هنية أكد أن دماء الفلسطينيين «لن تزيدنا» إلا يقيناً بالانتصار … المقاومة تستهدف جنود الاحتلال في «نتساريم» وتنفذ عملية نوعية قرب طولكرم
| وكالات
لليوم الـ263، وبعد الكشف عن امتلاكها قدراتٍ عسكريةً جديدةً تواجه بها جيش الاحتلال المسلّح غربياً، تستمر المقاومة الفلسطينية في التصدي للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وتركز استهدافاتها على تجمعاته في «نتساريم» وسط القطاع، في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، تعليقاً على استشهاد شقيقته أم ناهض في مجزرة إسرائيلية في مخيم الشاطئ أن «هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتاً على الموقف ويقيناً بالانتصار».
في التفاصيل، تواصل مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية التصدي للاحتلال الإسرائيلي في محاور القتال في قطاع غزة، مكثفةً استهدافها تجمعاته عند محور «نتساريم»، جنوب مدينة غزة، في اليوم الـ263 من عملية «طوفان الأقصى»، وحسب وسائل إعلام فلسطينية أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استهدافها مقراً لقيادة قوات الاحتلال في موقع أبو عريبان في «نتساريم» بقذائف «الهاون».
بدورها، استهدفت كتائب شهداء الأقصى غرف «القيادة والسيطرة» الإسرائيلية وتموضعاً لجنود الاحتلال وآلياته في «نتساريم» بصاروخين من نوع «107» وقذائف «الهاون»، كما استهدفت في المنطقة نفسها وفي عملية ثانية، مقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعدد من قذائف «الهاون».
في غضون ذلك، نشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد توثق عمليةً نفذتها أول من أمس الإثنين ضد قوات الاحتلال في «نتساريم»، إذ استهدفت تجمعاته وخط إمداد تابعاً له برشقة صواريخ من نوع «107».
أما كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فاستهدفت دبابة إسرائيلية بقذيفة «R. P. G» في محيط سوق الحلال في حي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح جنوب القطاع، ليعود مقاتلوها بعد ذلك من خطوط القتال.
وفي إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، دكت سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، جنود الاحتلال وآلياته في مخيم يبنا في رفح بقذائف «الهاون».
ونشرت كل من «سرايا القدس» و«شهداء الأقصى» وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مشاهد من استهدافها موقع «كيسوفيم» العسكري التابع للاحتلال بقذائف «الهاون»، في عملية مشتركة.
وكشفت كتائب القسّام أول من أمس الإثنين امتلاكها قدرات عسكرية جديدة، ونشرت مشاهد توثق استهدافها آلية هندسية إسرائيلية من نوع «أوفك» في غرب منطقة تل زعرب في رفح بصاروخ موجه، هو «السهم الأحمر»، وأعلنت عبر هذه المشاهد وللمرة الأولى، امتلاكها هذا النوع من السلاح.
ومنظومة «السهم الأحمر» سلاح صيني قاذف للصواريخ المضادة للدروع تم إنتاجه في الثمانينيات، في أواخر الحرب «الباردة»، ليضاهي منظومة «تاو» الأميركية و«ميلان» الفرنسية.
بالتزامن تصدى المقاومون في الضفة الغربية أمس الثلاثاء، لاقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي بالعمليات والعبوات والرصاص، بينما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، مجموعات «فرسان الليل»، وكتائب الشهيد عز الدين القسام في طولكرم، عملية نوعية ضد الاحتلال.
وفي التفاصيل، استهدف المقاومون سيارة تقل عدداً من جنود جيش الاحتلال خلف الجدار القريب من الجاروشية وضاحية شويكة في طولكرم، وعادوا إلى مواقعهم بسلام، وفي مخيم بلاطة شرق نابلس، أعلنت كتائب شهداء الأقصى تصدي مقاوميها لاقتحام قوات الاحتلال المخيم، مشيرةً إلى أنهم استهدفوها بوابل كثيف من الرصاص والعبوات الناسفة، وخاضوا اشتباكات عنيفة معها.
أتى ذلك بعدما اقتحمت قوات الاحتلال المخيم وحاصرت عدداً من أحيائه، قبل أن تندلع اشتباكات مع المقاومين الذين تصدوا لها، ولفتت وسائل إعلام محلية إلى أن جرافة للاحتلال شرعت بأعمال تخريب داخل سوق مخيم بلاطة خلال الاقتحام الواسع للمخيم.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة طفلين بجروح خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة شرق نابلس، بينما أفاد بأن قوات الاحتلال أعاقت عمل طاقم الإسعاف، حيث قامت باحتجازه وأخذت مفاتيح المركبة ومعدات الاتصال منه.
بدورها، أعلنت مجموعات «طمون» في سرايا القدس، تصدي مقاوميها لقوات الاحتلال المقتحمة للبلدة بالرصاص في أكثر من محور، مؤكدةً تفجير عدد من العبوات الناسفة في آليات الاحتلال، وأشارت وسائل إعلام محلية إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة طمون جنوب طوباس في الضفة الغربية.
في الغضون، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن دماء شقيقته أم ناهض وأبنائها وأحفادها تختلط بدماء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل أماكن وجود الشعب الفلسطيني، ولن تزيده «إلا ثباتاً على الموقف ورسوخاً في المسار ويقيناً بالانتصار».
وتقدمت لجان المقاومة في فلسطين بالتعازي من هنية وكل العائلات التي تعرضت، ولا تزال للإبادة الإسرائيلية، مشددةً على أن استمرار المجازر بدعم وتشجيع من الولايات المتحدة والغرب، ومباركة من أنظمة التطبيع، لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق عائلة هنية، أسفرت عن ارتقاء 10 من أفرادها، بينهم أم ناهض، حيث استهدف منزلاً لها في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة فجر أمس الثلاثاء، وحملت الحركة الإدارة الأميركية المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر استمرارها في منح حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها «المجرم» الغطاء السياسي والعسكري، إلى جانب الوقت لإنجاز مهمة التدمير والإبادة في القطاع.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف الاحتلال أفراداً من عائلة هنية، ففي الـ10 من نيسان الماضي، الذي تزامن مع أول أيام عيد الفطر، اغتال 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحماس، و4 من أحفاده، كما ارتقت حفيدة شابة له في الـ11 من تشرين الثاني الماضي.