رياضة

المشكلة (بنيوية) والعلاج (سطحي)!

| غانم محمد

لم نكن بحاجة أن نرى منتخب الشباب في بطولة غرب آسيا لنصل إلى هذه النتيجة، فالأمور بيّنة وواضحة، ولا تحتاج للكثير من العناء لتشخيصها بشكل دقيق…

أتابع بين الحين والآخر بطولات محافظات القطر في الفئات العمرية، وأكون قريباً في بعض الأحيان من تفاصيل إعداد هذه الفرق (الصغيرة) لهذه البطولات، وأبكي ألماً وأنا أسمع بعض التوجيهات، التي تقتل في مجملها أي فكرة للتطور لدى هذه الفئات!

استغربتُ ممن (طبّل) لفوز شبابنا على فلسطين، وأطلق الدعوات العاطفية للحفاظ على هذا المنتخب، وأنه سيكون (المستقبل الباهر) لكرة القدم السورية.

مهلاً أيها السادة، فهذا المنتخب كغيره من جميع منتخباتنا، لا يمتلك ألف باء كرة القدم، وليزعل من يزعل، فالقصة تتعلق هنا بتمرير كرة وباستقبال كرة، وبالشكل العام لتنفيذ المهمة من كل لاعب، وفي كلّ هذه التفاصيل، فقد عرّانا شباب الإمارات (وهم ليسوا بتلك الجودة العالية)، وبدا شبابنا وكأنهم ينزلون للملعب لأول مرة في حياتهم!

ليس القصد النيل من منتخب الشباب، ولا ممن يعملون فيه، وهم (أفهم) مني بكرة القدم، ولكن أستخلص النتيجة التي عنونت بها مقالي، وهي أن مشكلة كرة القدم السورية مشكلة بنيوية، وكل محاولات علاجها لم ترتق إلى المستوى المطلوب، وبقيت معالجات (عاطفية) غير مدروسة، لم تتجاوز حدّ تغيير الطرابيش!

نتفق جميعاً على أن التغيير والبناء يكونان من أسفل قاعدة الهرم، ولكن ليس بطريقة (المشروع الوطني) لتطوير كرة القدم السورية، وإنما من خلال تبنّي اتحاد الكرة على عاتقه، وعبر كوادره، كل تفاصيل هذا المشروع بعيداً عن المحسوبيات الانتخابية، وبعيداً عن الواسطات، وبمراحل معلومة الأجل، واضحة المحاسبة، وإلا فلن نتقدّم خطوة في هذا المجال.

لتكن لدينا في كل محافظة (نواة) لمنتخب قوي، يُبنى بالطريقة الصحيحة، وتُقطع أي يد آثمة تحاول العبث فيه، ويتكفل اتحاد الكرة بكل شيء في هذه (النواة)، وتستمر العملية، لا أن تكون مجرد شعار لمرحلة، فربما والحالة هذه نقول أن لدينا كرة قدم!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن