رياضة

النيران الصديقة وضعت الديوك في ربع نهائي يورو 2024 … السيلكيسيون يتجاوز السلوفيني بركلات الأعصاب الترجيحية

| خالد عرنوس

بلغ منتخبا فرنسا والبرتغال دور الثمانية لبطولة كأس أمم أوروبا بنسختها السابعة عشرة المقامة حالياً على الأراضي الألمانية عقب تجاوزهما منتخبي بلجيكا وسلوفينيا على التوالي في اليوم الثالث لأول أدوار الإقصاء ليضربا موعداً بمواجهة بعضهما في ربع النهائي حيث يلتقيان يوم الجمعة القادم في ملعب فولفسبارك في مدينة هامبورغ، واحتاج منتخب الديوك إلى هدايا المنافسين للفوز مجدداً بعدما عجز الفريق المدجج بالنجوم عن التسجيل طوال 84 دقيقة، ولم يكن المنتخب البرتغالي أفضل حالاً من الناحية الهجومية فاحتاج إلى ركلات الترجيح ليتجاوز منافسه في حدث تاريخي على مستوى الترجيح في تاريخ البطولة فأصبح المنتخب السلوفيني أول فريق يغادر البطولة بأربعة تعادلات دون فوز أو هزيمة.

عقم وهدية

لم يكن أشد المتشائمين بالمنتخب الفرنسي ليتوقع أن الفريق الذي يقوده كليان مبابي أحد نجوم النخبة حالياً أخفق بتسجيل أكثر من ثلاثة أهداف في أربع مباريات خاضها حتى الآن في البطولة القارية، فالإيكيب وإن بلغ ربع النهائي كما هو مرسوم لكنه بعد 360 دقيقة سجل ثلاثة أهداف فقط جاء اثنان منها بمساعدة المنافسين، وهو ما حدث أمام شياطين بلجيكا الحمر الذين انتهجوا طريقة دفاعية لمواجهة مهارات غريزمان وسرعة مبابي وقوة تورام، وعاندت الكرة لاعبي المدرب ديديه ديشان كثيراً أمام مرمى كاستيلس الذي تصدى لعدد من الكرات الصعبة إلا أن العمل الأكبر كان من رفاقه في وسط الملعب والدفاع.

بالأرقام والوقائع سيطر الديوك على مجريات المباراة وخاصة في الشوط الثاني وسنحت لهم قرابة 20 فرصة أو سددوا هذا العدد تقريباً نحو مرمى الشياطين وبالمقابل سنحت خمس فرص لزملاء دي بروين الذي أهدر أهم فرصة وبالنهاية جاء هدف الفوز بكرة سددها البديل كولو مواني تحولت إلى المرمى بعد تبدل مسارها من قدم المدافع بان فيرتونخين، وهذا الهدف كان كافياً لتأهل فرنسا إلى ربع النهائي للمرة الثانية بوجود 24 منتخباً وللمرة السادسة بمشاركة أكثر من ثمانية منتخبات، على حين أخفق المنتخب البلجيكي بتجاوز ثمن النهائي للمرة الأولى في النسخ الثلاث الأخيرة منذ عودته إلى النهائيات وقد تلقى هزيمته الحادية عشرة في تاريخ مشاركاته في البطولة مقابل 12 فوزاً و3 تعادلات.

وأصبح الفرنسيون بهذا الهدف الأكثر انتفاعاً من الأهداف العكسية في تاريخ البطولة، فقد سجل النمساوي فيبر هدفاً في الدور الأول للنسخة الحالية أهدى به الفريق الأزرق الفوز الأول في هذه النسخة واستفاد الفرنسيون من النيران الصديقة في ثلاث مناسبات سابقة بواقع هدف في نسخ 1996 و2004 و2020، علماً أنه الهدف التاسع بهذه الطريقة في النسخة الحالية والتاسع والعشرين في تاريخ المسابقة وهو الأول الذي يسجلها لبلجيكيون بمرماهم فيها.

أعصاب البرتغاليين

في المباراة الثانية التي احتضنها ملعب دوتش بنك أريبنا في فرانكفورت كانت السيطرة البرتغالية أعلى من الفرنسية ولم يكن أمام السلوفينيين سوى اللعب بطريقة (الحافلة) الدفاعية أمام الضغط العالي الذي مارسه رونالدو ورفاقه، فقد عمل البرتغاليون على المحاولة من كل الاتجاهات والطرق الولوج إلى شباك الحارس العملاق يان أوبلاك الذي تعود مواجهة مثل هؤلاء النجوم ومثل هذه المواقف عندما يلعب بقميص أتلتيكو مدريد وبالفعل نجح العملاق السلوفيني في الذود عن عرينه فكان قاب قوسين من خطف نجوم المباراة وربما الفوز لبلاده لولا تألق نظيره البرتغالي ديوغو كوستا الذي كان حاسماً في ركلات الترجيح فاستحق أن يكون نجم الليلة بلا منازع.

فخلال 12 دقيقة أو أكثر عملياً وصل لاعبو المدرب روبرتو مارتينيز إلى مرمى أوبلاك ضعف ما فعلها زملاء الأخير وتصدى لست كرات خطيرة على الأقل ولعل أبرزها ركلة الجزاء التي نفذها كريستيانو رونالدو في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول، وفي الشوط الإضافي الثاني ردّ كوستا بالتصدي لكرة بنيامين سيسكو (المنفرد) إثر خطأ من المدافع بيبي الذي أصبح أكبر لاعب يخوض مباراة إقصائية في بطولة أوروبا أو المونديال بعمر 41 سنة و128 يوماً، وبالتالي انقاد الفريق البرتغالي إلى ركلات الترجيح مثلما سعى مدرب سلوفينيا ماتياس كيك (طرد للاعتراض في الدقيقة 111).

وهناك بدأ جوزيب إيلشيتش بالتنفيذ لسلوفينيا فتصدى كوستا ببراعة ورد رونالدو بالهدف الأول وكررّ ديوغو التصدي لكرتي يوري بلاكوفيتش وبنيامين بريفيتش بينما سجل برونو فيرنانديز وبرونو سيلفا لتنتهي القصة بهذه النتيجة للمرة الأولى بركلات الترجيح خلال 23 مباراة انتهت بهذه الطريقة لتدخل هذه المباراة التاريخ باعتبارها شهدت أقل عدد من الركلات الترجيحية (6 ركلات)، ويعد كوستا خامس حارس يتصدى لثلاث ركلات (نظرياً) بتاريخ البطولة والأول الذي لم تهتز شباكه خلال ركلات الترجيح، أما منتخب بلاده فقد لعب ركلات الحظ الترجيحية للمرة الرابعة في البطولة فسجل الفوز الثالث بهذه الطريقة بعد 6/5 على إنكلترا في ربع نهائي 2004 و5/3 على بولندا في ربع نهائي 2016، يذكر أن منتخبي إيطاليا وإسبانيا الأكثر فوزاً بركلات الترجيح بتاريخ يورو (4 مرات لكل منهما)، والأول هو الأكثر وصولاً إلى الحسم بهذه الطريقة بواقع 7 مرات.

هولندا تتجاوز رومانيا بثلاثية

حجز منتخب هولندا مكانه في ربع نهائي النسخة 17 لكأس أمم أوروبا التي تستضيفها ألمانيا بعد فوزه أمس على منتخب رومانيا بثلاثية نظيفة، علماً أن منتخب رومانيا بدأ بقوة ولكن الهدف الذي سجله جاكبو عند الدقيقة 20 قلب الموازين وسهل الأمور على الطواحين.

في الشوط الثاني بقي اللعب سجالاً بين الطرفين ولكن الكلمة الفصل كانت للبديل مالين الذي سجل هدفين في الدقيقتين 83 و90 وسيلتقي منتخب هولندا في ربع النهائي مع المتأهل من مباراة النمسا وتركيا التي جرت في وقت متأخر أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن