لطي صفحات الفشل..!
| غسان شمه
ليس من السهل أن تنبش في طبقات الألم لتتألم أكثر بسبب وقائع تتراكم باستمرار وتزيد من كآبة الواقع وقتامته في ظل شعور متزايد بعدم الجدوى أمام إصرار البعض على محاولة تجميل يائسة لا يمتلك أياً من عوامل القدرة والتفاصيل التي يمكن أن تسمح له بذلك، فصورة الواقع الكروي باتت أكثر من هاجس ثقيل بإطباقه على روح عشاق الكرة، وربما يمكننا الذهاب أبعد من ذلك بالإشارة إلى واقع الرياضة السورية بشكل ما!
ومع ذلك سنقوم بما يجب أن نقوم به من واجب بأداء دورنا الإعلامي في كل الظروف، وها نحن اليوم أمام صورة جديدة من الفشل بعد مشاركة منتخبنا الشاب في بطولة غرب آسيا، حيث ارتفعت بعض الأصوات مشيدة بالفوز الأول على المنتخب الفلسطيني، وقبلنا ذلك على جناح من الإشارة إلى أخطاء واضحة تحتاج لعمل أكبر، وسرعان ما ظهر أثر تلك الأخطاء بالخسارة القاسية أمام الإماراتي، فلم نسمع أثر صوت لتلك التي سبق أن علت بالضجيج. وجاءت الثالثة حاملة «بشرى» التأهل للدور نصف النهائي بعد الفوز على البحريني، ثم جاءت الخسارة أمام السعودي والخروج من البطولة التي رأى البعض فيها فرصة محتملة لنسج شبكة فرح عنكوبتية لبعض الوقت!
نعم نكتب بألم، وخاصة أن منتخباتنا للفئات العمرية، ومنها الشباب، كانت أفضل مما هي اليوم، مع الإشارة إلى تقارب المستويات الفنية «على وجه العموم» بين منتخبات هذه الفئات بشكل نسبي، وكنا نتوهم بالأفضل بعد ما قُدم لهذا المنتخب وبعد إصرار البعض على مساءلته عن هذه المنتخبات فقط رغم موقعه في اتحاد الكرة. ويزيد الطين بلة، بالنسبة لنا، أن هذه البطولة، وعلى المستوى الفني، ليست بالبطولة القوية قياساً إلى المنتخبات المشاركة، وبعضها متواضع فنياً بشكل واضح، فالمنتخب السعودي تأهل بخمس نقاط وتأهلنا بست!
وفوق ما سبق أثار حضور الحارس «صراف» الكثير من اللغط حول مستواه، وطريقة وسبب اختياره لهذه المهمة، بعد ظهوره بهذا المستوى المتواضع. والطريف سبق هذه المشاركة عندما كان بين لائحة حراس المنتخب الأول، وبالتالي تقديمه على صفحة من الاستحقاق التي سرعان ما تبددت خلال هذه المشاركة باضطرار المدرب لتبديله بآخر.. فكيف حدث ذلك ومن يتحمل المسؤولية؟!
إذاً فقد انكشف الغطاء عن واقع الكرة السورية، وباتت الصورة أكثر وضوحاً بمفردات الفشل على المستويات كافة… فماذا ننتظر وماذا نتأمل؟
حتى كلمة الأمل باتت مثقلة في هذا السياق.