من دفتر الوطن

السادة الأغبياء

| عبد الفتاح العوض

أحياناً تطاردك أسئلة من النوع السهل الممتنع.. بسيطة لكن أجوبتها تبدو غريبة..

ولو كان بالإمكان أن تضع بلوك حظر في دماغك عن هذا النوع من الأسئلة لكان ذلك مريحاً وخاصة أن الجواب عنها غالباً لا يقدّم ولا يؤخر.

السؤال الذي تولدت عنه أسئلة شبيهة… لماذا يؤذيك شخص لم تؤذه « قبل أن تبدأ التحليلات ما حدا آذاني» من دون أن يحقق أي مصلحة له. لماذا يكذب شخص وهو غير مضطر للكذب؟ بل لماذا يضر الشخص نفسه والآخرين من دون أن ينال أي فائدة؟ لماذا لا يغير الأشخاص سلوكهم أو آراءهم بعد أن يتبين أنها خاطئة؟

مثل هذه التساؤلات لا شك أنها مرت على بال الكثيرين منا وغالباً ما نتجاهل الإجابة عنها، باعتقادي أن هناك سبباً وجيهاً، لكننا لم نعرفه ولم يصل إلينا بالمعلومة أو بالاستنتاج، ويمضي الأمر وتعاد الكرة مرة أخرى وأخرى ولا نجد الجواب المناسب.

البعض ممن حولي يعلم أنني أعتبر المصادفات هي رسائل مباشرة.. ومن هذه المصادفات عندما بدأت بقراءة كتاب صغير عنوانه الغباء البشري.

الكاتب يصنف البشر أربعة أنواع.. الأذكياء.. الأبرياء.. الأشرار.. الأغبياء.

حاول أن تجد من أي نوع أنت… فالأذكياء يقومون بأعمال تعود بالنفع عليهم وعلى غيرهم… الأبرياء يقومون بأعمال تعود بالنفع على غيرهم قد تفيدهم قليلاً وقد لا تفيدهم بل يقومون بأعمال تضرهم لمصلحة منفعة من حولهم.. أما الأشرار فهؤلاء يقومون بالإضرار بالآخرين لمنفعتهم وربما من دون منفعتهم المباشرة.. الأشرار يستغلون الآخرين بأي طريقة ممكنة.

آخر نوع وهنا بيت القصيد بل القصيد كله السادة الأغبياء.

يعرفهم كارلو شيبولا مؤلف الكتاب.. الغبي هو الشخص الذي يسبب ضرراً للآخرين من دون أن يجني أي فائدة بل قد يلحق الضرر بنفسه، أيضاً الذين يسببون الأذى من دون أي سبب أو مصلحة أو نفع.. فهذا أول قانون من قوانين الغباء البشري.

ثمة قانون آخر يقول إن الأغبياء هم الأكثرية أو بالحد الأدنى عددهم ليس قليلاً في أي مجتمع… والقانون الأخطر أنهم يحيطون بنا في الحياة وفي العمل وممن هم مسؤولون في مواقع مختلفة.

لن أكمل في تعداد قوانين الغباء لكنْ لدي ملاحظتان هنا.

أننا بدأنا نلاحظ غباء الآخرين لأن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت لهم فرصاً أكثر للتعبير عن أنفسهم..

الملاحظة الثانية تتعلق بحكمة عربية قديمة تقول: عدو ذكي خير من صديق غبي.. ينوي أن يفيدك فيضرك!

طبعاً لن أنسى أن أعيد السؤال.. من أي صنف أنت: الأذكياء- الأبرياء- الأشرار- الأغبياء.

توقعاتي أن الأكثرية من الأبرياء…!

أقوال:

• إذا نجحت في خداع أحد ما فلا تظن أنه غبي، لكنه فقط كان يثق بك.

• الذكاء يعزل الأفراد، في حين أن الغباء يجمع الحشود.

• الغباء هو فعل الشيء نفسه مرتين بالأسلوب ذاته والخطوات ذاتها وانتظار نتائج مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن