موسكو اعتبرت اتفاقها مع بيونغ يانغ تحذيراً لدول تخطط لحلول بالوسائل العسكرية … بوتين: الساسة الغربيون لم يكلفوا أنفسهم الاطلاع على فحوى مبادرة روسيا للسلام
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الساسة الغربيين لم يكلفوا أنفسهم «حتى بالاطلاع المعمق» على فحوى مبادرة موسكو للسلام التي تؤسس فعلاً لإنهاء النزاع والتسوية السلمية لأزمة أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع تأكيد موسكو أمس أن خطة مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لدفع أوكرانيا للتفاوض مع روسيا يجب أن تستند إلى الوضع على الأرض في ظل استمرار تقدم الجيش الروسي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في رسالة بعثها للمشاركين في منتدى «قراءات بريماكوف» السنوي تلاها مساعده للشؤون الدولية يوري أوشاكوف: «إننا نعوّل على المشاركين في المنتدى إيلاء الاهتمام المطلوب للأفكار الروسية لصياغة الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة والتعاون المتبادل المنفعة في القارة الأوراسية، إضافة إلى مقترحاتنا الجديدة للحل السلمي للأزمة الأوكرانية».
وأعرب بوتين عن أمله في أن يتعامل المشاركون في المنتدى مع هذه المبادرة بشكل «مدروس وعقلاني»، وأن يتمكنوا من إدراك أنها تؤسس فعلاً لإنهاء النزاع والانتقال إلى تسويته السياسية والدبلوماسية خلافاً للعديد من الساسة الغربيين الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى بالاطلاع بشكل معمق على فحوى تلك المبادرة.
وطرح بوتين في وقت سابق هذا الشهر مبادرة للتسوية السلمية في أوكرانيا تنص على وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الأوكرانية من أراضي مناطق روسيا الجديدة، وإعلان كييف قبول وضعية الحياد وعدم الانحياز لأي تكتل سياسي وعسكري، والتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف الناتو وتنفيذ عملية نزع طوعي للسلاح وتفكيك البنى التنظيمية للنازية.
في السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: إن خطة مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، لدفع أوكرانيا للتفاوض مع روسيا، يجب أن تستند إلى الوضع على الأرض في ظل استمرار تقدم الجيش الروسي، وأضاف: «قيمة أي خطة تكمن في الفروق الدقيقة ومراعاة الواقع على الأرض، ولا نعرف بالضبط ما هي الخطة وفحواها، لكننا منفتحون على المفاوضات وتقييم هذه الخطة، نحتاج أولاً إلى التعرف عليها».
وتقوم خطة كل من اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج، وفريد فليتز، وكانا من كبار موظفي مجلس الأمن القومي خلال ولاية ترامب، بأن لا تحصل أوكرانيا على مزيد من الأسلحة الأميركية إلا إذا دخلت في محادثات سلام مع روسيا، مع تحذير أميركي لموسكو في الوقت نفسه من أن أي رفض للتفاوض سيؤدي إلى زيادة الدعم الأميركي لأوكرانيا.
بدورها، وصفت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك بأنها «منقولة بورق شفاف من المفهوم الألماني لتطهير شبه جزيرة القرم في الحرب العالمية الثانية»، وقالت في قناتها على «تليغرام» «إنها تصريحات منقولة بدقة 100 بالمئة من المفهوم الألماني النازي لتطهير شبه جزيرة القرم خلال الحرب العالمية الثانية. اليوم أضافوا إلى ذلك أسلحة أميركية، وهي منهجية الإرهاب الدولي الحديث، لكن الحشو يظل كما هو: إنها النازية».
وسبق أن كتب بودولياك في قناته على «تليغرام» أنه «ينبغي ألا تكون هناك حياة سلمية في شبه جزيرة القرم، التي هي معسكر ومستودع عسكري كبير، مع مئات الأهداف العسكرية المباشرة»، وأضاف: «لا توجد ولا يمكن أن تكون هناك أي شواطئ أو مناطق سياحية أو علامات على الحياة السلمية في شبه الجزيرة».
في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن الاتفاقية الإستراتيجية الشاملة الموقعة بين روسيا وكوريا الديمقراطية ليست موجهة ضد كوريا الجنوبية أو دول ثالثة، وقال في تصريحات لوكالة «سـبوتنيك» أمـس: «هـذه الاتفاقية هي نوع من التحذير للدول التي تخطط لحل مشكلات شبه الجزيرة الكورية والمنطقة ككل بالوسائل العسكرية»، موضحاً أن روسيا أكدت مراراً وتكراراً أن هذه الاتفاقية ليست موجهة ضد كوريا الجنوبية ولا تهدف إلى تقويض الوضع الصعب بالفعل في منطقة شمال شرق آسيا.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن روسيا وصربيا تناقشان التهديدات الأمنية المحتملة والمتعلقة بالإمدادات العسكرية لأوكرانيا، وذلك تعليقاً على تقارير إعلامية حول تصدير ذخيرة صربية إلى كييف، وقال: إن «تبادل التقييمات للتهديدات الأمنية جزء لا يتجزأ من الحوار السياسي بين روسيا وصربيا، إضافة إلى قضايا تتعلق بالإمدادات العسكرية».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك أن مسألة عضوية بيلاروس في منظمة شنغهاي حسمت وسيتم الإعلان عن ذلك في قمة أستانا في تموز المقبل، وقال: «لقد تم تحديد كل شيء في منظمة شنغهاي بشأن عضوية بيلاروس وكل الاتفاقيات حول ذلك، وسيكون أول بند في جدول أعمال القمة القادمة في أستانا هو إعلان القبول الرسمي لعضوية بيلاروس في منظمة شنغهاي للتعاون».
من جهته، رحب لوكاشينكو، وقال: «عضويتنا مهمة للغاية بالنسبة لنا وعلى الأخص في مثل منظمة دولية كهذه، وعضويتنا مهمة ليس من الناحية السياسية فقط وإنما أيضاً من الناحية الاقتصادية حيث يمكن في هذه المنظمة بحث أي قضايا».