عربي ودولي

المرشحون الستة للرئاسة ناقشوا السياسة الخارجية في المناظرة الرابعة … الخامنئي: المشاركة الواسعة بالانتخابات تجعل إيران منتصرة على أعدائها

| وكالات

جدّد قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي، أمس الثلاثاء، تأكيده الأهمية التي تحظى بها الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مشدداً على ضرورة المشاركة القصوى فيها، وانتخاب الشخص الأنسب ليتبوّأ منصب الرئاسة.

وفي كلمة ألقاها لمناسبة «عيد الغدير»، اعتبر الخامنئي أن اقتران هذه الانتخابات بالمشاركة الشعبية الواسعة «يدلّ على رفعة الجمهورية الإسلامية»، ويجعلها ساحةً «تنتصر فيها إيران على أعدائها»، وقال: «على من يريد أن يرى الجمهورية الإسلامية قويةً أن يشارك في هذه الانتخابات»، حسب وسائل إعلام إيرانية.

ولدى تناوله المواصفات، التي ينبغي أن تتوافر في الرئيس الجديد، أشار الخامنئي إلى «وجوب انتخاب من يتبّع أسس الثورة الإسلامية ونهجها»، وبين أن «امتلاك الأهلية المطلوبة يتيح للشخص تفجير كل طاقات الجمهورية الإسلامية وإمكاناتها»، وإذ أوضح قائد الثورة الإسلامية في إيران «أنّنا لا ندعو إلى بناء سور وقطع العلاقات مع الخارج»، فإنه حثّ على «ألا يربط الإيرانيون أنفسهم (ومصالحهم) بالخارج».

وفي هذا الإطار، شدّد الخامنئي على قدرة إيران على التقدّم من دون الاتكال على الأجانب، «على الرغم من وجود الأعداء»، وفي السياق نفسه لفت إلى أن بعض السياسيين في إيران «يتصوّرون أنه يجب الارتباط بالدول العالمية الكبرى، ويرون أن لا إمكان للتقدم من دون هذه العلاقة»، وقال: إن «من يخفق قلبه للولايات المتحدة لن يستطيع إدارة البلاد بصورة جيدة».

واستذكر الخامنئي حكومة الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي، مؤكداً أنها «تمكّنت من توظيف الإمكانات الإيرانية بصورة أفضل»، مضيفاً: إن «هذا ما يجب أن تعمل عليه الحكومة المقبلة»، وفيما يتعلّق بالعلاقات مع الدول الأخرى، لفت الخامنئي إلى أن حكومة الرئيس الراحل عملت على تقوية العلاقات بالخارج، داعياً إلى الالتزام بالاستقلال والشجاعة الوطنيين.

ويأتي ما قاله قائد الثورة الإسلامية في إيران أمس بعد ما أكد سابقاً أن الانتخابات الرئاسية مهمة جداً وتمثّل استحقاقاً كبيراً يمكن أن يحقق الكثير للبلاد، بحيث أولى نسبة المشاركة فيها الأهمية الكبرى، وإذ أشار الخامنئي إلى أن الانتخابات ستشهد «منافسةً كبيرةً بين المرشحين»، فإنّه شدّد على أن «مشهد الانتخابات سيكون لخدمة الشعب، وليس صراعاً لكسب الكرسي».

وستكون إيران على موعد مع الانتخابات الرئاسية بعد غد الجمعة التي يتنافس فيها ستة مرشحين هم: سعيد جليلي، محمد باقر قاليباف، مصطفى بور محمدي، علي رضا زاكاني، أمير حسين قاضي زادة هاشمي، ومسعود بزشكيان.

بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن المشاركة الكبيرة للشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية تعزز قوة البلاد واقتدارها على المستويين الإقليمي والدولي، وكتب في رسالة على حسابه في الفضاء الافتراضي: «الانتخابات في إيران مظهر من مظاهر الديمقراطية، والمشاركة الواسعة للإيرانيين في الانتخابات تجعلهم يلعبون دوراً فاعلاً وحاسماً في إدارة البلاد، وتزيد القوة الوطنية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية».

هذا وجرت المناظرة الرابعة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية مساء أول من أمس الإثنين وتمحورت حول سياسة البلاد الخارجية، وحملت عنوان «إيران في عالم اليوم»، واعتبرت الأكثر سخونةً، ورأى المرشح سعيد جليلي أن الاتفاق النووي لم يحل مشكلات الشعب الإيراني، وأن حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني عطّلت البلاد 8 أعوام، واستنزفت إمكانات البلاد، وشدّد على وجوب الاهتمام بكل دول العالم في سياسة إيران الخارجية، وليس بدول قليلة فقط، هي الدول الأكثر عدائية لإيران، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من الدول التي تتمتع بأرضية مشتركة مع إيران للتعاون معها، وعلى رأسها دول الجوار.

واعتبر جليلي أن إيران يجب ألا تفوّت الفرص المتاحة أمامها من أميركا الجنوبية إلى دول إفريقية إلى دول الجوار كسورية وباكستان، ولاسيما دول محور المقاومة، مؤكداً أن إيران قادرة شرط أن تدار من رئيس قادر وكفوء.

بدوره، ذكّر المرشح علي رضا زاكاني بأن الطرف الآخر هو من أحرق الاتفاق النووي، مؤكداً «لسنا نحن من أحرقناه»، ورأى أن العالم كله بات يدرك قدرات إيران الداخلية والإقليمية، مشيراً إلى أن حكومة الرئيس روحاني كانت تحلم بالانضمام إلى منظمتي «شانغهاي» و«بريكس»، وهذا ما تحقق في حكومة الشهيد إبراهيم رئيسي.

ورأى المرشح قاضي زادة هاشمي أن الاتفاق النووي كان مجرد خسارة أضرت بالبلاد، وأن دبلوماسية الشهيد حسين أمير عبد اللهيان كانت من منطلق قوة، وكانت مزيجاً بين تحسين العلاقة مع الشرق والغرب، وسأل المرشح مسعود بزشكيان عن البديل عن الاتفاق النووي بالنسبة إلى معارضيه، مؤكداً أن القدرات العسكرية الرادعة التي حققها حرس الثورة الإسلامية «مثار فخر بالنسبة إلينا»، وقال: إن السياسة الخارجية هي أفضل طريقة لرفع العقوبات عن إيران، وإنه ينظر إلى دول المنطقة كفرصة، وسيعمل على توظيف السياسة الخارجية لتعزيز الأخوّة مع دول المنطقة.

المرشح محمد باقر قاليباف أشاد بالشهيد قاسم سليماني، وأكد أنه «نموذج لنا جميعاً» بدبلوماسية الميدان، وأنه كان يملك قدرة حل المشكلة وإيجاد الوحدة والإجماع الوطنيين، ويمضي ليله ونهاره لإيجاد الانسجام في البلاد، وشدّد على ضرورة إحباط العقوبات عبر استئناف المفاوضات، ومن خلال رفع النمو الاقتصادي.

واستغرب المرشح مصطفى بور محمدي عدم التركيز على السياسة الداخلية، مؤكداً أن السياسة الخارجية تتماشى مع السياسة الداخلية، و«إذا كنا قادرين في الداخل، فيمكننا تقديم أهدافنا في الساحة الدولية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن