عربي ودولي

أمام تحديات اقتصادية هائلة.. وبعد أن أبعد كل مناصري الفلسطينيين من حزبه بحجة «معادات السامية»! … ستارمر يبدأ «إعادة بناء بريطانيا» بعد فوز ساحق لحزب العمال

| وكالات

أصبح كير ستارمر رئيساً لوزراء بريطانيا بعد فوز حزب العمال بأغلبية المقاعد في مجلس العموم، في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الخميس الماضي، منهياً 14 عاماً من حكم حزب المحافظين.

وفاز حزب العمال بـ410 مقاعد من مجلس العموم، الغرفة الثانية للبرلمان، المكون من 650 مقعداً، في حين حصل حزب المحافظين، أي حزب رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، على 131 مقعداً فقط، وهي أسوأ نتيجة انتخابية له منذ مطلع القرن الـ20، لكن ستارمر، المحامي البريطاني البالغ من العمر 61 عاماً ورئيس النيابة العامة السابق، ليس لديه الكثير من الوقت ليستريح بعد الانتصار الكبير، حيث سيواجه العديد من التحديات، والمواطنون البريطانيون ليس لديهم الكثير من الصبر.

وبدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد في أول يوم له في منصبه أمس السبت العمل على «إعادة بناء بريطانيا» عملاً بخطته، بعد تحقيق حزب العمال فوزاً ساحقاً في الانتخابات طوى صفحة حكم المحافظين التي استمرت 14 عاماً، حسب وكالة «فرانس برس».

وعقد ستارمر أول اجتماع لمجلس الوزراء أمس بحضور أول وزيرة مال بريطانية ريتشل ريفز ووزير الخارجية الجديد ديفيد لامي، وأمضى ستارمر ساعاته الأولى في داونينغ ستريت أول من أمس الجمعة في تعيين فريقه الوزاري، بعد تحقيق حزب العمال، يسار الوسط، فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، وكلّف الملك تشارلز الثالث رسمياً الجمعة ستارمر تشكيل الحكومة في المملكة المتحدة، وقال بعد تكليفه «سنعيد بناء المملكة المتحدة»، وكرّر «مهام» الحكومة الخمس الرئيسة في خطابه، وتعهد بإعادة خدمة الصحة العامة «على قدميها»، وضمان «حدود آمنة» وشوارع أكثر أماناً.

لكن حكومته تواجه تحديات هائلة، بما فيها الركود الاقتصادي، والخدمات العامة المتداعية، والأسر التي تعاني من أزمة تكاليف المعيشة المستمرة منذ سنوات، وأكد ستارمر «لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة، الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملاً شاقاً وصبوراً وحازماً».

ولم تتمكن بريطانيا من التعافي اقتصادياً منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، وبناء إستراتيجية طويلة المدى في تعاونها مع الاتحاد الأوروبي، كما أن أزمة الهجرة لا تزال بعيدة عن الحل، عندما أخفق «داونينغ 10» في توفير الاستجابة الكافية لعدد المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني عبر قناة المانش.

يضاف إلى ذلك اشمئزاز المواطنين وانعدام الثقة تجاه المحافظين، وذلك بعد التغييرات المتكررة لرؤساء الوزراء، والاقتتال الداخلي في الحزب، وقضية إقامة الحفلات في «داونينغ 10» أثناء كورونا، وأيضاً العاصفة الأخيرة التي برزت خلال الحملة الانتخابية عندما راهن أعضاء مجلس الحكومة على موعد إجراء الانتخابات بناء على «معلومات داخلية».

من جانبه، وعد ستارمر بزيادة الإنفاق على نظام الصحة العامة بشكل كبير، وأنه سيفكر في فرض ضريبة الثروة، وسينظر أيضاً في تخفيف القيود التجارية مع الاتحاد الأوروبي وربما وضع اتفاقيات تجارية مستهدفة، وفيما يتعلق بقضية الهجرة، تعهد بإلغاء السياسة المكلفة والمثيرة للجدل والتي بموجبها يتم وضع بعض طالبي اللجوء على متن رحلات جوية باتجاه واحد إلى رواندا.

ورأى مراقبون أن التصويت لمصلحة ستارمر هو أكثر من مجرد تصويت ضد المحافظين، فقسم كبير من الجمهور غير متأكد من مواقفه، وهو يشكل لغزاً بالنسبة لهم، وحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة «بوليتيكو» قبل نحو أسبوع، فإن نحو نصف الناخبين غير متأكدين من سياساته، لقد مر حزب العمال بتحول وعملية مركزة منذ أن قام زعيمه السابق جيريمي كوربين بسحبه نحو أقصى اليسار.

ستارمر، الذي أطاح بجيريمي كوربين من صفوف الحزب، متزوج من فيكتوريا الكسندر اليهودية، قام بإجراء تغييرات جذرية داخل الحزب وابعاد كل مناصري القضية الفلسطينية تحت ما تسمى «معاداة السامية»، لقد اتخذ موقفاً متوازناً فيما يتعلق بالحرب في غزة وفق قوله، ومن المتوقع أن يستمر في ذلك في المستقبل، في الوقت نفسه، يمكن للمرء أن يتوقع أن المعسكر الأكثر تقدمية داخل الحزب سيمارس ضغوطاً متزايدة عليه بعد الانتخابات، للنظر في استمرار إمداد كيان الاحتلال بالأسلحة وكذلك اتخاذ موقف أكثر انتقاداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن