وزير التعليم: يهدف إلى تعزيز الوعي والفهم لإمكانات العلاج من الأمراض المختلفة … إنجاز ودعم السيدة الأولى أسماء الأسد يحضر في ملتقى الخلايا الجذعية
| محمود الصالح – ت – طارق السعدوني
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم أن ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية يهدف إلى تعزيز الوعي والفهم لإمكانات العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج الأمراض المختلفة، والتشجيع على تبني أفضل الممارسات والمعايير الأخلاقية في هذا المجال، وإبراز تجربة المركز الوطني للخلايا الجذعية للأطفال ونشاطه في هذا المجال، ومناقشة التحديات المرتبطة بعلاج مرضى الأطفال.
وأفتتح أمس الملتقى الذي يقيمه المركز الوطني للخلايا الجذعية «حياة» بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان في فندق الشيراتون في دمشق بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم والصحة حسن غباش والإدارة المحلية والبيئة لمياء شكور ورئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أروى العظمة وعدد من الباحثين في هذا المجال .
وخلال كلمة له في الملتقى أضاف إبراهيم: لا شك أن هذا الملتقى يعد من أهم النشاطات العلمية التي تهدف إلى تعزيز وتشجيع البحث العلمي وتطويره في المجال الطبي والرعاية الصحية، وذلك من خلال تقديم وعرض أوراق بحثية للخبراء والباحثين في هذا المجال وتقديم خبراتهم ومعارفهم وتبادل الأفكار بينهم، وتسليط الضوء على أحدث المستجدات المحلية والدولية وآخر التطورات في مجال أبحاث الخلايا الجذعية والمعالجة الخلوية.
وأشار إلى أنه تم إعداد برنامج هذا الملتقى بعناية واهتمام بتضافر جهود جميع الجهات المشاركة حيث يتضمن مجموعة متنوعة من الجلسات، تتناول العلوم الأساسية للخلايا الجذعية، والخبرة المحلية من المركز الوطني للخلايا الجذعية «حياة»، والجلسات السريرية، وجلسة الباحثين الشباب، وغير ذلك، مؤكداً حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تطوير ودعم العمل بمشفى الأطفال الجامعي وخاصة المركز الوطني للخلايا الجذعية وبناء كوادر طبية متخصصة في هذا الاختصاص.
ووجه الشكر والمحبة والتقدير للسيد الرئيس بشار الأسد وللسيدة الأولى أسماء الأسد على ما يقدمونه لوطننا الغالي وشعبنا النبيل من رعاية واهتمام بالغين بالوضع الصحي لتطويره ودعمه وتقديم كل ما يمكن من أجل سلامة وصحة المواطنين والعناية بهم وتوفير كل الإمكانات لتحقيق الشفاء للمرضى والمحتاجين صحياً.
رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أروى العظمة تحدثت في كلمة وجدانية مؤثرة عن دور السيدة الأولى في هذا المشروع الوطني والإنساني قائلة : ثقتنا بحجم ألمنا بأن الله سيكتب الشفاء العاجل والكامل لسيدة عظيمة، نذرت حياتها للعمل الإنساني من أجل حماية الطفولة، ومساعدة المواطنين المحتاجين للإسعاف، وفي تهيئة كل أسباب العون لهم، وفي بناء صروح علمية رائعة ومتقدمة، تمنحهم الشفاء، وتعيد لهم الأمل، في حياة سليمة كريمة.
وعن الملتقى أضافت العظمة : يجمع ملتقانا كبار الخبراء والأطباء والباحثين المحليين من المركز الوطني للخلايا الجذعية «حياة»، وإدارة الخدمات الطبية العسكرية وجمعية بسمة وكلية الصيدلة في جامعة دمشق وهيئة الطاقة الذرية السورية ومركز نقل الدم في جامعة دمشق ورابطة الأورام السورية لمشاركة معارفهم وتجاربهم السريرية في مجال العلاج بالخلايا الجذعية وكذلك أبحاثهم التي تهدف إلى تطور من العلاج.
وتابعت: حرصنا أن تغطي المحاضرات أسس زرع الخلايا الجذعية الدموية وتطبيقاتها السريرية على المستوى المحلي وأحدث المستجدات المحلية والدولية في مجال أبحاث الخلايا الجذعية والمعالجة الجنوبية وذلك بشكل ميسر يحمل المعرفة المفيدة لجميع الأطباء على اختلاف مستوياتهم العلمية.
ولفتت إلى أنه تم اختيار أن يكون المحاضرون موجودين بشخصهم لإلقاء محاضراتهم، مضيفة: وبالتالي اضطررنا آسفين لتجنب المشاركات الغزيرة الافتراضية التي وردتنا لأننا نعتقد أن التفاعلية والتشاركية بين المحاضر والحضور أمر أساسي وأن الشكل الافتراضي يضعف فرص النقاش بينهم، ونأمل في الملتقيات القادمة أن يتمكن الأصدقاء العلماء من دول الخارج من السفر إلينا لإلقاء محاضراتهم القيمة والمساهمة بما يزيد مؤتمرنا غنى.
وأشارت إلى أنه تم خلال هذا العام إضافة نقاط جديدة إلى الملتقى ستعقد على هامش الملتقى ورشة عمل تعليمية للممرضين والممرضات يديرها خبراء التمريض في المركز الوطني للخلايا الجذعية حياة وجمعية بسمة تستهدف رفع مستوى الخدمات التمريضية المقدمة للمرضى في مراكز زرع الخلايا الجذعية الدعوية بالتعريف بالأسس اللازمة للعناية بمرضى الزرع.
منصة لكبار الخبراء
وتلا حفل الافتتاح إقامة عدد من الجلسات العلمية الصباحية والمسائية تحدث خلالها مدير المركز الوطني للخلايا الجذعية ماجد خضر عن نتائج أعمال المركز خلال الفترة الماضية، وكذلك رئيس وحدة بسمة لسرطان الأطفال في البيروني خالد غانم عن عمليات استقبال المرضى والاستبيان حول عمل الوحدة وعلاقتها مع المرضى من خلال لغة الأرقام ، كما تحدثت رئيسة مركز بنك الدم الجامعي علياء الأسد عن دور المركز في توفير مستلزمات زرع الخلايا الجذعية والإجراءات والجهود التي بذلك لتحقيق تلك النتائج .
ويتميز برنامج الملتقى بمجموعة متنوعة من الجلسات تتناول العلوم الأساسية للخلايا الجذعية والأبحاث العلمية في مجالها، والخبرة المحلية من المركز الوطني للخلايا الجذعية «حياة» في مشفى الأطفال الجامعي في سورية، والجلسات السريرية، وجلسة من المخبر إلى سرير المريض وجلسة الباحثين الشباب.
ويهدف إلى توفير منصة لكبار الخبراء والباحثين في مجال العلاج بالخلايا الجذعية للمشاركة بمعارفهم وخبراتهم ولتعزيز التعاون العلمي وتبادل الأفكار، واستكشاف آخر التطورات في علم الخلايا الجذعية بما في ذلك البحوث الأساسية والسريرية ومناقشة التحديات والفرص المرتبطة بعلاج الخلايا الجذعية لدى مرضى الأطفال والبالغين المصابين بأمراض مختلفة، وإبراز التجربة المحلية للمركز الوطني للخلايا الجذعية للأطفال والتقدم المحرز في مجال العلاج بالخلايا الجذعية في سورية، إضافة إلى تسهيل التفاعل والحوار بين العلماء والأطباء وتعزيز الشراكات والتعاون التي يمكن أن تؤدي إلى آفاق جديدة في العلاج بالخلايا الجذعية، وتعزيز الوعي والفهم بالإمكانات المتاحة للعلاج بالخلايا الجذعية في علاج الأمراض المختلفة والتشجيع على تبني أفضل الممارسات والمعايير الأخلاقية في هذا المجال.
الجدير بالذكر أن سورية وبدعم ورعاية السيدة الأولى أسماء الأسد تم تأسيس البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان وعملت على بناء منظومة متكاملة لمواجهة السرطان ، وبعد 15 عاماً من الجهد الحثيث ورغم ظروف الحصار كان الإنجاز الحقيقي والنوعي بانطلاق العمل بمركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بهدف علاج الأطفال المصابين بسرطانات الدم وبعض السرطانات الصلبة وأمراض الدم الوراثية وأمراض نقص المناعة الخلقية، حيث تم تجهيزه بأحدث التقنيات الطبية، مع اعتماد أعلى المعايير الفنية والهندسية التي تكفل أفضل درجات الوقاية و التعقيم و العزل التي تضمن سلامة الطفل المريض ونجاح العمليات كما تم تصميم هذا المركز ليراعي تحقيق العزل الطبي للطفل دون أن يُبعده ذلك عن أمه وأهله.
عمليات مجانية
يقدم المركز عملياته مجاناً، حيث وضع حداً نهائياً للمشقة التي يتكبدها أطفال السرطان جراء السفر إلى روسيا لإجراء هذه العمليات النوعية، كما معاناة ذويهم من الكلفة الباهظة التي يتكبدونها إن هم قرروا إجراء هذه العمليات الضرورية لأطفالهم في دول الجوار.
المركز يعتبر الأول في سورية لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان وبعض الأمراض الأخرى، ويستقبل المركز الأطفال المرضى من عمر شهر وحتى 14 عاماً.
ويتألف المركز من قسمين اثنين وهما شعبة زرع الخلايا الجذعية المكونة من وحدة زرع الخلايا الجذعية وتضم 5 غرف عزل مجهزة بكل ما يلزم من بنية تحتية وتجهيزات طبية وتقنيات تعقيم وتهوية عالية لإجراء عمليات الزرع حسب المواصفات العالمية ووحدة بعد الزرع وتضم 3 غرف و4 أسرة ووحدة الإجراءات النهارية وتضم غرفة بـ 3 أسرة، كما تضم شعبة زرع الخلايا الجذعية عيادة الزرع للمرضى الخارجيين وغرفة زيارة لتواصل المرضى مع أقاربهم عبر شاشات مرتبطة بالإنترنت لضمان سلامة الحالة النفسية للمريض وإبعاده عن الإحساس بالعزلة أو الوحدة.
أما القسم الثاني فهو مخبر زرع الخلايا الجذعية المجهز بأحدث الأجهزة التقنية ويضم السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية ووحدة فصل الخلايا الجذعية ووحدة التنميط النسيجي ووحدة التجميد التدريجي والغرفة النظيفة المحدثة حسب أفضل المواصفات العالمية والمخصصة لإجراء عمليات المعالجة الخلوية للخلايا الجذعية ودم الحبل السري بعقامة عالية الدقة.
المركز يعمل على نشر ثقافة التبرع بالخلايا الجذعية في المجتمع عبر موقع إلكتروني خاص به مع التأكيد على عدم وجود أي تأثيرات على المتبرع حيث تسجل بيانات المتبرعين ويتم التواصل معهم عند الحاجة، كما يجري التحضير لإنشاء بنك للحبل السري بالإضافة لسجل وطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية.
تم الإعلان عن أول عملية زرع خلايا جذعية ذاتي عام 2021 في دمشق في حين أعلن عن أول عملية زرع غيري، في مركز زرع الخلايا الجذعية بمشفى الأطفال بدمشق بتاريخ الأول من تشرين الثاني عام ٢٠٢١ لطفل عمره 9 سنوات، أجرى عملية تبرع بالخلايا الجذعية ليسهم في إنقاذ حياة شقيقه البالغ من العمر 13 عاماً، والذي يعاني من سرطان دم نقوي حاد ناكس.
وتعد هذه العملية الأولى في المركز كعملية زرع «غيري» أي عملية زرع خلايا جذعية من مُتبرِع وليس من الشخص المريض ذاته، وهي عملية خطرة ومعقدة جداً وتحتاج إلى تقنيات وأجهزة عالية الجودة وكادر طبي خبير ومتخصص ونوعي.
مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية بمستشفى الأطفال بدمشق تتوافر فيه جميع تلك المقومات، والتي أسهمت في إجراء 40 عملية منذ انطلاق العمل بالمركز.
وتتم متابعة وضع المريض صحياً من 5 إلى 10 سنوات بعد الزرع، حيث إن الطاقة الاستيعابية للمركز قبول 5 أطفال بالوقت نفسه تقدم لهم كل الخدمات مجاناً رغم تكلفتها الباهظة التي تتجاوز 150 ألف دولار في دول أخرى لتكون الأولوية للأطفال مرضى سرطان الدم ممن هم بحالة هجوع المرض أما باقي الحالات فيمكن تأجيلها لوقت محدد ونسبة الشفاء عموماً تتراوح بين 60 و90 بالمئة حسب الحالة.