عربي ودولي

ضربة لائتلاف نتنياهو.. «المحكمة العليا» الإسرائيلية تقضي بتجنيد «الحريديم» … هنغبي: نفضل حل الصراع مع لبنان بالدبلوماسية ولا يمكن القضاء على حماس

| وكالات

كشف مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن إسرائيل تُفضل أن يكون حل الصراع مع لبنان بالدبلوماسية، مؤكداً أن القضاء على حركة حماس سيستغرق وقتاً طويلاً، في حين أصدرت «المحكمة العليا» للاحتلال الإسرائيلي حكماً بإلزام طلاب المدارس الدينية «الحريديم» بالتجنيد في الجيش، في قرار قد يحدث صدمة في ائتلاف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ونقلت وكالة «رويترز» عن هنغبي، قوله إن إسرائيل «ستحاول حل الصراع مع لبنان في الأسابيع المقبلة»، وأشار إلى أنها «تُفضل أن يكون ذلك بالدبلوماسية»، وبشأن الحرب على غزة، أكد مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي أن «القضاء على حركة حماس سيستغرق وقتاً طويلاً»، مردفاً: «لا يمكن القضاء عليها كفكر، فنحن بحاجة إلى فكر بديل، وليس إلى ضرب قدراتها العسكرية»، وأضاف: «نبحث مع واشنطن كيف يمكن للأمم المتحدة ودول أوروبية وعربية إيجاد بديل لحماس بغزة».

في هذا الإطار، التقى وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في واشنطن، وبحثا مستجدات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة على نحو يضمن إخراج جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وبشأن لبنان، أكد بلينكن لغالانت أهمية تجنّب المزيد من التصعيد في الحرب مع حزب اللـه والتوصل إلى حل دبلوماسي.

في غضون ذلك، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، حكماً بإلزام طلاب المدارس الدينية «الحريديم» بالتجنيد في الجيش، وطلبت من الحكومة قطع الدعم المالي عن المدارس الدينية التي لا يتجند طلابها، مؤكّدةً أنه «لا يوجد صلاحية للدولة لإعفائهم»، وذلك في قرار قد يحدث صدمة في ائتلاف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وحسب «القناة الـ12» الإسرائيلية صدر قرار المحكمة بإجماع أعضائها التسعة، فيما وقّع القائم بأعمال رئيس المحكمة، عوزي فوغلمان، القرار عن القضاة كافة، وأوضحت المحكمة، في قرارها، أن هناك «حاجة ملموسة وعاجلة إلى إضافة أفراد إضافيين في خضم حرب صعبة، إذ بات عبء عدم المساواة أكثر حدة من أي وقت مضى، ويتطلب تعزيز حل مستدام للقضية».

وقالت المحكمة: «ليست هناك مقارنة بين احتياجات الجيش في الأوقات العادية واحتياجات الجيش في أوقات الحرب»، وبالتالي، فإن «الوضع الحالي للمنظومة الأمنية يتطلب حاجة ملموسة وعاجلة لأفراد إضافيين، في ظل تعدد المهام الأمنية والقتال العنيف في ساحات متنوعة»، ويُلزم «القانون» معظم الإسرائيليين بالخدمة في الجيش على عكس طلاب المدارس «الحريدية» الذين يتم إعفاؤهم منها منذ عقود.

ويعتمد ائتلاف نتنياهو على دعم «الحريديم» للبقاء في السلطة، الذين يعدّون الإعفاء من التجنيد الإلزامي الذي يُنفذ منذ فترة طويلة أساسياً لإبقاء ناخبيهما في المدارس الدينية بعيداً من الجيش»، وبات إعفاء «الحريديم» من الخدمة العسكرية أكثر إثارة للجدل، لأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتألف في الأغلب من جنود في سن المراهقة وعدد من المدنيين الأكبر سناً، الذين يجري استدعاؤهم للخدمة العسكرية الاحتياطية، فضلاً عن أنها خدمة منهكة بسبب الحرب متعددة الجبهات.

وفي أول تعليق على القرار من الأوساط الإسرائيلية، قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان: إن قرار المحكمة العليا بتجنيد الحريديم «خطوة هامة وتغيير تاريخي»، وأضاف: إن «الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى قوة بشرية، بعدما فقد لواءً كاملاً من الجنود سقطوا في المعركة أو أصيبوا بجراح خطيرة».

بدوره، وصف الإعلام الإسرائيلي قرار المحكمة العليا بإلزام الحكومة تجنيد طلاب المدارس الدينية بأنّه «دراما»، وقبل أيام قالت صحيفة «معاريف» إن حكم المحكمة «سيكون قنبلة قانونية قد تؤدي إلى انهيار الحكومة»، متوقعةً أن يصدر الحكم، كما صدر أمس بإلزام الحريديم بالتجنيد وقطع التمويل عن مؤسساتهم في حال رفضهم الخدمة العسكرية.

وذكرت الصحيفة أن رؤساء الأحزاب الدينية يتساءلون متعجبين: «كيف وصلوا إلى أزمة بهذا الحجم في القضية الأهم لديهم، وذلك في وجود حكومة يمينية بالكامل برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي وعدهم بالكثير مقابل ولائهم لكتلته السياسية في جميع الانتخابات التي هزّت إسرائيل في السنوات الأخيرة؟».

وفي بداية تشكل هذه الحكومة وفق الصحيفة، كان يبدو أن موضوع تجنيد طلاب المعاهد الدينية سيوضع في قانون جديد ينص على إعفاء شامل لطلاب المعاهد من التجنيد في الجيش، لكن الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول «قلبت الموازين بالنسبة إلى الحريديم»، إذ لم تتمكن الحكومة من تشريع تسوية جديدة بخصوص إعفائهم بعد انتهاء مدة التسوية القانونية السابقة في حزيران 2023، إذ تغيرت احتياجات الجيش تماماً، وبات «هناك حاجة ضرورية، بل وجودية أيضاً، لزيادة عدد المجندين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن