سورية

مخاوف تجدد الاشتباكات على حالها وحملة اعتقالات من ميليشيات أنقرة … انفراج في «أزمة المعابر» بمناطق سيطرة الاحتلال التركي.. وبين «قسد» ومناطق الحكومة

| حلب- خالد زنكلو

تواصلت التظاهرات، أمس ولليوم الثالث على التوالي، في مناطق متفرقة يسيطر عليها جيش الاحتلال التركي بأرياف حلب وإدلب ضد الإدارة التركية، وسط تراجع لحدتها مع انخفاض عدد نقاط التظاهر، رداً على الاعتداءات التي طالت أملاك السوريين في ولاية قيصري التركية، وعلى خلفية التقارب السوري التركي الذي سبقها، وذلك بالتزامن مع إعادة السلطات التركية فتح معبر باب الهوى بعد إغلاقه لمدة يومين.

وبدا أن تصعيد المتظاهرين ضد المصالح التركية، في المنطقتين، اللتين تدعيان «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب و«درع الفرات» في الباب وجرابلس شمال شرق المحافظة، قد تراجع بفعل التهديدات التركية التي توعدت بمحاسبة المتطاولين على العلم التركي ونقاط جيش الاحتلال التركي والمؤسسات التابعة لإدارة أردوغان والمعابر الحدودية، وكذلك إثر حملة مداهمات واعتقالات طاولت المتظاهرين، شنتها ميليشيات أنقرة التي تسميها «الجيش الوطني».

وذكرت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة أن السلطات التركية أعادت أمس فتح معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي، والذي يسيطر عليه من طرف الحدود السورية تنظيم «جبهة النصرة» بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، بعد يومين من إغلاقه أمام حركة التجارة والمرور.

وتوقعت المصادر لـ«الوطن» افتتاح باقي المعابر التي أغلقتها السلطات في أنقرة، وهي معبر باب السلامة في إعزاز شمال حلب ومعبر الحمران شمال عفرين ومعبري جرابلس والراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك خلال مدة أقصاها أسبوع، بعد ضبط الاستقرار في مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته.

وأكدت المصادر أن مخاوف تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وجيش الاحتلال التركي، ما زالت على حالها، وهو ما دل عليه استمرار قطع الإنترنت في مناطق نفوذ أنقرة، وذلك في ظل الاحتقان الذي ولدته أنباء تقارب إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع القيادة السورية وافتتاح معبر «أبو الزندين» جنوب الباب تجريبياً مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، وكذلك تواتر أنباء عن قرب افتتاح الطريقين الدوليين الذين يربطان حلب باللاذقية (M4) وإعزاز بالحدود الأردنية، بالإضافة إلى حال الغليان الشعبي من اعتداءات أتراك على سوريين في ولايات تركية عديدة.

مصادر معارضة أخرى مقربة من ميليشيا «الجيش الوطني» في مدينة رأس العين شمالي غرب الحسكة، أوضحت لـ«الوطن» أن الاستخبارات التركية، حالت دون توسع التظاهرات لتشمل ما يدعى منطقة «نبع السلام»، وذلك عقب إيعازها بقطع الإنترنت على رأس العين وتحذيرها من عواقب التظاهر ضد إدارة أردوغان، خلال اجتماعها مع متزعمي مرتزقتها وزعماء عشائر في المدينة مساء أمس الأول.

وفي سياق موازٍ، أعلنت مصادر إعلامية مقربة مما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» الكردية ومن ذراعها العسكري ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، أن الأولى أعادت أمس فتح معابر الطبقة والهورة وشنان وشعيب الذكر، التي تربط مناطق سيطرة الثانية في أرياف محافظة الرقة مع مناطق الحكومة السورية بحلب.

ونفت مصادر معارضة مقربة من «قسد»، لـ«الوطن»، ما ذكرته مصادر معارضة أمس من افتتاح جميع المعابر بين مناطق «قسد» ومناطق الحكومة السورية، وبضغط من القوات الروسية في المنطقة.

وتوقعت المصادر إعادة افتتاح معبري «التايهة» في منبج والصالحين في دير الزور قريباً، في مسعى لكسب ودّ دمشق، على خلفية تقاربها من أنقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن