رياضة

كي لا تجهض التجربة

| بسام جميدة

بداية لسنا من مناصري البحث عن حلول آنية ولا مرتبكة وسريعة تعتمد على ردات الفعل المتشنجة، عند كل حالة إخفاق تمر بها منتخباتنا الوطنية، ولكننا نشدد كثيراً على ضرورة المحاسبة؛ محاسبة المخطئ الذي أخذ فرصته وكامل الصلاحيات ولسنوات طويلة، ولكنه أخفق عن جهل في استثمار ما يتوافر له، وهدم بدل أن يبني ويطور ويمنح كرة القدم شرعية وجودها في حياتنا كحالة فرح على الأقل؛ ولن نرفع من سقف الطموحات لنقول، كي تصبح رافداً أساسياً من روافد الاقتصاد، وحاملاً مهماً من حوامل المجتمع على الصعد الحياتية وحتى السياسية منها.

هذا ليس كلاماً اخترعناه، وننسبه لأنفسنا، بل أصبحت ثوابث في دول انتهجت الواقعية والعلم والخبرة في التعامل مع الرياضة، حتى باتت ركناً تستظل تحته الحكومات ورجال الأعمال كجزء من سياسة توفر الرداء الجميل لكثير من الأشياء القبيحة.

في حالتنا السورية وعلى مدى عقود تتجاوز الخمسة مازالت رياضتنا خبط عشواء، نفكر باللحظة الآنية، ونصفق للإشراقات كلما لاحت من شرق الوجع أو من غربه ولا يهم إن هبت من أي النوافذ.

حتى لا نغرق في العموميات، نتحدث عن كرة القدم، ولا نغض الطرف عن كرة السلة، كلتاهما مصدر لكثير من الأحلام التي يتم إجهاضها كلما حاولنا برعمتها كي تزهر.

وكلتاهما باتت مصدراً لاستنزاف المال العام، بل سرقة عمر أجيال حلمت بأن تمضي مع الحلم أبعد من غرب آسيا أو شرقها.

كيف نطور الفكرة ونبدأ الخطوة الحقيقية التي تخرج من رحم إستراتيجية مرسومة بعناية، هنا مربط الفرس.

سيقولون هذه بضاعتنا، وهؤلاء رجالاتنا، وهذه جهودنا. نعم، ولكنكم أخفقتم مراراً وتكراراً، ولم يحرك بكم الفشل مشاعر الذنب الذي تقترفون.

لذلك أصبح صوت الشارع الرياضي المبحوح أعلى من أصواتكم وهو ينادي بالرحيل. وهل رحيلكم هو الحل؟

لا أبداً ليس هو الحل.. بل استقدام الكفاءات التي تكون قادرة على رسم أحلام وطن يحلم بأجنحة تحلق به عالياً.

الحل بتغيير المفاهيم وبوجود قانون للمحاسبة، ليس المالية وحسب، بل في كثير من الأمور الأخرى التي من شأنها إرساء قواعد عمل مؤسساتية، كما يحدث في مناحي وظيفية أخرى.

بدأنا بخطوة الاستعانة بمحترفين من مستعيدي الجنسية بكرة القدم وبمجنسين في السلة، وهي خطوة مهمة على الطريق، ولكن تحتاج لمن يجيد إدارة هذا الملف بعناية من دون معوقات.

ونحتاج لكوادر إدارية وفنية محترفة, والحلول بسيطة لكنها تحتاج لقرار جريء، نعم جريء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن