رياضة

كشف حساب فرق الدوري الكروي الممتاز (2) … جبلة وصافة لم تسمن ولم تغن من جوع … أزمات عديدة وعجز مالي وضع النادي في مهب الريح

| ناصر النجار

أنهى فريق جبلة الدوري بمركز الوصيف متساوياً مع جاره تشرين بعدد النقاط، لكنه تقدم عليه بفارق الأهداف ولكليهما أربعون نقطة متأخرين عن المتصدر الفتوة بفارق تسع نقاط.

مثل كل الأندية جددت إدارة نادي جبلة فريقها فتعاقدت مع أحد عشر لاعباً بعد أن خسرت تسعة لاعبين، والمشكلة التي ما زال يعاني منها فريق جبلة اعتماده على لاعبي الفرق الأخرى الجاهزين، وهذا يضع الفريق في مواجهة كبيرة مع غول الاحتراف، فاللاعبون القادمون يطالبون الأندية بمبالغ احترافية كبيرة تنوء عن تحملها الكثير من الأندية، لذلك ظهرت هذا الموسم للعيان مشاكل عديدة بين الإدارات واللاعبين, هناك قائمة طويلة من المطالبات نأمل أن تنتهي على خير.

الحلول في هذه القضية هي بالاعتماد على أبناء النادي أكثر من الاعتماد على اللاعبين المحترفين، وبذلك تخف الأعباء المالية على الفريق، ويبني النادي فريقاً للمستقبل قادراً على الدفاع عن ألوانه لعشر سنوات على الأقل.

خسر الفريق مطلع الموسم هدافه محمود البحر وحمزة الكردي إلى فريق الفتوة، وللأسف فقد ضاعا في فريقهما الجديد لدرجة أنهما كانا في الكثير من المباريات على دكة الاحتياط، سلطان سلطان هداف الشوط الثاني وقد ظهر مع جبلة كأفضل لاعب بديل، انتقل إلى حطين فلم يجد له مكاناً، فانتقل في الميركاتو الشتوي إلى الوثبة ولم يظهر أو ينسجم مع الفريق وانتقل الحارس يزن عرابي إلى حطين، وعاد أحمد الأحمد وأحمد حمو إلى فريق أهلي حلب، وعبد الله حمود إلى تشرين وعبد القادر عدي إلى الوحدة وتنقل حميد ميدو بين تشرين والجيش ثم احترف في العراق.

وبالمقابل استرجع النادي لاعبيه أحمد الشمالي ومصطفى الشيخ يوسف من أهلي حلب، وتعاقد مع مؤمن ناجي من الجيش وسعيد برو ومعتصم شوفان من الوثبة ويوسف قلفا من الطليعة والحارس أحمد مدنية من تشرين وعبد الرحمن بركات من الوحدة وكوران خلو من الفتوة وفواز بوادقجي من الأهلي البحريني وهو ابن أهلي حلب، وعلى صعيد اللاعبين المحترفين تعاقد مع المدافع المصري أحمد شمس الدين.

في الميركاتو الشتوي غادره يوسف قلفا إلى تشرين وانتقل أحمد مدنية إلى الفيصلي الأردني وتم فسخ عقد المدافع المصري أحمد شمس الدين، ويقال هناك مشاكل مالية بين اللاعب المصري وإدارة النادي من غير تأكيد إن تمت تسوية الخلاف أم لم يتم ذلك.

على صعيد التدريب بدأ الفريق مع عمار الشمالي ومساعده أيهم الشمالي واستمرا حتى مطلع الإياب ثم انتقلا إلى فريق الفتوة، وقيل الكلام الكثير عن هذا الانتقال وبعضهم لام المدرب وشقيقه ولن ندخل في هذه التفاصيل وما قيل فيها، لكن كل التأويلات لم تكن بمصلحة الشمالي، إدارة النادي تعاقدت مع المدرب الجزائري صابر بن جبرية.

الشمالي درب الفريق في 12 مباراة وحقق 20 نقطة، والجزائري دربه في عشر مباريات وحقق 20 نقطة أيضاً.

جبلة في الدوري لم يحقق الفوز على أهلي حلب وعلى الكرامة وعلى الوثبة وعلى حطين، ولم يتعرض للخسارة أمام الفتوة والكرامة والوثبة.

جبلة لم يخسر إلا في أربع مباريات منها واحدة على أرضه، لكنه غرق في بحر التعادل فابتعد عن المنافسة، والمشكلة أن مركز الوصيف في الدوري لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يؤهل صاحبه إلى أي مشاركة خارجية وهو مركز معنوي للتاريخ والذكريات فقط، وهذه إحدى مساوئ الدوري المحلي عندما يتساوى الوصيف مع الفرق التي نجت من الهبوط!

نتائج مقبولة

أنهى جبلة الذهاب في المركز الثاني متقدماً على حطين بفارق الأهداف، حقق الفوز خمس مرات والتعادل خمس مرات أيضاً والخسارة الوحيدة كانت أمام الجيش بدمشق 1/2 وسجل الهدف عبد الرحمن بركات، وكل من شاهد هذه المباراة قال: لا يستحق جبلة الخسارة قياساً إلى العرض الذي قدمه.

فاز على الطليعة بهدف عبد الإله حفيان من جزاء وعلى الساحل 4/1 وسجل أهدافه عبد الرحمن بركات هدفين ومعتصم شوفان ومدافع الساحل خالد كوجلي بمرماه، وفاز على تشرين بهدف عبد الرحمن بركات وعلى الحرية 3/صفر وسجلها معتصم شوفان وأحمد الشمالي وعمر نعنوع، وفاز على الوحدة بهدفي أحمد حديد ومصطفى الشيخ يوسف.

تعادل صفر/صفر مع الوثبة والفتوة وحطين و1/1 مع الكرامة وسجل هدفه أحمد حديد ومع أهلي حلب 2/2 وسجل هدفيه مؤمن ناجي وعبد الرحمن بركات.

في الإياب حقق الفوز ست مرات، ففازا على الطليعة بهدف عمر نعنوع وعلى الساحل 2/1 وسجل له أحمد الشمالي وأحمد حديد وعلى الجيش بهدفي مصطفى الشيخ يوسف ومحمود مهنا وفاز على الحرية 5/صفر سجل منها مصطفى الشيخ يوسف هدفين ومثله عبد الرحمن بركات وسجل الخامس فواز بوادقجي، وفاز على الوحدة بثلاثية لكوران خلو وجعفر ياسين ومدافع الوحدة يوسف محمد بمرماه تعادل مرتين مع الكرامة والوثبة بلا أهداف وخسر ثلاث مرات أمام أهلي حلب وتشرين وحطين بهدف وحيد.

في المحصلة العامة لعب 22 مباراة فاز في 11 وتعادل سبع مرات وخسر أربع مباريات وسجل 29 هدفاً ودخل مرماه عشرة أهداف وله أربعون نقطة.

تصدر قائمة هدافي الفريق عبد الرحمن بركات بثمانية أهداف، يليه مصطفى الشيخ يوسف بأربعة أهداف، وسجل هدفين كل من: أحمد حديد ومعتصم شوفان وعمر نعنوع وأحمد الشمالي، وسجل هدفاً واحداً كل من: مؤمن ناجي وعبد الإله حفيان وأحمد حديد ومحمود مهنا وفواز بوادقجي وكوران خلو وجعفر ياسين، إضافة لهدفين صديقين من مدافع الساحل خالد كوجلي ومدافع الوحدة يوسف محمد.

على صعيد ركلات الجزاء له ثلاث فسجل عبد الإله حفيان على الطليعة وأضاع عبد الرحمن بركات أمام الحرية والفتوة، وسُجلت عليه ركلة جزاء واحدة.

البطاقات الملونة

بطاقة حمراء واحدة نالها معتصم شوفان باللقاء مع الكرامة في الإياب، وستة عشر لاعباً نالوا 44 بطاقة صفراء، أكثرها لعبد الرحمن بركات بواقع سبع بطاقات ثم أحمد حديد ونال خمس بطاقات، ونال أربع بطاقات كل من: أحمد الشمالي ومعتصم شوفان وكوران خلو وفواز بوادقجي ونال نور علوش وسعيد برو ثلاث بطاقات، ونال بطاقة واحدة كل من: مؤمن ناجي، وحيدر محمد ومصطفى الشيخ يوسف والمصري أحمد شمس الدين وعمر نعنوع وعبد الإله حفيان والمقداد أحمد ومحمود مهنا.

مسابقات أخرى

في مسابقة الكأس فاز بالدور الثاني على عفرين 4/صفر وسجل أهدافه: عمر نعنوع ومصطفى الشيخ يوسف ونور علوش وعلي محمد، وفي دور الـ16 خسر أمام حطين بهدفين نظيفين وخرج من المسابقة.

في الدور الأولمبي شارك في المجموعة الثانية إلى جانب أهلي حلب والحرية وحطين وتشرين والساحل، في الذهاب فاز على حطين 2/1 وعلى الساحل 3/2 وخسر أمام الحرية صفر/1 وأمام أهلي حلب 2/4 وأمام تشرين 1/3، وانسحب من مرحلة الإياب ولم يتابع.

في دوري الشباب جاء جبلة في المجموعة الأولى إلى جانب أهلي حلب وحطين والكرامة والنواعير والشرطة والجزيرة، تعادل مع الجزيرة 1/1 وفاز عليه في الإياب 2/1، خسر أمام أهلي حلب مرتين 1/7 و2/4، فاز على الكرامة 2/1 وخسر 1/3، خسر مع النواعير 1/3 وفاز 3/2، وفاز على الشرطة 3/صفر وتعادل 1/1، فاز على حطين 1/صفر وتعادل 1/1.

احتل المركز الرابع في مجموعته ولعب مباراة واحدة مع تشرين على المركزين السابع والثامن، فتعادلا 1/1 وفاز جبلة 4/2 بركلات الترجيح، فنال المركز السابع.

العقوبات الانضباطية

أكثر العقوبات الانضباطية التي تعرض لها فريق جبلة كانت بسبب خروج الجمهور عن النص في بعض المباريات، وحملت المباراة التي تجمع الفريق مع جاريه الكثير من إشارات الاستفهام حول الحساسية الزائدة بين جماهير الأندية الجارة، كذلك بعض المباريات التي تعثر فيها الفريق على أرضه، فجمهور جبلة لا يحب فريقه إلا فائزاً.

وتصدر جبلة قائمة الفرق الأكثر تعرضاً للغرامات المالية بين كوكبة فرق الدوري، والسبب في ذلك هو مضاعفة العقوبة في حال تكرارها، لذلك كانت قيمة شتم الحكم في مباراة الفريق مع الفتوة 24 مليون ليرة، ورغم فوز جبلة في هذه المباراة بهدف وحيد إلا أن إذا إدارة النادي تكبدت خسائر مالية مقدارها 39 مليون ليرة سورية إضافة إلى إقامة المباراة التالية بلا جمهور، وذلك استناداً لتقريري مراقب وحكم المباراة.

الجميع يدرك محبة جمهور جبلة لفريقه، لكنه بهذا الخروج عن أدب الملاعب من بعض المتعصبين كلّف النادي أموالاً كثيرة، والنادي اليوم كما ذكرنا في أزمة مالية، فكيف سيعوّض الجمهور لفريقه هذه المبالغ؟

على صعيد آخر وبسبب الأزمة المالية انسحب الفريق من الدوري الأولمبي فتعرض لغرامة مالية حسب القانون والمقدرة بخمسة ملايين ليرة سورية.

على صعيد العقوبات الفردية تعرض اللاعب عبد الإله حفيان للتوقيف لمدة عام، تم تخفيضها إلى ست مباريات بالاستئناف، وكانت هناك محاولات جادة لتخفيف العقوبة أكثر، ولكن الغريب أن اللاعب لم يتم إشراكه في أغلب مباريات الإياب رغم نفاد العقوبة، وشارك في بعضها كلاعب بديل، لذلك استغرب المراقبون ذلك مع الإصرار على فك العقوبة!

وعوقب معالج الفريق شادي إبراهيم لمدة عام لشتمه الذات الإلهية، وتعرض مدير الفريق الأولمبي ومساعد المدرب إلى عقوبات التوقيف لشتم الحكم والاعتراض على قراراته إضافة إلى عقوبات فردية مختلفة طالت اللاعبين في فرق الرجال والأولمبي والشباب.

وبلغت مجمل الغرامات المالية المفروضة على فريق جبلة (83.140.000) مليون ليرة سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن