رياضة

عضو إدارة نادي الوحدة عارف درويش لـ«الوطن»: ‏ما حققناه أتى بجهود جماعية ونادي الوحدة ليس بخير … نتطلع للعمل على تطوير البنى التحية ودعم القواعد … على الاتحاد الرياضي العام أن يضع مصلحة الأندية فوق أي اعتبار

| حاوره مهند الحسني

حققت سلة نادي الوحدة لقب بطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي والحادية عشرة بتاريخ النادي، ولم يأت هذا اللقب من عبث وإنما نتيجة جهود كبيرة بذلتها الإدارة والقائمون على الفريق، ابتداء من تأمين مستحقاته المالية ومروراً بفتح باب المشاركات الخارجية أمام الفريق وانتهاء بالمتابعة الدائمة والمستمرة لكل تفاصيل الفريق من قبل أعضاء الإدارة الجديدة بشكل عام.

كل هذه الجهود تضافرت فيما بينها حتى تكللت باعتلاء منصة التتويج عن جدارة واستحقاق.

«الوطن» التقت عضو الإدارة عارف درويش الذي تحدث بكل شفافية عبر الحوار التالي:

كيف تحقق هذا الإنجاز لسلة الوحدة رغم المنافسة القوية؟

بداية أحب أن أبارك للجمهور ولأعضاء الإدارة ولجميع من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الذي أتى بجهود جماعية وليست فردية، الجميع عمل بكل طاقته من الإدارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين الذين لم يبخلوا في تقديم كل إمكاناتهم في سبيل اعتلاء منصة التتويج.

عندما دخلنا كإدارة جديدة على النادي لم نجد نادياً رياضياً، تصور أننا لم نجد صالة يتمرن فيها اللاعبون، ولا حتى ملعب كرة قدم، ولا يوجد بنى تحتية، ولا يوجد شيء يدل على أنه ناد رياضي، أول قرار اتخذناه كإدارة هو المحافظة على فريق كرة القدم ومنعه من الهبوط بعدما كان مهدداً وقد نجحنا في ذلك، إضافة إلى سعينا للمحافظة على لقب كرة السلة للموسم الثاني على التوالي وقد نجحنا أيضاً، والهدف الثالث هو أن نعمل بنى تحتية للنادي وهذا بحاجة إلى وقت.

كيف كانت البداية على الصعد كافة بالنسبة للبنى التحتية؟

بدأنا بترميم صالة السلة بجميع مفاصلها، وباتت تليق بنادي الوحدة، وقد كلفت مبالغ كبيرة، ومشكورة شركة الاتحاد للكابلات التي ساهمت في ترميمها بمبادرة تعتبر إيجابية وذلك كنوع من دعم الرياضة والنادي.

نادي الوحدة إنجازاته تاريخية ولا يمكن ألا يكون هناك صالة حديثة تليق بهذه الإنجازات، فنحن أبطال آسيا ولدينا أحد عشر لقباً للدوري، وسبعة ألقاب كأس جمهورية، وتأمين الصالة سيسهم في تمرين القواعد.

ظروف فريق الرجال لم تكن بحالة جيدة لأن المدرب واللاعبين الأجانب لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، والفريق لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب تخبط إداري كبير ساهم في خلق حالة من الفوضى أرخت بظلالها على سفر الفريق إلى بعض المحافظات بوقت متأخر، إضافة إلى أننا وجدنا العديد من الشكاوي تقدم بها بعض لاعبي الفريق لاتحاد السلة من أجل تحصيل مستحقاتهم المالية، وتم سحب جميع هذه الشكاوي بعد تسديد كامل المستحقات المالية لجميع الألعاب وليس كرة السلة فقط.

ومع اقتراب موعد دورة دبي الماضية كنا قاب قوسين أو أدنى من عدم المشاركة بسبب سوء نتائج الفريق، وخاصة في مرحلة الإياب من الدوري، حيث خسر أكثر من مباراة، ولم يكن هناك حالة من الانسجام، وكان لدينا هاجس الخوف من عدم ظهور الفريق بصورة جميلة تليق بسمعة السلة السورية، لكننا وجدنا أن المشاركة ضرورية من أجل خروج الفريق من حالة الإحباط، وفعلاً بدورة دبي قدمنا مستويات جيدة وحققنا نتائج جيدة أمام جميع الفرق، عدنا بعد ذلك للدوري المحلي وفزنا بثلاث المباريات المتبقية ونجحنا في تحقيق الصدارة، وشاركنا بدورة الشارقة وكان الهدف من المشاركة الاطمئنان على مستوى اللاعبين الأجانب الذين لم يكونوا بمستوى جيد وتم تغييرهم، والفريق استفاد فنياً على صعيد اللاعبين المحليين، وتعاقدنا مع لاعبين أفضل وكانوا إضافة للفريق، وهنا أود أن أشكر جميع اللاعبين بسبب تقبلهم للاعبين الوافدين من خلال التناغم والانسجام، ولم يكن هناك أي مشاكل بين اللاعبين بسبب وعي اللاعبين وتصميمهم على تحقيق اللقب.

انسحاب فريق أهلي حلب ساهم في تخفيف حدة منافستكم على اللقب؟

فريق الأهلي من الأندية القوية والعريقة لكن المنافسة لم تكن سهلة مع فريق الكرامة الذي شهد تطوراً كبيراً هذا الموسم.

نحن خسرنا نهائي كأس الجمهورية أمام الأهلي ولم نكن فنياً جيدين، لكن هناك بعض الأمور أثرت في اللاعبين أثناء المباراة النهائية من أجواء مشحونة وغير رياضية وجمهور أهلي حلب جمهور عريق ومن أكبر وأفضل الجماهير على مستوى سورية لكن هناك قلة قليلة منهم أسأؤوا في تلك المباراة.

هل شعرتم للحظة بأن لقب بطولة الدوري قد يتلاشى؟

أنا كشخص كنت واثقاً بنسبة كبيرة بفوز فريقي، لأننا تعبنا على الفريق على صعيد تدعيم المراكز والمشاركات الخارجية، حيث بات من الفرق القوية، إضافة للمتابعة المستمرة لكل تفاصل الفريق، وبالفعل قدم اللاعبون مستوى جيداً واستحقوا اللقب.

وجود كوكبة من اللاعبين من خارج النادي ألا توافقني على أن ذلك يؤثر في أبناء النادي؟

إذا أردنا أن نتحدث عن واقع اللاعبين فإننا سنجد أن جميع الأندية تعاني من مشاكل باللاعبين المحليين، أعمار الفرق جميعها كبيرة وهذا سببه عدم عمل الأندية على قواعدها بشكل جيد، الحرب التي مرت على البلاد والأزمات المالية ووجود بعض الإدارات التي لم تعمل بشكل احترافي ساهم في هذا التراجع.

بعد وصولنا للإدارة وخلال مدة أربعة أشهر حققنا ثلاثة أهداف ولم يكن لدينا الوقت الكافي لاستكمال باقي الأهداف.

سمعنا أن رئيس النادي السابق يرغب في التقدم للانتخابات القادمة وهو الذي استقال منذ أربعة أشهر فما الذي تغير؟

التقدم للانتخابات حق لكل شخص قادر على قيادة النادي، لكن وبرسم الاتحاد الرياضي العام من موضوع السماح للبعض ممن عليه قضايا ومحاكم تتعلق بأمور رياضية أن يتقدم للترشح مجدداً وأن تغيير الإدارة كان بسبب أنها غير قادرة على العمل على الصعيدين المالي والفني، ثم هل يمكن للاتحاد الرياضي واللجنة التنفيذية أن يقبلا بترشح من ألحق بالنادي الكثير من الضرر ولم يتمكن من تطوير البنى التحتية للنادي، وهما بذلك يكونان قد ساهما في تدمير الأندية، ويجب على الاتحاد الرياضي العام أن يكون شفافاً كما عهدناه، ويضع مصلحة الأندية فوق أي اعتبار.

كيف يمكن برأيك أن يكون شكل الإدارات القادمة في العملية الانتخابية؟

شرط انتقاء الإدارات ليس موضوع انتخابات فقط، لأن الإدارات هي عصب الأندية ويجب رفع عصا المحاسبة وعدم الاكتفاء بإقالتها، وفي الوقت نفسه عندما تقوم هذه الإدارات بالعمل الجيد يجب أن تكرم ونثني على عملها.

لكن يجب على الاتحاد الرياضي العام أن ينشط بدوره في الحفاظ على هذه الأندية وعدم التهاون مع أي أمور.

القصة ليست متعلقة بالحصول على الدوري فقط، مع أن طموحنا كإدارة أن نحقق ألقاباً، لكن إذا لم يكن لدينا لاعبونا وقواعد جيدة لا يمكن أن ننافس وأن نلعب بقوة، ونادينا لا يعمل بشكل جيد على قواعده.

هذا يعني أن قواعد سلة الوحدة ليست بخير؟

نادي الوحدة دائماً هو مصنع للأبطال، لكن نحن نتطلع للاهتمام أكثر بقواعد اللعبة، وهذا سيكون ضمن أولوياتنا في المرحلة القادمة لا محالة.

ما تصوراتكم للموسم المقبل وهل سيبقى المدرب مروان خليل؟

الإدارة السابقة وقعت معه ثلاثة مواسم، والمدرب كان لا يعطي كل ما لديه بسبب عدم تقاضيه مستحقاته المالية، وهو حقق اللقب في الدوري الماضي ولم يقصر، ويجب ألا ننسى أن وجود الكابتن عمر حسينو كمدير للفريق ساهم في إحداث نقلة نوعية بمفاصل الفريق من حيث التنظيم الأمور الإدارية والفنية.

وضعنا خطة كإدارة هي الاهتمام بالقواعد والبنى التحتية حتى نستمر لأربع سنوات قادمة، لأن معدل أعمار فريق السلة كبير، ويجب أن يكون لديك البديل جاهزاً، سندعم اللاعب المحلي من أبناء النادي، لأننا لا يمكن أن نعتمد على اللاعب الأجنبي كمركز قوة بالفريق خوفاً من أن يصدر أي قرار يمنع وجوده، ويجب على كل الأندية أن تعمل على لاعبيها المحليين من أجل أن ندعم المنتخب الوطني، وأتمنى من جميع الأندية أن نهتم بالقواعد وتؤسس بشكل صحيح.

هل أنتم بصدد الاستغناء عن بعض اللاعبين الكبار بالفريق؟

لم نتخذ أي قرار حتى الآن بهذا الخصوص، وبصراحة ننتظر الانتهاء من موضوع الانتخابات، ولسنا بوارد الاستغناء عن أي لاعب، بالعكس هم أبطال دوري، وخطة الإدارة للموسم القادم الاهتمام بالبنى التحتية حتى نستطيع أن نعمل على القواعد بشكل جيد.

هل ستبحثون عن مدربين أكفياء لفرق القواعد أم سيبقى الحال كما هو عليه؟

المدربون الموجودون ليسوا سيئين وجميعهم أسماء كبيرة، لكن لا يوجد اهتمام بالمدربين ولا بالقواعد، وكل مدرب يعمل بنادي الوحدة هو اسم كبير، ونحن كإدارة قصرنا في هذا الموضوع بسبب ضيق الوقت وحسب الإمكانيات المتاحة الحالية لكن كل هذه التفاصيل ستكون ضمن أولوياتنا في المرحلة القادمة.

كان هناك عمل جيد بسلة السيدات ونتائج مشرقة فهل سيبقى الدعم لهذه اللعبة؟

طبعاً فريق السيدات حقق مركز الوصافة في مسابقتي الدوري والكأس وظهر بصورة جميلة، وسيكون هناك خطة من أجل دعم الفريق أكثر، إضافة للعبة كرة الطائرة ودعمها وهي تحقق نتائج جيدة، نادي الوحدة ناد كبير ويضم لاعبين ولاعبات من جميع الفئات وليس من السهل قيادته.

ما جديدكم على صعيد استثمارات النادي؟

للأسف دخلنا النادي ووجدنا أن الاستثمارات ممتدة لعام 2027 بمبالغ زهيدة، وهناك حلول عبر تشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء والاتحاد الرياضي العام من أجل إعادة تقييم استثمارات جميع الأندية، رئيس النادي السابق لديه عقود بمليارات مع لاعبين ولاعبات ودخل النادي 500 مليون فقط، وهذا ما أوقع النادي في مشاكل مالية.

هل تم التأسيس على الصعيد المالي خوفاً من الوقوع ببعض المطبات؟

نحن كإدارة لا نخطو أي خطوة من دون أن نعرف كيف نصل لنهايتها بطريقة جيدة، أكيد لدينا شركات داعمة للنادي، ولدينا خطة لهذا الموضوع، ولا يمكن أن ندخل بأي موضوع بشكل عشوائي قد يدفعك للانسحاب بعد فترة قصيرة، بل على العكس لدينا خطة وإستراتيجية عمل واضحة للنادي وسوف نجني ثمارها قريباً.

وتصور أن النادي عندما تولينا مهامنا كإدارة لا توجد فيه مرافق ذات مستوى مقبول، فكيف يمكن أن تستقبل أي وفد رياضي من خارج بلد؟

كيف كانت علاقتكم مع اتحاد السلة؟

علاقتنا مع اتحاد السلة جيدة والكابتن طريف هو صديق قديم من قبل أن ندخل أجواء الرياضة، ولا يوجد أي مشكلة شخصية، وعلى صعيد العمل أنا أعتب على الكابتن طريف عندما يتخذ أي قرار يجب أن ينفذ من دون أي تردد، ويبدو أنه يرغب في إرضاء جميع الأندية، ومشكلة الكابتن طريف أنه ابن نادي الوحدة ومتهم بأن معظم قراراته لمصلحة النادي وهذا غير صحيح، لأنه يحاول أن ينفذ الأنظمة والقوانين.

بماذا تعد جمهور الوحدة للموسم القادم؟

بداية سأطلب منهم طلباً بأنه يجب أن نؤسس لمرحلة أفضل، والحصول على لقب بطولة الدوري ليس معناه أننا بخير، وبصراحة نادي الوحدة ليس بخير، نحتاج إلى إستراتيجية طويلة، حتى نرجع وننهض بالنادي، ونحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل أن نؤسس لانطلاقة قوية، هو نادي العاصمة ومن غير المقبول ما يحصل فيه، ونحتاج إلى تصفية النيات، والعمل بصدق.

أحب أن نعد الجماهير بأن يبقى اسم النادي كبيراً، كناد منافس في جميع البطولات، يمكن أن يمرض النادي لكن لن يموت، الوضع ليس سهلاً هو يحتاج إلى تأسيس سليم وتنفيذ صحيح ومتابعة مستمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن