ثقافة وفن

الانسجام بين الصوت والصورة هي النقاط التي تم التركيز عليها في «يابا» … لوتس مسعود لـ«الوطن»: الكتابة هي مهنتي الأساسية وتركيزي الأول عليها

| هلا شكنتنا

لوتس غسان مسعود شابة سورية لديها الكثير من الأفكار والطموح والأحلام التي تتمنى تحقيقها، درست الإعلام وعملت في تقديم البرامج الإذاعية، كما أنها تمتلك موهبة الكتابة التي جعلتها تقدم أعمالاً مسرحية وقد حصدت المسرحيات الكثير من الآراء الإيجابية، ولم تكتف فقط بكتابة النصوص المسرحية بل اتجهت إلى عالم الإخراج السينمائي حيث أخرجت أفلاماً قصيرة، ومؤخراً قامت بإخراج الفيديو كليب الخاص لأغنية «يابا» التي قدمتها فرقة «سفر»، ولمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا التعاون الذي تم بينهما تواصلت «الوطن» مع المخرجة «لوتس مسعود» وأخبرتنا الآتي:

• في البداية دعينا نتحدث عن التحضيرات التي قمت بها لإخراج أغنية «يابا»؟

التحضيرات بدأت على عدة مراحل وبالاتفاق مع الفنان شادي الصفدي، حين أخبرني بأنه يريد أن يقدم أغنيتين على طريقة «اللايف سيشن»، وهما أغنية يابا، وأغنية ثانية سوف تقدم لاحقاً، وطريقة «اللايف سيشن» هي طريقة التصوير داخل الاستديو للآلات الموسيقية أثناء العزف مع وجود المغني وهو يقوم بالغناء معها من داخل الاستديو، ولكن أحببنا في هذا الفيديو كليب بألا نقوم بالاعتماد على تثبيت الكاميرا في مكان ما، وإنما نقوم بتحريك الكاميرا بطريقة تتناسب مع روح الأغنية، ونحن حقيقة قمنا بتصوير الأغنية على طريقة اللايف سيشن ولكن قمنا بتحريك الكاميرا قليلاً حيث تكون منسجمة مع إيقاع الأغنية والموسيقا، حيث تخلق حالة توءمة بين اللحن والصورة.

• أخبرينا عن تعاونك مع فرقة «سفر» وبالأخص الفنان «شادي الصفدي»؟

التعاون مع فرقة سفر كان تعاوناً لطيفاً جداً، وأنا معجبة بهذه الفرقة منذ زمن، ومؤمنة بها كفرقة سورية لأنها تمتلك روحاً شبابية مميزة، ونحن في سورية بحاجة لهذا النوع من الفن، وخاصة أن السوريين معروفون في الدراما أكثر، لكن الفرق الغنائية تعتبر قليلة نوعاً ما، رغم أن سورية تمتلك أصواتاً غنائية جميلة وقوية وعظيمة، حتى لا نظلم أنفسنا، نحن دائماً نقول بأننا درامياً أقوياء، لكن اسمح لي نحن أيضاً أقوياء في الغناء، لكن الفرق الغنائية في سورية قليلة وفرقة سفر كانت من الفرق التي تمتلك روحاً خاصة بها وكانت في كل مرحلة وفي كل أغنية تعكس فكرة أو موضوعاً معيناً من جيل الشباب سواء كان في الحب أم الحياة أو الزمن، وكان لهم مواضيع متنوعة تلامس الناس كثيراً وهذا الشيء جعلني منجذبة للتعاون معها، أما بالنسبة لتعاوني مع الممثل شادي الصفدي، فأنا أحترمه جداً وله معزة كبيرة في قلبي، وأراه كممثل أيضاً بأنه موهوب جداً ويمتلك طاقة مميزة وخاصة جداً، وبعد التعاون المباشر الذي حصل بيننا وهذا التقارب الذي حصل تعرفت إلى شخص محترم جداً، ونظيف من الداخل ويقدر تعب الأشخاص الذين حوله ويهتم بالمجهود الذي يبذله الشخص الذي أمامه، كما لديه عقلية منفتحة على الاقتراحات والروح الشبابية دائماً وهذا الأمر كان مثمراً جداً.

• ما الذي دفعك للاتجاه نحو عالم الإخراج الغنائي «الفيديو كليب»؟

تعتبر تجربة، وهي مرحلة عمرية لدي الحق بها بأن أختبر أدواتي ضمن مكان جديد وهذا المكان كان الكليب، وأنا عادة أختبر الإخراج من خلال إخراجي للأفلام السينمائية القصيرة إلى جانب الكتابة التي تعتبر مهنتي ولم تعد تجربة، ولكن الإخراج كنت أختبره من خلال الأفلام القصيرة وكان لدي رغبة في أن أختبر أدواتي في الإخراج من خلال الكليبات لكونها مساحة جديدة ومختلفة وتجعلني أختبر أفقاً جديداً في هذا المجال تحديداً، وشعرت أيضاً أن الكليبات نوع مختلف يجعلني أختبر أدوات وتصوراً جديداً من خلال هذا الكليب، وكنت حريصة من الدقيقة الأولى أن يقدم بأفضل طريقة ممكنة لكي أختبر أيضاً فيما إذا كان هذا الجانب يناسبني وكان لديك تصور جيد له أو لا، وكان الاختبار من خلال أغنية «يابا» وأغنية ثانية سوف تطرح قريباً.

• كيف تلقيتِ أصداء الأغنية! وهل لديك الرغبة في إخراج «الفيديو كليب» مجدداً؟

الأصداء كانت مرضية وإيجابية، وفي لحظة من اللحظات قلت من الجيد بأنني أقدمت على هذه الخطوة، وبالتأكيد شعرت بالندم ولو لم أقدم عليها، وكما ذكرت سابقاً بأنني في مرحلة عمرية تسمح لي بأن أختبر أدواتي كمخرجة، وبالتالي كانت النتيجة مرضية وعلى قدر التعب والمجهود الذي بذل أثناء العمل عليه، أما إذا كان لدي رغبة في خوض التجربة مرة أخرى، فلا أستطيع إعطاءك إجابة مطلقة لأن هذا الأمر تابع للظروف والأغاني التي من الممكن أن يكون لها فيديو كليب، لكن تركيزي دائماً نحو الكتابة لأنها مهنتي الأساسية، والإخراج في المجمل سواء كان للأفلام القصيرة أم الفيديو كليب أو الأفلام الروائية الطويلة قريباً، خاضع للظروف والمعايير الموجودة وإذا كانت معايير مغرية وصحية جداً، بالتأكيد سأكون لأنني شخص طموح يعمل على نفسه ويقدم نفسه بشكل أكثر وأن تكون تجاربه وشغفه أكثر وهذا ما أطمح إليه».

• في النهاية ما النقاط التي قمتِ بالتركيز عليها أثناء إخراجك للأغنية؟

النقاط التي قمت بالتركيز عليها هي الانسجام بين الصوت والصورة وبين الموسيقا وإيقاع الصورة، وأنه لابد أن يكون هنالك انسجام بين مزاج الأغنية والكليب والإضاءة، وكنا نعمل على وجود تشابه بين الصوت والصورة حتى حين يشعر المتابع بأن الأغنية يمكن سماعها حتى ولو لم يكن يسمعها، وبمعنى أصح بأن المتابع إذا شاهد الأغنية أكثر من مرة وقام بتخفيض الصوت يشعر بأنه يسمعها من خلال مشاهدته للكليب وطريقة العزف والإضاءة وهذا الأمر كان يعنيني جداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن