رياضة

بعد إخفاق لعبتي القدم والسلة هل من حلول جديدة قادمة؟

| مهند الحسني

جاءت نتائج مشاركاتنا الأخيرة هزيلة ومتواضعة في لعبتي القدم والسلة إن كان يصح تسميتها غير مقبولة قياساً على حجم الدعم الذي رصد لهاتين اللعبتين.

غير أن حقيقة الأمر أنهما عادا بنتائج علقمية ومؤلمة هي الأكثر إيلاماً في زمن الدعم المادي الكبير والحريات الممنوحة لهما وعلى مبدأ اطلب وتمنَّ، حيث وفرت القيادة الرياضية لهما كل شيء باستثناء لبن العصفور، ومع ذلك جاءت نتائجهما متواضعة وغير ملبية ولم يكن الحصاد مثمراً ولا موازياً لحجم العطاء الذي قدمته القيادة الرياضية التي فتحت خزائنها من دون حسيب أو رقيب.

حجج واهية ومعيبة

مازال بعض المتشدقين والمنتفعين يرجعون سوء نتائجنا في لعبتي القدم والسلة إلى الأزمة التي عصفت بالبلاد وساهمت في هجرة كوادرها، وإذا كانت حجة الحرب والحصار والظروف الاستثنائية هي السبب في تقهقر لعبتي القدم والسلة لدينا كما يدّعي هؤلاء، هل الرياضة الفلسطينية والعراقية تتقدم على رياضتنا آسيوياً وفي أغلبية الألعاب؟ وإذا كانت الذريعة التجنيس فنحن نمارسه في بعض الألعاب ونستقطب المغتربين في ألعاب أخرى من دون نجاح يذكر وتحقيق نتائج جيدة سوى نجاح الصرف وشراء التذاكر وحجز الفنادق وعمولات الوسطاء وما شابه ذلك.

القابعون على سدة اتحادي القدم والسلة لو قررت القيادة إعفاءهم من مهامهم وتوفير مصاريفهم فهل ستتراجع رياضتنا إلى مكان أبعد مما هي عليه اليوم بكل تأكيد لا.

لعل إلغاء مشاركة منتخبات هذين الاتحادين على أقل تقدير في ظل من يقودهما اليوم سيكون رحمة برياضة باتت أسيرة الفشل والتراجع والمصالح والصداقات الشخصية على حساب سمعتنا العربية والقارية.

تخيلوا أن نوفر مليارات تصرف على اتحادي القدم والسلة ونحولها لصيانة المنشآت ودعم بعض اتحادات الألعاب الفردية المهملة وبعض الأندية المنتجة التي تعمل على قواعدها بشكل علمي وسليم فحتماً ستكون هناك نتائج جيدة ومشرقة للرياضة السورية.

مقياس

إذا كان الأداء يقاس بالمخرجات فإن نتائج لعبتي القدم والسلة كافيتان لأن نطالب بمحاسبة من يعمل في قيادتهما بعد ثبوت إخفاقهم وعدم قدرتهم على الحفاظ على مواقعنا المتراجعة، التي لم تكن مرضية، فإذا به يجعلنا نترحم على تلك الأيام والمراكز، ولأن حلقات الفشل متصلة ببعضها بعضاً.

فقد هربت بعض الاتحادات من المشاركة في بعض البطولات القارية لعلمها بأن خططها وبرامجها لا تؤهل منتخباتنا للمشاركة في بطولات معسكرات كشفية أو مسابقات ترفيهية، فكيف الحال والمحطة هي مع كبار قارة آسيا، فكان الحل بتطبيق المثل الشعبي بأن (الهريبة ثلثين المرجلة).

ظناً منهم بأنهم بذلك سوف يحفظون ثباتهم على كراسيهم لفترة جديدة اعتقاداً منهم أن قيادة الرياضة الحالية قد تحاسب الاتحادات الفاشلة على نتائجها الهزيلة، فإذا بالنتائج تدل على أن التراجع جماعي وسمعة سلتنا وكرتنا في الحضيض.

خلاصة

أملنا كبير في القيادة الرياضية الحالية في وضع يدها على مكامن الخطأ في عمل بعض الاتحادات وتشكيل لجنة لتقييم عملها، ورفع عصا المحاسبة والضرب بيد من حديد ضد كل المقصرين الذين باتوا عبئاً ثقيلاً على رياضتنا بشكل عام، فهل سنرى قرارات صارمة تتمكن رياضتنا خلالها التخلص من بعض المقصرين؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن