وصل كازاخستان للمشاركة بقمة منظمة «شنغهاي» ويزور طاجيكستان بعدها … الرئيس الصيني: نعارض سياسات الهيمنة وندعم المساواة والتعددية القطبية
| وكالات
أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي وصل أمس الثلاثاء إلى كازاخستان في إطار جولة يحضر خلالها الاجتماع الـ24 لمجلس قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة أستانا، مع القيام بزيارة رسمية إلى طاجيكستان عن معارضة بلاده الشديدة للهيمنة وسياسات القوة والمواجهة بين الكتل وعن دعمها المساواة على أساس التعددية القطبية في العالم.
ونقلت وكالة «كازي إنفورم» الكازاخية عن شي قوله في مقال بعنوان «الصين وكازاخستان… رغبة مشتركة في آفاق جديدة»: «في مواجهة التطورات غير المسبوقة والتغيرات التاريخية والمعاصرة فإن بكين مستعدة جنباً إلى جنب مع الجانب الكازاخستاني لخلق فرص جديدة أثناء الأزمات وفتح آفاق جديدة في أوقات التغيير وحراسة المجتمع الدولي الملتف حول الأمم المتحدة بحزم والنظام العالمي المبني على أساس القانون الدولي والتعددية الحقيقية لجميع الأطراف ومعارضة الهيمنة وسياسات القوة والمواجهة بين الكتل وتعزيز التعددية القطبية المتساوية والمنتظمة والعولمة الاقتصادية العامة والشاملة للعالم».
وأضاف شي: إن «الصين تدعم دائماً جهود أستانا لحماية الاستقلال الوطني والسيادة والسلامة الإقليمية واتباع مسار التنمية الذي اختارته وتنفيذ السياسات المحلية والخارجية لضمان ازدهار الدولة، وتعارض أي تدخل من قبل قوى خارجية في الشؤون الداخلية لكازاخستان»، وشدد الرئيس الصيني على «تطوير وتعزيز أربعة مبادئ مهمة، وهي الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمساعدة المتبادلة والمنفعة المتبادلة من أجل الحفاظ على الديناميكيات المستدامة في تنمية العلاقات الثنائية».
وتعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية أستانا اليوم الأربعاء وتستمر يومين، وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ: إن قمة منظمة شنغهاي للتعاون ستوحد الأسرة الكبيرة من الدول الأعضاء في المنظمة وتفتح صفحة جديدة من التعاون بينها، وأضاف في مقالته: «خلال رئاستها لمنظمة شنغهاي للتعاون، قامت كازاخستان بالكثير من العمل المثمر، ما ساعد على زيادة وتعزيز هيبة منظمتنا، وطبعا تقدر الصين ذلك بشكل كبير، وأنا واثق من أنه بفضل الجهود المشتركة، ستنتهي قمة أستانا بشكل إيجابي، وتوحد أسرة منظمة شنغهاي للتعاون الكبيرة وتفتح صفحة جديدة من التعاون».
صحيفة «تشاينا ديلي»، قالت: إن الوحدة والسلام سيحتلان مكانة مهمة في أجندة الرئيس الصيني في إطار نشاطات منظمة شنغهاي للتعاون، وأضافت الصحيفة في مقالة مخصصة لبداية جولة شي جين بينغ في آسيا الوسطى: «تأمل بكين في تحقيق توافق جديد ومزيد من التضامن والسلام والازدهار بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، وإضافة إلى المشاركة في القمة، سيقوم شي جين بينغ أيضاً بزيارات رسمية إلى كازاخستان وطاجيكستان، وسيركز خلال القمة على تعميق التعاون في مختلف المجالات في ظل الظروف الجديدة، وكذلك حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، وخطط تطوير منظمة شانغهاي للتعاون لاحقاً».
ونقلت الصحيفة عن مدير معهد روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية سون تشوانغ تشي، قوله: «تبقي منظمة شنغهاي للتعاون أبوابها مفتوحة أمام العالم الخارجي، وتؤكد أن التعاون فيها ليس موجها ضد أطراف ثالثة، وهذا يخلق الظروف الملائمة للتنمية الاقتصادية في المنطقة واستئناف التبادلات الدولية بعد الوباء»، وأشارت الصحيفة إلى أن الصين، ستتسلم رئاسة منظمة شنغهاي للتعاون، بعد قمة أستانا.
ووصل الرئيس الصيني أمس الثلاثاء إلى كازاخستان في إطار جولة يحضر خلالها الاجتماع الـ24 لمجلس قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة أستانا، مع القيام بزيارة رسمية إلى طاجيكستان، وذكرت شبكة «سي سي تي في» التلفزيونية الصينية الرسمية أن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الكازاخي رافقتا طائرة شي لدى دخولها المجال الجوي لهذا البلد، وقالت إن الوفد المرافق للرئيس يضم وزير الخارجية وانغ يي وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني تساي تشي، وحسب شينخوا، فإن شي يقوم بهاتين الزيارتين تلبية لدعوة من كل من الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان.
وأول من أمس الإثنين، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أن قمة منظمة شنغهاي هذا العام ستساعد في تعزيز التوافق بين جميع الأطراف ونشر الأمن والاستقرار والتنمية في الدول الأعضاء، فضلاً عن إشاعة السلام المستدام والرخاء المشترك في العالم، وكثفت بكين مؤخراً جهودها الدبلوماسية في آسيا الوسطى، إذ دعا الرئيس الصيني إلى بناء علاقات اقتصادية أعمق في قمة استضافتها الصين في أيار الماضي وحضرها زعماء العديد من دول المنطقة.
وتنطلق أعمال القمة الـ24 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، بمشاركة قادة الدول الأعضاء وفي مقدمتهم إضافة إلى الرئيس الصيني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب الحضور الأممي ممثلاً بالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأسست منظمة شنغهاي للتعاون في الـ14 من حزيران 2001 في المدينة التي تحمل الاسم نفسه بشرق الصين من رؤساء ست دول هي: الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، بهدف تعميق التبادلات حول العالم، وتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة، وفي حزيران من عام 2017، توسعت المجموعة لتشمل ثماني دول بانضمام الهند وباكستان، في حين انضمت إيران إلى الآلية في تموز 2023، وتشارك عدة دول أخرى في أنشطة المنظمة كمراقبين أو شركاء في الحوار.