سورية

تشتت المعسكر الغربي والعربي الداعم «للمعارضة»

| وكالات

تقررت المحادثات السورية الجارية في جنيف تحت الضغوط الدولية، لكن لدى الأطراف الغربية والعربية أو روسيا وإيران مصالح متضاربة ورؤى متباينة إلى حد كبير بشأن كيفية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
فمن هم «الإرهابيون» في سورية؟ ما هو دور الرئيس بشار الأسد؟ ما هي الأولويات الواجب معالجتها؟ كلها أسئلة أساسية تتعارض ردود الأطراف المعنيين بالملف عليها، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء.
إن روسيا وإيران تدعم الحكومة السورية مالياً وعسكرياً من دون أي مؤشر يدل على استعدادهما للتخلي عنها بقيادة الرئيس الأسد.
ومن جهة أخرى يصر الغربيون ودول الخليج وتركيا على تنحي الرئيس الأسد في المدى القصير ويدعم كل منهم تنظيمات مختلفة من «المعارضة المسلحة» على الأرض.
لكن جميعهم أكانوا يدعمون دمشق أم «المعارضة»، يريدون محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لذلك يقومون بقصف أهداف في سورية. والجميع يؤكدون التزامهم في البحث عن حل سياسي للأزمة، ونجحوا في التوصل إلى اتفاق في فيينا في تشرين الثاني الماضي، ثم في الأمم المتحدة في كانون الأول على خارطة طريق على أمل الخروج من الأزمة.
لكن وراء هذا التصور البسيط نسبياً، هناك مصالح وأجندات لهذا الفريق أم ذاك متباعدة للغاية، والرهانات كبيرة جداً لدرجة بدت معها عملية جنيف متعثرة منذ انطلاقتها، على ما يرى مصدر دبلوماسي أوروبي.
وبالنسبة لطهران وموسكو فإن سورية تشكل رهاناً كبيراً لأسباب مختلفة.
ولخص الباحث لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات، مقره في لندن، شاشانك جوشي الأمر بقوله: «إن خسرت إيران سورية، فهي تخسر حليفها الأساسي في الشرق الأوسط. وإن خسرت روسيا سورية فسيكون ذلك نكسة جيوسياسية».
وتريد طهران التي أرسلت مستشارين عسكريين إلى سورية، تأمين حليفها في المنطقة، حزب اللـه اللبناني الذي يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري.
أما موسكو التي تعتبر سورية آخر بوابة لترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط، فتتدخل عسكرياً منذ أيلول الماضي لضرب الإرهاب، وضرباتها عززت وضع الحكومة السورية، حيث ومنذ أن بدأت طائراتها ومروحياتها الحربية بالتحرك استعاد الجيش العربي السوري مناطق في شمال وشمال غرب وجنوب سورية.
أمام هذين الداعمين الكبيرين الروسي والإيراني «يبدو المعسكر الغربي والعربي الداعم للمعارضة مشتتاً في الغالب».
فالولايات المتحدة القوة العظمى في العالم تراجعت في آب 2013 عن ضرب سورية بحجة أن الجيش العربي السوري ارتكب «مجزرة كيميائية» في الغوطة بريف دمشق، وقد انتخب الرئيس الأميركي باراك أوباما جزئياً على أساس وعده بسحب قواته من المنطقة ناهيك أن بلاده ليس لها مصلحة حيوية في سورية. وتحارب واشنطن عسكرياً داعش وتدعم تنظيمات مسلحة تصفها «بالمعارضة المعتدلة»، لكنها لم تعد تعتبر «رحيل(الرئيس) الأسد» أولوية مطلقة.
إلى ذلك فإن بعض أعضاء التحالف المناهض «للجهاديين»، خاصة الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا لديها مصالح مرتبطة مباشرة بسورية. باريس أصيبت في الصميم باعتداءات في 2015 تبناها داعش أو مؤيدون له، كما أنها تواجه على غرار برلين ولندن وكل أوروبا أزمة المهاجرين الذين يتدفقون إلى القارة القديمة أغلبيتهم من سورية.
والدول العربية خاصة السعودية وقطر هي الأخرى من اللاعبين الأساسيين في الحرب في سورية، حيث تواجه بشكل غير مباشر إيران خصمها الأول والرئيسي في المنطقة.
وتمول الرياض والدوحة تنظيمات مسلحة سلفية في سورية، وإن كانت ما وصفت بـ«المعارضة السياسية والعسكرية» نجحت إلى حد ما في «توحيد صفوفها» في كانون الأول في السعودية، فإن تمثيلها يواجه اعتراضات من قبل دمشق وحلفائها.
وأخيراً تركيا التي تعتبر حلقة أساسية، لكن ضعيفة في التحالف المعادي «للجهاديين»، تلعب أيضاً دورها الخاص، وتعتبر أنقرة التي اتهمت لفترة طويلة بغض النظر عن مقاتلي داعش رغم تعرضها لاعتداءات دامية، الأكراد الخطر الأول الذي يهددها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن