«يا فرحة ما تمت».. عقبات في استثمار الواجهة الشرقية للكورنيش البحري بطرطوس
| طرطوس- ربا أحمد
بعد عقود من الانتظار وصدور المخطط التنظيمي وتصديقه للواجهة الشرقية للكورنيش البحري بطرطوس لم يخرج للضوء أي من طلبات البناء أو الإعمار، وأصحاب العقارات وهم الذين ينتظرون منذ خمسين عاماً حلولاً مازالوا اليوم بانتظار من يبدأ وينطلق بالعمل، ولكن يبدو أن الفرحة لم تتم.
وأوضح عدد من المتعهدين أن المنطقة تعاني تشابكات في الملكية من الورثة لأن المساحة المطلوبة للبناء 800 م2 وبالتالي الجميع متخوف من البدء لصعوبة حل هذه التشابكات وإجراءاتها الطويلة، إضافة إلى أن الأراضي الواقعة شرق الكورنيش البحري تعاني ارتفاعاً عالياً لمنسوب المياه الجوفية ما يتطلب أضعاف المبالغ المعتادة بالبناء لسحب الماء ومعالجة الأرض بحقن كميات بيتونية كبيرة جداً تزيد من التكاليف كما تحتاج لآليات وشركات متخصصة ما يزيد أيضاً العمر الزمني للعمل في المنطقة.
كما أشار أحد المتعهدين إلى أنه فوجئ بوجود شارع تنظيمي ممتد خلف الفندق الكبير وحتى حديقة الطلائع بطول 300 متر وعرض 12 متراً والذي سيكتسح خمسة عقارات مازال دون حل، وبالتالي يجب حل مشكلة تشابكه مع العقارات الغربية المراد البناء فيها لتتم إمكانية البدء بأي مخطط من المتعهدين، ولن يقدم أي مستثمر على العمل ما دامت هذه التشابكات موجودة على الرغم من محاولة حلها منذ عام 2017 من خلال التقاص ولكن توقف الأمر.
مدير مدينة طرطوس مظهر حسن أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن هناك مقترحاً لحل إشكالية الشارع التنظيمي الواقع على حد المقاسم المطلة على الشارع الممتد جنوب الفندق الكبير وحتى حديقة الطلائع الموازي للكورنيش البحري من الجهة الشرقية وذلك خلال الاجتماع القادم لمجلس مدينة طرطوس المقرر في السابع من الشهر القادم والذي غالباً سيطبق القانون 23 وفق المقترح، مضيفاً: ولكن سننتظر الاجتماع المقرر لاتخاذ القرار المناسب والذي يحتاج وقتاً قد يصل لشهور لتصديقه أصولاً من الوزارة.
ولفت إلى أن ارتفاع منسوب الماء في المنطقة حالة طبيعية معروفة لدى المستثمرين لقربها من البحر وبالتالي فإن من بنى سابقاً واجه هذه المشكلة من خلال إجراءات هندسية قابلة التنفيذ ولكن تتطلب مجهوداً أكبر.
بالمقابل الأهالي أشاروا إلى أن المدينة وعدت أصحاب العقارات منذ سنوات أن حل الشارع التنظيمي سيكون ضمن أعمال المخطط التنظيمي، فهل من المقبول الانتظار شهوراً أخرى لحله بشكل إفرادي الأمر الذي سيعوق العمل لسنة قادمة على أقل تقدير، مؤكدين أنه ليس كل العقارات تضم عدداً كبيراً من الورثة وأن الجيران بدؤوا بالاتفاق لاختصار الزمن على المستثمرين لأن عقاراتهم صغيرة المساحة وستحتاج كتلة البناء المطلوبة بالمخطط المصدق إلى اجتماع عدة عقارات معاً للبناء هرباً من تحويل الحل إلى آلية اعتماد العرصات والتي ستخسر أصحاب العقارات مبالغ مالية هائلة.
والسؤال.. هل يمكن القول: إن الفرحة ما تمت وإن على الأهالي انتظار حل هذه الإشكاليات التي حالت دون الانطلاق باستثمار الواجهة الشرقية للكورنيش البحري بطرطوس والذي سيحول الواجهة إلى مدينة معاصرة جاذبة للاستثمارات والسياح والحياة.