طواحين هولندا لاستعادة دورانها في ثمن نهائي يورو 2024 … أولاد النمسا الذهبيون على موعد مع التاريخ أمام أبناء الأناضول … السيليساو يسعى للثأر من الكوفتيروس في كوبا أميركا
| خالد عرنوس
يختتم اليوم الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2024) بنسختها السابعة عشرة التي تستضيفها ألمانيا حالياً بمباراتين، الأولى في السابعة مساءً بتوقيت دمشق وتجمع منتخبي هولندا ورومانيا ومسرحها ملعب أليانز أرينا في ميونيخ ويقودها الحكم الألماني فيلكس زويار وفيها يسعى الطواحين لاستعادة بريقه ونغمة الفوز عقب الهزيمة المفاجئة أمام النمسا على حين يطمح الفريق الروماني لتحقيق إنجاز غير مسبوق، والثانية في العاشرة ويأمل فيها المنتخب النمساوي مواصلة انتصاراته على حساب أبناء الأناضول التركي الطامح بدوره بتكرار إنجاز 2008 وتقام على ملعب ريد بول أرينا في لايبزيغ، أما حكمها الرئيس فهو البرتغالي أرتور دياز، وكان المنتخبان الإنكليزي والإسباني بلغا ربع النهائي بالفوز على السلوفاكي والجورجي على التوالي وقد احتاج الأول إلى التمديد ليخرج فائزاً 2/1 على حين فاز الثاني 4/1.
ويختتم فجر الأربعاء الدور الأول لبطولة كوبا أميركا بنسختها الثامنة والأربعين الجارية في الولايات المتحدة الأميركية بلقاءي المجموعة الرابعة، الأول يمثل قمة هذه المجموعة بين البرازيل وكولومبيا في حين اللقاء الثاني يجمع التيكوس الكوستاريكي مع البيروخا الباراغوياني، وكان المنتخب الفنزويلي واصل انتصاراته بالفوز على نظيره الجامايكي في حين تعادل المكسيكي مع الإكوادوري فخرج من الدور الأول.
صاعقة لم تكتمل
في اليوم الثاني لدور الستة عشر في يورو بدأ الفريقان الأضعف بالتسجيل إلا أن النتائج النهائية عادت وصبت في مصلحة الطرفين المرشحين، ففي ملعب شالكه بدأ المنتخب السلوفاكي بشكل أفضل وكانوا قريبين من رمي أسود إنكلترا الثلاثة خارج البطولة بعدما تقدموا بهدف عَكَس أفضليتهم ولم يكن صاحبه سوى الهداف إيفان سكرانز في الدقيقة 25 وهو الثالث في سجله بالبطولة ولم يظهر لاعبو ساوثغيت ردّة الفعل المناسبة حتى الشوط الثاني إلا أن خطورتهم بقيت خارج منطقة الجزاء حتى الوقت بدل الضائع الذي شهد التعادل من جود بيلنغهام بطريقة رائعة عبر كرة مقصية أعاد بها الروح لآباء كرة القدم وقاد المباراة إلى الأوقات الإضافية التي شهدت هدفاً إنكليزياً سريعاً وقع عليه الهداف التاريخي هاري كين وهو الهدف الثاني لكلا اللاعبين في البطولة والسادس تاريخياً فيها للأخير والأهم أن منتخب الأسود نجح بتخطي ثمن النهائي للمرة الثانية على التوالي وبلغ المباراة 22 من دون هزيمة في البطولة (تصفيات ونهائيات) ونصفها في الأدوار النهائية.
وفي ملعب إينرجي كان الوضع مختلفاً فاللاروخا بدأ لقاء جورجيا على النحو الأمثل إلا أنه مع ذلك تلقى هدفاً أبكر (18) جاء مع أول (شبه) هجوم للجورجيين اصطدمت فيه الكرة العرضية بالمدافع المتألق لو نورماند وهو الهدف العكسي الثامن في النسخة الحالية وهو الثاني الذي يتلقاه المنتخب الإسباني بتاريخ البطولة، وعلى عكس الإنكليز أمام السلوفاك لم يتأخر لاعبو اللاروخا بالرد فجاء قبل نهاية الشوط الأول عبر رودري وفي الثاني كذلك أكمل رفاق موراتا الهجوم بغية إنهاء الأمور مبكراً وبالفعل جاء الثاني في الدقيقة 51 برأسية فابيان رويز، وقبل ربع ساعة من الختام كانت النتيجة قد حسمت بالثالث عبر مهارة فردية من نيكولاس ويليامز أما النهاية فقد رسمها داني أولمو بالرابع، وهو الفوز الرابع للاروخا في هذه النسخة والمباراة الحادية عشرة في البطولة من دون هزيمة.
على أهبة الدوران
دخل منتخب طواحين هولندا البطولة وهو أحد المرشحين للمنافسة على اللقب إن لم يكن استعادة ذكريات التتويج الوحيد باللقب الأثير بعد غياب 36 عاماً إلا أن ما قدمه لاعبو المدرب رونالد كويمان أحد أبطال أوروبا 1988 لم يكن على المستوى الذي يؤهلهم لهذا الأمر، فالفريق الذي يقوده على أرض الملعب فان دايك أحد أفضل المدافعين في العالم حقق انتصاراً يتيماً في مطلع مبارياته على نظيره البولندي قبل أن يتراجع كثيراً أمام ديوك فرنسا ويسعى للتعادل السلبي الذي انتهت عليه المواجهة الأقوى في المجموعة، وتوقع الكثيرون أن يكحل البرتقالي العيون أمام النمسا في المباراة الأخيرة إلا أنه سقط مجدداً فتلقى هزيمة تاريخية، واليوم يأمل الهولنديون أن تدور طواحينهم من جديد في التوقيت والمكان المناسبين وخاصة أن الأمر لا يحتمل أنصاف الحلول، وأكد القائد فان دايك على صعوبة المواجهة فالفريق الروماني ليس بالمنافس السهل أو العادي وقد تأهل عن مجموعة معقدة، وتعتبر هذه البطولة فرصة للمدرب كويمان لإثبات حضوره كمدرب على الرغم من أنه حقق نتائج معقولة في فترته الأولى بين 2018 و2020 وقد بلغ يومها نهائي أول نسخة من دوري الأمم الأوروبية، وعاد كويمان إلى منصبه مطلع العام الماضي وها هو يقود الفريق إلى نهائيات يورو بعدما غاب عن نسخة 2016 لكنه خسر مرتين في التصفيات أمام فرنسا، وأشرف على الفريق خلال الحقبة الثانية في 18 مباراة خسر 6 منها مقابل 11 فوزاً وتعادلاً واحداً.
وعلى الجهة المقابلة لا يعتبر المنتخب الروماني من الفرق الكبيرة وقد عاد في النسخة الحالية ليشارك في النهائيات للمرة السادسة ولم يسجل خلال مشاركاته الخمس السابقة سوى فوز يتيم وبدأ البطولة الحالية بقوة بفوز عريض على أوكرانيا لفت به الأنظار إلا أنه عاد إلى وضعه الطبيعي وخسر أمام بلجيكا وأسعفه فارق الأهداف بعد تعادله مع سلوفاكيا فتأهل إلى ثمن النهائي، ويطمح بتخطي أدوار الإقصاء للمرة الأولى بعدما خسر مباراته الوحيدة في ربع نهائي 2000 أمام إيطاليا، ويشير سجل المدرب إدوارد يوردانسكو مع المنتخب إلى نتائج معقولة خلال سنتين ونصف السنة فقد قاده 27 مباراة (10 انتصارات و10 تعادلات و7 هزائم).
طموح بلا حدود
في المواجهة الثانية يلتقي منتخبا النمسا وتركيا وكلاهما من الفرق الطامحة للسير بعيداً في البطولة ورغم أفضلية النمسا وسمعتها الأعلى أمام رجال الأناضول تاريخياً واحتلالها المركز الثالث في المونديال يوماً ما إلا أن الأخير ورغم مشاركاته الأقل لكنه استطاع الوصول إلى الإنجاز ذاته في العرس العالمي، وأضاف عليه فيما بعد بلوغه نصف نهائي يورو عندما أقيمت نصف نسخة 2008 على أرض النمسا، وهاهو يخرج من دور المجموعات في النسختين الأخيرتين قبل أن يبلغ ثمن نهائي النسخة الحالية، وبالمقابل فإن فريق (الأولاد) استطاع بلوغ الدور ذاته في النسختين الماضية والحالية.
الفريقان أنهيا دور المجموعات بالرصيد ذاته 6 نقاط مع فارق أن التركي خسر بسهولة أمام البرتغال بالثلاثة على حين خسر النمساوي بصعوبة وبالنيران الصديقة فقط أمام الفرنسي وسجل كل منهما انتصارين، ولعل انتصار النمساوي على البرتقالي الهولندي كافٍ لتقديمه كفريق رائع يستحق الوصول بعيداً، وبالتأكيد فإن مدربه الألماني رالف رانجنيك ولاعبيه باتوا يتطلعون لما بعد ثمن النهائي وهو الشيء الذي أكده بعض المراقبين الحياديين الذين أكدوا أن (الأولاد) استحق الثناء والتصنيف بين الأفضل في الدور الأول للبطولة إلى جانب المانشافت وخلف اللاروخا.
ولم يخسر المنتخب النمساوي خلال عامي 2023 و2024 سوى مرتين كانتا أمام فرنسا وبلجيكا وقد أنهى تصفيات البطولة الحالية بلا هزيمة (6 انتصارات و4 تعادلات)، وبالمجمل خسر الفريق تحت قيادة رانجنيك 6 مرات منها 4 مرات رسمية في تصفيات مونديال 2022 ودوري الأمم مقابل 4 تعادلات و16 انتصاراً منذ أواخر 2021.
مواجهات مباشرة
– 14 مباراة جمعت منتخبي هولندا ورومانيا والتفوق للطواحين بواقع 10 انتصارات و3 تعادلات وفوز وحيد لرومانيا والأهداف 29/3، ومنها 7 مواجهات رسمية ففاز الهولنديون 5 مرات وتعادلا مرة صفر/صفر وفاز الروماني 1/صفر والنتيجتان الأخيرتان ضمن تصفيات يورو 2008 ثم تقابلا في نهائيات تلك النسخة ففاز الهولندي بنتيجة 3/صفر.
– تقابل منتخبا النمسا وتركيا 17 مرة والتفوق للنمساوي بواقع 9 انتصارات مقابل 7 للتركي وتعادلا مرة واحدة والأهداف 24/23، ومنها 10 مواجهات رسمية ففاز الأول بأربع منها مقابل 5 مرات للثاني، ففاز التركي في تصفيات يورو مرتين وتعادلا مرة وفاز النمساوي بواحدة.
السيليساو على المحك
خرج منتخب البرازيل من الدور الأول مرتين منذ دخول دور المجموعات على بطولة كوبا أميركا، الأولى كانت عام 1987 وكان المطلوب منتخباً واحداً يتأهل إلى نصف النهائي ويومها حل السليساو ثانياً عقب هزيمة تاريخية أمام تسيلي والثانية عام 2016 وحل ثالثاً خلف البيرو والإكوادور، واليوم هناك شكوك تحوم حول مقدرة راقصي السامبا على الفوز أمام الكوفيتيروس الكولومبي الذي يمر بحقبة رائعة بوصوله إلى 25 مباراة من دون هزيمة وقد ضمن تأهله إلى الدور القادم عقب انتصاريه على الباراغواي وكوستاريكا، على حين يحتل المنتخب البرازيلي المركز الثاني بـ4 نقاط وخسارته أمام الكولومبي قد تؤدي إلى خروجه من الدور الأول في حال استغلها التيكوس الكوستاريكي على الوجه الأمثل إلا أن الأمر يتطلب خسارة السيليساو بأكثر من هدف وكذلك فوز الكوستاريكي بأكثر من هدف حيث يتقدم عليه بفارق الأهداف البالغ 6 أهداف كاملة.
يبدو الأمر مستبعداً إلا أنه على لاعبي المدرب دوريفال قطع الشك باليقين والخروج بنتيجة إيجابية أمام كولومبيا، وبدأ الفريق البطولة بشكل سيئ فتعادل مع كوستاريكا قبل أن يعدل الوضع بالفوز على الباراغواي، ويتفوق السيليساو على نظيره الكولومبي تاريخياً بواقع 21 انتصاراً خلال 36 مواجهة مقابل 4 انتصارات فقط للكولومبي آخرها في تصفيات مونديال 2026 في العام الماضي بنتيجة 2/1، أما في كوبا أميركا فقد جمعتهما 10 مباريات انتهت 7 منها للبرازيل آخرها في النسخة الماضية بنتيجة 2/1، ومباراتان لكولومبيا (1991 و2015) بهدفين وهدف على التوالي، وتعادلا في العاشرة عام 1999 بلا أهداف، مباراتا الختام في المجموعة الرابعة تقامان في الساعة الرابعة من فجر الأربعاء.
عنابي تاريخي
وعلى الصعيد ذاته أكمل المنتخب الفنزويلي الدور الأول بالعلامة الكاملة عقب تغلبه على الجامايكي بثلاثة أهداف وهي المرة الأولى للعنابي التي يحقق 3 انتصارات في نسخة واحدة من الكوبا علماً أنه بلغ ربع النهائي للمرة الثالثة منذ 2011 يوم تأهل لمربع الكبار، وبالمقابل أخفق المنتخب المكسيكي بتجاوز الدور الأول بتعادله مع نظيره الإكوادوري سلباً فرفع كلاهما رصيده إلى 4 نقاط فتقدم الأخير بفارق الأهداف وبلغ دور الثمانية حيث يواجه المنتخب الأرجنتيني البطل متصدر المجموعة الأولى على حين المنتخب الفنزويلي سيواجه في الدور ذاته منتخب كندا.