أنقرة طالبت بحوار ثنائي بعيداً عن الإعلام وخطوة «التقارب» تلقى دعماً واسعاً … مصادر لـ«الوطن»: اللقاء السوري- التركي مرتقب في بغداد
| الوطن
لم يتأخر الرد التركي كثيراً على موقف دمشق وما وصلها من مبادرات روسية وعراقية وتصريحات الرئيس بشار الأسد بعد استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف يوم الأربعاء الفائت، والتي أكد فيها انفتاح سورية على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية.
رد أنقرة جاء على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان عقب صلاة الجمعة أول أمس، والتي خرج فيها بتصريحات أبدى فيها استعداده للقاء «السيد الرئيس بشار الأسد»، مستذكراً العلاقات «العائلية» التي جمعت بين الجانبين. قبيل قراره بالتدخل بالشؤون الداخلية السورية، معلناً بأن بلاده لا يمكن أن يكون لديها أبداً أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، والاستعداد لتطوير العلاقات مع سورية تماماً كما فعل في الماضي.
التصريحات السورية- التركية المتتابعة والتي جاءت في سياق معطيات سياسية متغيرة على الصعد الميدانية والسياسية وحتى على صعيد المنطقة، كشفت حسب مصادر متابعة تواصلت معها «الوطن» عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار.
«المصادر» كشفت بأن اجتماعاً سورياً تركياً مرتقباً ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية، وأشارت إلى أن الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
وأكدت «المصادر» بأن خطوة إعادة التفاوض والحوار للتقريب بين أنقرة ودمشق، تلقى دعماً عربياً واسعاً وخصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما تلقى دعماً روسيا وصينياً وإيرانياً، حيث تعتبر هذه الدول أن الظروف تبدو حالياً مناسبة لنجاح هذه المفاوضات، وهذا ما عبر عنه صراحة مبعوث الرئيس الروسي لافرنتييف خلال لقائه الرئيس الأسد، والذي قال: إن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سورية وتركيا.
الرئيس الأسد كان أكد انفتاح سورية على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سورية وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى، مشدداً على أن تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سورية والمنطقة عموماً.
وشدد على أن سورية تعاملت دائماً بشكل إيجابي وبنّاء مع كل المبادرات ذات الصلة، لافتاً إلى أن نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها.
وشهدت الأيام الفائتة سباقاً متسارعاً في التصريحات التركية تجاه التقارب مع سورية سواء من قبل الحكومة أم المعارضة، حيث قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا أوزغور أوزال: إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس الأسد».
وأضاف «نقوم من جانبنا بما يسمى بالدبلوماسية غير الرسمية مع سورية، أفكر في الذهاب والاجتماع مع الرئيس الأسد في الأيام القليلة المقبلة إذا تمكنا من ترتيب ذلك. الحديث لا يدور عن لقاء بعد فترة طويلة، بل عن إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع خلال هذا الصيف».
وتزامناً مع هذه التصريحات جرى افتتاح تجريبي لمعبر «أبو الزندين» في مدينة الباب شمال شرق حلب، وذلك في ظل تواتر أنباء عن احتمال وضع طريق حلب- اللاذقية والمعروف بطريق «M4» في الخدمة، وفتح طريق غازي عنتاب أمام حركة الترانزيت من مدينة إعزاز عند الحدود التركية شمال حلب إلى معبر نصيب عند الحدود الأردنية، ومنها إلى دول الخليج العربي، وهو الشريان الاقتصادي لتركيا الذي تريد من خلاله إنقاذ اقتصادها المتهالك والوصول براً إلى دول الخليج.