الأولى

أردوغان يواصل تصريحات التقارب مع دمشق ويتعمد تجاهل احتلال قواته للأراضي السورية

| الوطن

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق ما يحلو له من تصريحات بشأن التقارب مع سورية، وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في الماضي، متصدراً بتصريحاته وبشكل شبه يومي عناوين الأخبار، في محاولة منه لخلق أجواء سياسية وإعلامية توحي بوصول مسار التقارب إلى نهايات سياسية إيجابية.

أردوغان الذي تعمد حتى اللحظة عدم الإتيان على ذكر احتلال بلاده للأراضي السورية، ورفض إطلاق أي تصريح يوحي بإمكانية انسحاب قواته من الأراضي السورية المحتلة شمالاً، حاول أمس وضع الكرة السياسية في الملعب السوري بالقول: إن أنقرة بانتظار اتخاذ سورية خطوة لتحسين العلاقات ليتسنى لبلاده أن «تستجيب بالشكل المناسب»!

ووفقاً لجملة التصريحات التي أطلقها أردوغان حتى اللحظة فإن تعمد الأخير تجاهل المطالب السورية الواضحة بخصوص احتلال أراضيها والإعلان علانية عن نية الانسحاب منها والإشارة بالاسم إلى التنظيمات الإرهابية، يعني بالضرورة بأن أنقرة لا تبدو جاهزة لتنفيذ هذه المطالب، رغم تواصل الاتصالات واستمرار التحركات السياسية التي تقودها موسكو وعدد من العواصم العربية.

وكان أردوغان قال وهو على متن الطائرة التي أقلته خلال عودته من ألمانيا إلى تركيا أمس: «سنوجه دعوتنا إلى الرئيس الأسد وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي»، زاعماً أن التحركات السياسية وصلت حتى الآن إلى مرحلة بحيث إنه بمجرد اتخاذ دمشق خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف تبادر أنقرة بالاستجابة بشكل مناسب.

وأشار رئيس الإدارة التركي إلى الدورين الروسي والعراقي في عملية تحريك المسار السوري- التركي، وأوضح أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن لقاء أردوغان مع الرئيس الأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضاً، وأضاف: «نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا»؟ وتابع «سنوجه دعوتنا وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي».

بدورها، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن أردوغان أن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يدرس خيار إجراء اجتماع حول تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في تركيا، وقال رئيس الإدارة التركية: إن «بوتين يدرس خيار عقد اجتماع في تركيا، ولرئيس وزراء العراق أيضاً نهجه الخاص إزاء هذه القضية، نحن نتحدث دائماً عن الوساطة، ولكن لماذا لا يستطيع جيراننا أن يكونوا وسطاء»؟

وحتى اللحظة لم ترد دمشق بشكل رسمي على تصريحات أردوغان الأخيرة، لكن من مصادر متابعة في دمشق كانت كشفت الأربعاء الفائت لـ«الوطن» بأن اتصالات عربية وروسية لا تزال مستمرة لضمان سيادة الأراضي السورية كاملة قبيل أي اجتماع مزمع عقده بين دمشق وأنقرة في بغداد في وقت لم يحدد ولم تنضج ظروفه حتى الآن وفقاً للمصادر، التي قالت: إن هناك اتصالات مستمرة مع موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني بالانسحاب من كامل الأراضي السورية التي يحتلها الجيش التركي ومن لف لفيفه وفق أجندة محددة زمنياً.

وأضاف المصدر: إن هذه ليست شروطاً مسبقة كما يحلو للبعض تسميتها، بل هي قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث في المتبقي من الملفات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن