الخبر الرئيسي

غاتيلوف وراتني يصلان اليوم.. وهوية وتعداد وفود المعارضات المشاركة في جنيف3 لا يزالان مجهولين … واشنطن وموسكو تتفقان على حكومة وحدة وطنية وانتخابات لا تستبعد أحداً.. والأتراك يباركون

فيما اتجهت كل الأنظار إلى جنيف في محاولة لاستكشاف ما يمكن أن تتمخض عنه المباحثات غير المباشرة التي لم تبدأ بعد، نظراً لعدم تحديد وفود المعارضة والمشاركين فيها، جرت العديد من اللقاءات في الكواليس مع تواصل الاتصالات بين الجانبين الروسي والأميركي لإنهاء الحرب في سورية والقضاء على الإرهاب الذي بات يهدد العالم برمته.
وعلمت «الوطن» من مصادر دبلوماسية غربية مطلعة وعن كثب على الملف السوري، أن موسكو وواشنطن توصلتا إلى اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تتفق فيما بينها على دستور جديد للبلاد وتنظم انتخابات برلمانية ورئاسية لا تستبعد أحداً إطلاقاً، وأضاف المصدر: «إن الجانبين الروسي والأميركي حصلا منذ ساعات (أمس) على مباركة تركية مقابل عدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) المشاركة في أي من وفود المعارضة ومنعه من التمدد عسكرياً باتجاه الغرب بعد عبور نهر الفرات باتجاه ريف حلب الشمالي المحاذي للحدود التركية».
معلومات المصدر الدبلوماسي تقاطعت مع معلومات حصلت عليها «الوطن» من مصادر إعلامية قريبة من وفد معارضة الرياض أقرت بأن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أبلغ خلال زيارة «المجاملة» التي قام بها صباح أمس لوفد معارضة الرياض أن موضوع البحث في هيئة انتقالية لم يعد مطروحاً إطلاقاً وأن الحديث بات حصراً عن حكومة موسعة.
بالتوازي توضح الصمت الروسي الأميركي على الفيتو التركي لمشاركة صالح مسلم في مفاوضات جنيف ولم تضغط واشنطن وموسكو لتغيير ذلك، إذ على ما يبدو كانت هناك مفاوضات تجري في الكواليس أنتجت موافقة تركيا على المضي في حكومة موسعة وانتخابات يخوضها الرئيس بشار الأسد والتوقف عن دعم الإرهاب وإغلاق الحدود.
ومن الكواليس أيضاً الاجتماعات التي عقدت في جدة بين رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات المعارضة رياض حجاب وأفضت إلى إصرار تركي باستبعاد الأكراد من أي مفاوضات أو تسوية، وفقاً لمصادر قريبة من وفد معارضة الرياض.
وشهدت جنيف أمس لقاء كان الأول لرئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري مع الصحفيين أكد خلاله جدية وفده بالدخول في مفاوضات لتنفيذ مضمون القرار الدولي 2254 وبياني فيينا، مشيراً في الوقت ذاته، إلى هشاشة وعدم جدية الأطراف الأخرى في المعارضات التي لم تستوعب أن المفاوضات سورية سورية ودون شروط مسبقة وتدخل خارجي. وقال الجعفري: «الكلام المهم الذي ورد في القرار 2254 وفي نص الدعوة التي أرسلها المبعوث الأممي الخاص لم يتم احترامه من الأطراف الأخرى، لا من حيث ضرورة أن يكون الحوار سورياً سورياً حصراً ودون أي تدخل خارجي، ولا من حيث الموعد، إذ إن الدعوة تنص على أن المؤتمر يبدأ في 29 من هذا الشهر ولم يبدأ حتى الآن وكل ذلك دليل على عدم جدية ومسؤولية الأطراف الأخرى».
وأضاف الجعفري: «اليوم يبدو أن المتحدث الرسمي للطرف الذي تأخر هو وزير خارجية السعودية أو فرنسا أو بريطانيا، هذا يدل على عدم وجود جدية عند هذا الطرف، كان يجب عليهم أن يأتوا إلى جنيف بأجندة وطنية تتماشى مع 2254 وبيانات فيينا أي أن يكون هدفهم حوار سوري سوري دون شروط مسبقة ودون تتدخل خارجي وهذا تم انتهاكه من أول لحظة».
من جهته كرر المتحدث الرسمي باسم وفد معارضة الرياض سالم المسلط، الشروط قبل الشروع في أي مفاوضات ومنها وقف القصف وإدخال المساعدات والإفراج عن المعتقلين! متجاهلاً كل أصول التفاوض الذي ينص عليه مؤتمر جنيف3 ومهدداً بالانسحاب ما لم تتم تلبية مطالبه.
ورداً على هذه الشروط قال الجعفري في مؤتمره الصحفي: «من يطلب شروطاً ينتهك الدعوة للمباحثات والقرار 2254 وبياني فيينا، ولكن ليس لدينا محرمات وسنتحاور حول أي نقطة بشكل غير مباشر من خلال الميسر أما القضايا الإنسانية ومكافحة الإرهاب ستكون جزءاً لا يتجزأ من الحوار بين وفدنا والوفود الأخرى».
ويصل اليوم إلى جنيف كل من نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية مايكل راتني حيث من المفترض أن تبدأ المحادثات رسمياً، في حين حدد المبعوث الأممي موعداً الساعة 11 للوفد الحكومي وآخر الساعة الخامسة من بعد الظهر لوفد معارضة الرياض من دون تحديد أي موعد لوفد «العلمانيين الديمقراطيين» الذين لا يزالون بانتظار اكتمال وصول وفدهم إلى جنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن