تعزيزات عسكرية كبيرة.. إغلاق للمعابر.. إزالة لأعلام الاحتلال وهجمات على قواعده … الشمال السوري يشتعل في وجه المحتل التركي
| دمشق- منذر عيد – حلب- خالد زنكلو
تحولت حالة الاحتقان التي سادت في مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي، على خلفية إحراق وتكسير الأتراك لمحال السوريين في ولاية قيصري التركية والأنباء المتواترة حول التقارب السوري – التركي، إلى حالة من الاشتعال طالت قواعد عسكرية غير شرعية لجيش الاحتلال التركي في مناطق هيمنته بأرياف حلب ومناطق في إدلب.
وتزامناً مع قيام الاحتلال التركي بقطع الإنترنت والاتصالات، وإغلاق معبري الراعي وباب السلامة الحدوديين وإرسالها تعزيزات عسكرية كبيرة من القوات الخاصة، سادت اشتباكات عنيفة بين القوات التركية ومسلحي عدد من الفصائل الموالية لأنقرة في مناطق عفرين وإعزاز والباب بريف حلب الشمالي وسط أنباء عن وقوع قتلى ومصابين.
مصادر محلية في بلدة الراعي الحدودية بمنطقة جرابلس شمال شرق حلب أفادت بأن مجموعة من الأهالي هاجمت شاحنات تركية ومنعتها من الدخول إلى الأراضي السورية، وهو ما حدث أيضاً في مدينة الباب في الريف ذاته.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن الأهالي، وبدعم من الميليشيات التي تسمى «الجيش الوطني» التابعة لجيش الاحتلال التركي، أنزلوا العلم التركي من نقاط عسكرية لجيش الاحتلال التركي ومن معبري الراعي وباب السلامة قرب إعزاز بريف حلب الشمالي، وكذلك أزالوا العلم التركي من مؤسسات عديدة ضمن مدن إعزاز والباب وجرابلس وعفرين، حيث تصدت لهم في الأخيرة ما تسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لـ«الحكومة المؤقتة» المعارضة والممولة من الإدارة التركية، ما أدى إلى مواجهات سقط خلالها جرحى من الأهالي.
وبينت المصادر أن جنود جيش الاحتلال التركي أطلقوا النار على متظاهرين حاولوا مهاجمة القاعدة العسكرية لجيش الاحتلال في مدينة الأتارب ونقطة عسكرية أخرى في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، وذلك بعد إنزال العلم التركي من معبر الغزاوية في الريف نفسه، والذي يفصل مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، عن عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
الاحتقان الذي ساد في مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي، جاء على خلفية إحراق وتكسير الأتراك لمحال السوريين في ولاية قيصري التركية، حيث عاش السوريون في مدينة قيصري التركية، أول أمس، ليلة مرعبة بعد اندلاع أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعية استهدفت ممتلكاتهم، في أكبر اعتداء جماعي ضد اللاجئين السوريين، وذلك على خلفية انتشار شائعة تتعلق باتهام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.
وكالة «الأناضول» نقلت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله في الكلمة التي ألقاها خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي مع الإدارات المحلية لحزب العدالة والتنمية توضيحه أنه من العجز اللجوء للكراهية لتحقيق مكاسب سياسية، وقال: «لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع (…) الخطاب المسموم للمعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري».
وفي هذا السياق أكد الكاتب والباحث المختص بالشؤون التركية سركيس قصارجيان لـ«الوطن» أن الاعتداءات على السوريين هي ضمن سلسلة مستمرة لم تتوقف، حيث تتصاعد حسب المعطيات والأحداث الداخلية في تركيا.
وأوضح قصارجيان أن الضغوط على اللاجئين السوريين وعمليات الترحيل تسير على قدم وساق بغض النظر عن التطورات السياسية الأخيرة في إشارة إلى التصريحات الصادرة من دمشق وأنقرة بشأن التقارب التركي- السوري، أو الأحداث التي تقع داخل تركيا، منوهاً بأن السبب هو أن ملف اللاجئين أصبح يشكل ثقلاً على الحكومة التركية التي باتت عاجزة عن الخروج من تحت وطأة هذا الملف، خاصة في ظل الضغوط المستمرة من خصوم أردوغان في المعارضة، وحتى من شريكه في السلطة دولت بهتشلي، بضرورة حل هذه المشكلة التي ظهرت بشكل أكبر بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بتركيا.