدين الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، مشاهد تظهر استهدافها موقع «كيسوفيم» العسكري التابع للاحتلال الإسرائيلي في شرقي المحافظة الوسطى برشقة صاروخية، وبثت الكتائب مشاهد أخرى من داخل غرفة عمليات عسكرية تابعة لها، تظهر مراقبة مقاوميها تحركات قوات الاحتلال في قطاع غزة، وأكدت في نهاية الفيديو استمرارها في التصدي لجيش الاحتلال.

وبينما تواصل المقاومة تصديها للقوات الإسرائيلية في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ جيش الاحتلال الجمعة الماضي، بمقتل ضابط وجندي وإصابة 5 آخرين، بينهم 3 أصيبوا بجروح خطرة خلال معارك قطاع غزة.

وبهذا، يزيد عدد قتلى جيش الاحتلال على 664 بين ضابط وجندي منذ بدء «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي، وحسب الأرقام التي أعلنها الاحتلال، أصيب أكثر 3860 عسكرياً منذ بداية الحرب، بينهم ما يزيد على 1947 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة، وإذ يتكتم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإن البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أن قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.

في الأثناء، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس الإثنين، أن إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، نيته مواصلة الحرب ضد قطاع غزة، وأنه يريد «اتفاقاً جزئياً يستأنف بعده الحرب»، تثبت أنه المعطل الأساسي لاتفاق وقف إطلاق النار.

وإذ شددت على أن ما أدلى به نتنياهو هو تأكيد لرفضه مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، لوقف إطلاق النار في القطاع، أوضحت الجبهة أن تصريحاته تدل على «وجود لعبة أميركية إسرائيلية تهدف إلى فرض مقترح من دون ضمانات، على نحو يتيح للاحتلال استئناف عدوانه»، وجددت الجبهة تأكيدها أن الموقف الأميركي منحاز للاحتلال، وأن الجهود التي تزعم الولايات المتحدة بذلها من أجل وقف الحرب «مريبة ومشبوهة».

في السياق نفسه، أشارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن تصريحات نتنياهو «تؤكد استمراره في إطالة أمد الحرب بلا هوادة، لحسابات سياسية ضيقة، حتى لو جاء ذلك على حساب الأسرى الإسرائيليين».

ولفتت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي يضرب عرض الحائط بكل الوقائع ونداءات عوائل الأسرى ونصائح القيادات العسكرية والسياسية، التي تؤكد عدم القدرة على تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، وأن الحل الوحيد يكمن بالتوصل إلى اتفاق سياسي.

كما جددت الالتزام بموقف المقاومة بشأن وقف الحرب، ومفاده أن أي اتفاق ينبغي أن يتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال بالكامل من القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم، وإعادة الإعمار، وكسر الحصار وفتح جميع المعابر من دون قيد أو شرط.

أما فيما يتعلق بإقرار نتنياهو بفشل مخططاته التي تقضي بتولي العشائر إدارة قطاع غزة، وإعلانه أن لديه «خططاً أخرى لن يكشف عنها»، شددت الجبهة على رفض أي جهة فلسطينية تأدية هذا الدور المشبوه، ووجود توافق وطني على إفشال هذا المخطط.

وعلقت حركة المجاهدين الفلسطينية على تصريحات نتنياهو أيضاً، وأكدت أنها «تثبت حجم المراوغة والوقاحة السياسية التي يمارسها مع وزرائه، من أجل تحقيق أهداف ومصالح ذاتية»، كما أكدت أن هذه التصريحات «استخفاف آخر بقرارات المحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي»، محملةً الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم الإسرائيلية، في ظل مضيها بدعمه الواسع وتوفير الغطاء السياسي والدولي لها.

وأوضحت حركة المجاهدين الفلسطينية أن على المستوطنين وعوائل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة «أن يدركوا أن نتنياهو، ومن أجل حماية مصالحه الشخصية، يريد أن يقضي على من تبقى من الأسرى ليتخلص من الثمن المستحق لإخراجهم»، مجددة التزامها بالثوابت التي أعلنتها المقاومة من أجل إنهاء الحرب.

بدورها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين المحتلة أن تصريحات نتنياهو تثبت أن ورقة بايدن «هي فخ نصبته الإدارة الأميركية لفصائل المقاومة»، وتؤكد أن الاحتلال مأزوم ومرتبك، ولا يملك الكثير من الخيارات لمواجهة المقاومة ومحورها.

وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن موقف رئيس حكومة الاحتلال هو تأكيد واضح لرفضه القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي ومقترحات بايدن، «على عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه عن موافقة إسرائيلية مزعومة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن