سكان الفرات «كالعيس في البيداء»! … مدير مياه الرقة لـ«الوطن»: التزويد بالمياه كل أربعة أيام والسبب أعطال الكهرباء
| محمود الصالح
وردت إلى «الوطن» مجموعة من الشكاوي من أبناء ريف الرقة المحرر، الذي يقع أغلبه بمحاذاة نهر الفرات وبحيرة الأسد، حول نقص شديد في مياه الشرب بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وعطلة العيد، التي فرضت زيادة في عدد العائلات الموجودة في تلك المناطق نتيجة زيارة الموظفين في المحافظات الأخرى لأهلهم في الريف المحرر، وأصبح ينطبق على أبناء تلك المنطقة قول الشاعر « كالعِيسِ في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول»!
في الريف الغربي وتحديداً في بلدات ومدن الدبسي ومحيطها، والتي لا تبعد عن بحيرة الأسد سوى بضعت كيلومترات، قطعت مياه الشرب منذ أسبوع بشكل كامل عن بعض المناطق بينما بقيت المياه قليلة في مناطق أخرى، مما اضطر أغلب الناس إلى استخدام مياه الري التي تروي الحقول الزراعية هناك، ولكنها لا تحقق الشروط الصحية لأنها غير معقمة وغير مراقبة صحياً.
وأكد العديد من الأهالي في تلك المناطق أنه لدى سؤال المعنيين في المياه في تلك المناطق، كانت الأجوبة غير واضحة، لعدم معرفة القائمين على العمل هناك سبب قطع مياه الشرب عن تلك المناطق.
وفي الريف الشرقي ورغم وجود الكهرباء بشكل دائم، وكذلك قرب تلك التجمعات السكانية من نهر الفرات، والذي لا يفصلها سوى مئات الأمتار في بعض المناطق، لأن جميع ريف الرقة الشرقي يقع في سرير نهر الفرات.
يقول أصحاب الشكاوى إنه رغم إنفاق مليارات الليرات على صيانة وتأهيل محطات الضخ وشبكات الري، إلا أنها ليست بالكفاءة المطلوبة، ولا توفر مياه الشرب النقية للمواطنين، حيث لا يوجد برنامج تزويد واضح لمياه الشرب، وهناك تعديات على الشبكة، من دون أي محاسبة أو مراقبة من المعنيين في مؤسسة المياه، مشيرين إلى أنه يقوم الكثير من المواطنين بري الأشجار المزروعة من مياه الشرب لأنها الأقل كلفة على حد قولهم، مما أدى لحرمان آلاف المواطنين من مياه الشرب، فجميع المنازل الواقعة في نهاية خطوط مياه الشرب لا تصلها المياه.
المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب في الرقة حسن الجمعة برر لـ«الوطن» أسباب ذلك بقوله: بالنسبة للريف الشرقي السبخة يتم حالياً تأهيل محطة السبخة وعملية إطفاء وتشغيل للمحطة بسبب التجريب وواقع المياه في السبخة كل أربعة أيام، مضيفاً: وسبب درجات الحرارة العالية أدى إلى زيادة الطلب على المياه ولحماية التجهيزات «مجموعات التوليد» فإنه يتم إطفاء مجموعات التوليد ساعتين خلال الذروة من الساعة 12 إلى 2 ظهراً ويتم التعويض في تشغيل المولدات ليلاً.
أما بالنسبة للريف الغربي فقد قال : يتم التشغيل عن طريق مجموعات التوليد فقط وهناك مجموعة توليد تعطلت خلال وقفة العيد لإحدى المحطات وتقوم المؤسسة حالياً بنقلها وإصلاحها في حلب وهذه المجموعة تعمل في محطة المياه النقية في الدبسي، مما أدى إلى ضعف المياه في الدبسي، مضيفاً: يتم حالياً أيضاً في الدبسي استبدال الخط الرئيسي من المحطة النقية إلى الطريق العام حلب الرقة، وسوف يتم قريباً توصيل التيار الكهربائي لمحطتي المياه النقية والخامية في الدبسي مما يحسن وضع المياه في الدبسي «بعد استبدال الخط وتوصيل التيار الكهربائي».
وأشار إلى أنه بالنسبة لمعدان تم توزيع وضبط برنامج لأدوار المياه في مدينة معدان وقراها وبواقع كل أربعة أيام، مؤكداً أنه يتم مراقبة البرنامج وتوزيع الأدوار في تلك المنطقة.