إنه كريستيانو رونالدو
| غانم محمد
نعم، إن ما يقدّمه الآن ليس بالجودة نفسها التي كان عليها قبل بضع سنوات، وصحيح أنه لم يعد قادراً على الجري والارتقاء كما كان يفعل سابقاً، لكن الصحيح أيضاً أن تاريخ أي لاعب لا يجوز أن يُنسف من خلال مباراة أو مناسبة، فما بالك إذا كان هذا اللاعب هو كريستيانو رونالدو، بكلّ تاريخه المتفرّد؟
يوم الجمعة الفائت، ودّع كريستيانو رونالدو ورفاقه بطولة أمم أوروبا، يورو 2024، وخسر منتخب البرتغال بركلات الترجيح أمام منتخب فرنسا، وكأن رونالدو أتى على (السبعة وذمتها)، فلم يبق نوع من الإهانة إلا ووجه لمحبيه من خلال نعته بأبشع الصفات على مواقع التواصل الاجتماعي في سورية، حتى من أناس يعتبرون أنفسهم من ذوي الشأن الرفيع في الرياضة عموماً، وفي كرة القدم على وجه التحديد!
أحزن عندما أرى تفكيرنا ينزلق إلى هذه الدرجة من الانحطاط، مع إيماني المطلق بـ(حرية الرأي)، وحرية العشق، لكن أن يكون الابتذال إلى هذه الدرجة، فهذا لا يدلّ إلا على الرحم المريض الذي خرجت منه هذه الآراء، والذي يؤثر بشكل أو بآخر في كرة القدم السورية، لأن من لا يحترم تاريخ نجم بحجم كريستيانو رونالدو، كيف له أن يتعامل مع لاعبين أقلّ شأناً بكثير من النجم البرتغالي.
كنتُ أتمنى أن تكون نهاية (الدون) مع منتخب بلاده بغير هذه الطريقة، لكني أستطيع أن أحيي رغبته المستمرة في الدفاع عن ألوان منتخب بلاده، ولا يتهرب من تحمّل المسؤولية رغم قسوة الانتقادات كما يفعل بعض لاعبينا، لكن هذا الأمر فات أوانه، وأعتقد أن رونالدو لم يعرف كيف يختار الوقت المناسب للاعتزال الدولي، أما استمراره مع الأندية فهو (مسألة ربحية)، وطالما هناك من يدفع له بغض النظر عن المردود المادي، فلمَ لا؟ فها هو النجم الإسباني أنييستا هبط مع فريقه (الإمارات) إلى الدرجة الثانية!
خلاصة القول: إن عاشق كرة القدم الحقيقي يحترم تاريخ اللعبة، وأمثال كريستيانو جزء لا يُمحى من هذا التاريخ.. إنه كريستيانو رونالدو وحسب!.