شؤون محلية

هل أصبح العرس عبئاً على أهله والمعازيم؟ فساتين الأعراس في طرطوس وصلت إلى 15 مليون ليرة والتوجه نحو الإيجار

| طرطوس- ربا أحمد

موسم أعراس في محافظة طرطوس مع قدوم الصيف، والفتيات في حالة ذهاب وإياب إلى الأسواق بحثاً عن فساتين المناسبات التي دخلت بورصة أسعار فلكية لا تقوى عليها العوائل ولا الرواتب أو العرايس.

وفي جولة على أسواق طرطوس ظهر الفارق الكبير بين المحلات سواء من حيث النوعية ونخبة القماش والشك وكذلك الخياطة والتفصيل، فأوضحت صاحبة محل أن سعر الفستان لديها يبدأ من 7 ملايين وعند سؤالها عن سعر فستان تبين أنه يباع بـ15 مليوناً وآخر بـ12 مليوناً لكون قماشه ذا نوعية عالية الجودة وكذلك شك الخرز واللؤلؤ مصنوع بطريقة محترفة، على حين في محلات أخرى يبدأ سعر الفستان بـمليون ونصف صعوداً إلى 8 ملايين وأكثر.

وهرباً من هذه الأرقام المرعبة أشارت إلى أن الكثير من الفتيات يتجهن نحو الإيجارات فهي أقل تكلفة وتراوحت من 200 ألف إلى المليون ونصف المليون وفقاً لطوله وكمية الشك فيه، وهو أمر أرحم لهن وإن كان ملبوساً عدة مرات.

وأكد أحد التجار أن الإيجارات حل وهي بأسعار تناسب الجميع، فمنها الغالي ومنها الرخيص وإن كان الرخيص منها ليس بأقل من 200 ألف ولكن «الرمد خير من العمى» على حد قوله، منوهاً أنه يمكن بيع فستان ملبوس بتكلفة أقل، فمثلاً فستان سعره مليونا وملبوس مرتين يمكن أن ينخفض سعره بمقدار 800 ألف.

وعن سبب هذه الأسعار أكد أن السبب غلاء القماش والشك واليد العاملة والنقل وكلها كلف كبيرة جداً، ولكن الفروق الكبيرة في أسعار المحلات سببه أن البعض يطمع بنوعية محددة من الزبائن فمن يتقاضى عشرة ملايين سعراً لفستان ستكون أرباحه كبيرة وزبائنه معينة وغالباً أثناء تصميمه للفساتين يستخدم أغلى أنواع القماش.

وعن فساتين الأعراس أوضح التاجر أن معظم الفتيات يتوجهن للإيجارات هرباً من سعر فستان من الممكن أن يصل إلى 8 ملايين وأكثر لذا يتراوح إيجار فستان العروس بين 500 ألف إلى ثلاثة ملايين وفقاً لشكله وجودته.

وهنا أكدت لنا عروس أن أجرة فستانها وفستان والدتها وأختها بلغت 3 ملايين على الرغم من أنها حاولت اختيار ما هو مقبول منها، متسائلة من يستطيع أن يضع ملايين الليرات أجرةً لفساتين ولساعات قليلة فقط؟

ولفتت سيدة إلى أنها اضطرت لأجار فستان بـ600 ألف لكونه مناسباً لها، مضيفة: وهذا الرقم دون تكاليف العرس الأخرى من صالونات تجميل وهدية وغيرها، حيث أصبح العرس عبئاً على العوائل المعزومة وعلى أهل العرسان.

وعند سؤال رئيس جمعية الخياطين بسام سليمان عن سبب الارتفاع الكبير بأسعار فساتين المناسبات في طرطوس، أوضح أن بعض الأسعار غير مقبولة وإن كانت الكلف عالية، ولكن ارتفعت أسعار القماش في السنوات الأخيرة عشرة أضعاف وتراوح سعر متر قماش «الساتان» بين 50 إلى 400 ألف وأصبحت إيجارات الشك مرتفعة وبعض الفساتين تحتاج شهراً لإنهائها، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخيوط وغياب الكهرباء وجنون أسعار النقل، ولكن تبقى الجودة المعيار الأساسي بأسعار فساتين العرائس والمناسبات لكون نوعيات الأقمشة مختلفة ولكل منها سعر، لذلك تراجع التفصيل بنسبة كبيرة جداً.

وأضاف سليمان: أصبح أجار الفستان الحل الأمثل لجميع الفتيات هرباً من دفع الملايين، منوهاً بأن سعر تفصيل طقم نسائي بسيط يبلغ مع القماش مليون ليرة فما بالكم بالفساتين والشك والبطانات وغيرها من الكلف، مؤكداً أن التسعيرات النظامية لا تشمل سوى تكلفة سعر البدلة العسكرية وبدلة الفتوة سابقاً وكذلك البنطال ومن دون ذلك الأسعار يحددها الخياط وفقاً لساعات عملها وطلب الزبون للنوعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن