بعد موسم غير مرض لسلة رجال نادي الجيش لجميع عشاقها ومحبيها وخروجها من مسابقتي الدوري والكأس خالية الوفاض ومن دون نتائج جيدة، كان لابد للإدارة من أن إعادة تقييم رحلة الفريق في كلتا المسابقتين وقراءة تفاصيلهما سواء في حالات النجاح أم الفشل، ويعتبر هذا التقييم محطة أساسية لاستمرار الأداء الرياضي الناجح للعبة بشكل عام، ومن هذا المنطق نحن بحاجة لقراءة متأنية بنتائج الفريق هذا الموسم، لأن النتيجة التي نخرج بها هي عدم صحة مسيرة كرة السلة السورية وضرورة إعادة النظر في الأخطاء الراسخة في أذهان البعض التي رسمت في مرحلة من المراحل الخطوط العامة لاحترافنا السلوي، وإن كنا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير والتحديث الرياضي، إلا أننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة اللاوعي تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية، لذلك كانت البداية تجديد الثقة بمدرب الفريق هيثم جميل لموسم جديد قادم ومنحته كامل الحرية في انتقاء من يراه من لاعبين محليين لضمهم لصفوف الفريق الموسم القادم.
أسباب ومسببات
لم تأت نتائج الفريق الموسم الماضي من عدم بل هي نتاج لحالة من الفوضى والقرارات الارتجالية التي عصفت بالفريق بشكل عام بعدما كثرت الأيادي وتضاربت الآراء وضاعت البوصلة وتكررت المطبات فاحترقت طبخة التحضير لكثرة المعدّين والمقدّمين، فبعد ظفر فريق الجيش بلقب بطولة كأس الجمهورية العام الماضي لم يكن مستقبل الفريق واضحاً، وفشلت الإدارة في الحفاظ على أفضل نجوم الفريق، وزاد الطين بلة عدم الاستقرار المالي الذي ضرب التحضيرات السابقة حتى وصلت الأمور إلى عدم قدرة الإدارة عن تأمين تكاليف المشاركة في بطولة الشارقة الدولية ليتكرر المشهد مع اللاعبين الأجانب بعدما فشلت في تأمين تكاليف التعاقد معهم، ليظهر جلياً الخلل في الأداء وضعف السيطرة وليخسر الفريق عدداً من المباريات التي كانت كافية في وضعه بمنطقة الخطر.
انتظار طويل
اتصلت «الوطن» بالمدرب هيثم جميل مستفسرة منه عن موعد انطلاقة تحضيرات الفريق استعداداً للدوري القادم، حيث أكد بأنه لا يمكن تحديد موعد لانطلاقة التحضيرات أو فتح باب التعاقدات مع أي لاعب محلي أو أجنبي من دون معرفة الأنظمة التي سيعتمدها اتحاد السلة في موسمه الجديد القادم، ولا يمكن أن نتحدث مع أي لاعب أجنبي للموسم القادم من دون معرفة الميزانية المخصصة من إدارة النادي، وختم حديثه بقوله: سننتظر قرارات اتحاد السلة في مؤتمره القادم وعلى ضوئها سنعمل على بناء الفريق والتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين.
خلاصة
ما نتمناه من إدارة نادي الجيش السعي بكل إمكاناتها لتأمين كل ما يلزم الفريق حتى لا يقع في أتون المنغصات التي غرق بها الدوري الماضي وكانت سبباً في خروجه من دون نتائج جيدة، وغير ذلك سيكون الفريق صيداً سهلاً لجميع الفرق الدوري القادم.