اشتعلت حمى الانتخابات وظهرت في الساحة أسماء خرجت من الباب الخلفي لرياضتنا وعادت لتروج لنفسها وكأنها المنقذ أو حلاّل العقد المستعصية، ولأن ميزان الانتخابات في أنديتنا مرتبط بهامش ضيق من الأعضاء يسعى كل مجلس إدارة لقولبتهم وتنسيبهم وتحضيرهم وفق أهوائه واستعداداً لساعة الصفر الانتخابية، لذلك فاز بالانتخابات في كثير من الأحيان أصحاب المهارات في الألاعيب الانتخابية وتوزيع الغنائم على الحاشية والرعية بعيداً عن مصلحة النادي وطموحات أعضائه وجماهيريه، ولأن قيادة الرياضة في المرحلة الحالية تريد مسك العصا من المنتصف وتكسب ود من سيفوز في الانتخابات فقد تمنح استثناء للترشح لمن كانت تجاربه السابقة غارقة في التجاوزات وقبض المليارات من الرعاة وتوزيعها على هواه وكيفما أراد وشاء ويتصرف بمقدرات النادي تصرف المالك بملكه.
عجز ودعم
إذا كانت القيادة الرياضية عاجزة عن دعم الإدارات ومساندة الشرفاء فإنها مطالبة أيضاً بمنع الفاشلين ومن كانت لهم أدوار في إغراق أنديتهم بمليارات الديون وإثارة المشاكل والبلبلة وشرذمة الجماهير والأعضاء بين هذا مع فلان وذاك مع علان وهؤلاء بين ذلك وذاك.
لقد كشفت المراحل السابقة نماذج فاشلة ممن يصنفون أنفسهم ضمن شريحة نجوم الرياضة، ثم عادوا إلى أنديتهم التي خذلوها مراراً وتكراراً كلاعبين ولكن من بوابة الإدارة، فعاثوا بها من دون حسيب أو رقيب وتظللوا خلف راية الحشود الجماهيرية وسوقوا أنفسهم كضحايا للمظلومية وأنه متآمر عليهم ليبرروا فشلهم الذريع وهدرهم المالي وعجزهم الكامل عن إدارة دفة ناديهم بنجاح وكل ذلك كان في ظل قيادة رياضية صامتة عليهم، عين لا ترى وأذن لا تسمع ولسان لا يتكلم حتى غرق النادي وبات حطاماً وضحية لأدعياء النجومية والعمل والنجاح.
أسئلة بلا إجابات
هي وقفة صريحة ومراجعة دقيقة وسؤال مشروع كيف تسمح قيادة الرياضة بترشيح شخص مدين للنادي والدولة بالمليارات؟ ولماذا لم تحجب عنه حق الترشح لحين الوفاء بالديون المطالب بها؟ ولماذا تفتح أمام المخربين أبواب الاستقبال وتوصد الأبواب نفسها بوجه أصحاب المظالم والإنجازات الحقيقية؟
لا يمكن لعاقل أن يقول إن أنديتنا بخير، ولا يستطيع أحد تجاهل الحالة المزرية التي آلت إليها مجالس الإدارات، وما زال اللغز الكبير حول البعض ممن يمتهن إثارة البلبلة حول نفسه سواء كان في مجلس إدارة النادي أم خارجه.
ثم ما دافعه الحقيقي للإصرار على إعادة الترشح بعد أن سقط عنه رداء الزعم بمحبة ناديه وسعيه للنهوض به بعد تسببه بديون طائلة ومخالفات جسيمة أغرقت ملفاتها خزائن الجهات الرقابية.
صمت مريب
وما السر وراء صمت قيادة الرياضة عن أشخاص ثبت جهلهم الإداري والمالي والفني ثم يعاد فتح باب الترشح لهم بعد خروجهم من النادي من بابه الخلفي غير مأسوف على فترة عملهم المضطربة، وبعد أن تنفس أعضاء النادي الصعداء هاهم يعودون إلى دائرة القلق والتخوف من عودة من لم يترك النادي بحاله، ولم يقدم له يد العون لاعباً ولا مدرباً ولا عضواً للإدارة أو رئيساً للنادي.
ومن المتعارف عليه إن الذي يتولى دفة الإدارات يبدأ بموشحات التسول وطلب الدعم من القيادة الرياضية والزعم بوجود من يعمل ضدهم لإفشالهم ومن يسعى لمنع الممولين والداعمين والرعاة من التعاون معهم، وإذا كانوا خارج الإدارة سنّوا خناجرهم للطعن بمن يعمل وتقديم التصريحات المعسولة والأحلام الوردية والخطابات الجماهيرية بتحقيق ألقاب مانشستر سيتي في كرة القدم وألقاب الليكرز في كرة السلة، فإذا دخلوا ميدان العمل بدأت الأعذار والتبريرات وشكلوا فرقاً اقتربت من حافة الهبوط رغم صرف المليارات عليها.