الديوك يحاولون قلب الطاولة على الفريق الأفضل في يورو 2024 … خبرة ديشان بمواجهة شباب اللاروخا وغياب بعض النجوم … بطل كوبا أميركا يواجه المنتخب الأسهل في مربع الكبار
|خالد عرنوس
اقترب الحسم في كأس أمم أوروبا وكوبا أميركا ولم يتبق سوى عدد ضئيل من المواجهات حيث وصلنا إلى نصف النهائي في كلتا المسابقتين، وعليه فقد اختصرت القائمة كثيراً لتقتصر على أربعة منتخبات في كل واحدة، ففي القارة العجوز ستكون أولى مواجهتي نصف النهائي قمة وديربي بين (لو بلو) الفرنسي و(اللاروخا) الإسباني في إعادة لنهائي 1984 أو في إعادة لنهائي نسخة دوري الأمم الأوروبية وسيكون ملعب أليانز أرينا مسرحاً لهذه الموقعة بداية من العاشرة مساء اليوم، على حين يلتقي غداً في التوقيت ذاته منتخبا أسود إنكلترا الثلاثة مع طواحين هولندا في نصف النهائي الثاني وبالتالي فالفائزان من المباراتين سيتقابلان في نهائي برلين الأحد القادم.
وفي كوبا أميركا يبدو الألبيسيليستي الأرجنتيني حامل اللقب قريباً من خوض النهائي الثاني على التوالي عندما يواجه الضيف الجديد الأحمر الكندي صاحب إحدى مفاجآت البطولة وذلك على ملعب ميتلايف في مدينة إيست روثفورت بولاية نيوجيرسي بداية من الساعة الثالثة فجر الأربعاء، وفي التوقيت ذاته فجر الخميس يلتقي على المقلب الآخر من شبه النهائي منتخبا الأورغواي وكولومبيا.
كلام التاريخ
هي من المواجهات الكبيرة في القارة العجوز تاريخياً على الرغم من أنها لم تكن كذلك قديماً ورغم أنهما تقابلا في نهائي يورو 1984 إلا أنها بقيت من اللقاءات الثانوية بين كبار أوروبا، وفي ظل تتويج الديوك أبطالاً للعالم 1998 ومن يورو 2000 وكذلك اعتلاء اللاروخا لمنصة المونديال 2010 وقبلها وبعدها لمنصة يورو أضحت المواجهة بينهما تصنف على أنها قمة كروية وخاصة أنهما محسوبان على الجيران وكذلك على القسم اللاتيني من القارة الأوروبية، وقد بدأت اللقاءات قبل أكثر من مئة عام (1992) بمباراة ودية في بوردو الفرنسية وانتهت بفوز عريض للإسبان بنتيجة 4/2.
وبقيت اللقاءات في الإطار الودي حتى اجتمعا في نهائي يورو 1984 على ملعب البارك دوبرنس وفاز يومها الفرنسيون بهدفين، الأول من خطأ الحارس أركونادا الشهير إثر ركلة حرة من ميشيل بلاتيني والثاني من بيللون في الدقيقة الأخيرة وكان اللقب الأول للديوك على مستوى الكبار، أما اللقاء الأخير فكان عام 2021 وكان نهائياً على صعيد دوري الأمم الأوروبية وفاز الفرنسيون مجدداً 2/1 بهدفي بنزيمة ومبابي علماً أن الإسبان تقدموا يومها بهدف أويارزابال، وبين النهائيين تقابلا في 36 مباراة بين الودي والرسمي والتفوق إسباني بواقع 16 فوزاً مقابل 13 لفرنسا وتعادلا 7 مرات والأهداف 64/39.
ومنها 10 مواجهات في الإطار الرسمي وهنا الغلبة للديوك بـ6 انتصارات مقابل فوزين للاروخا وتعادلا مرتين والأهداف على هذا الصعيد 16/10، وتواجها 4 مرات في نهائيات أوروبا لعل أشهرها نهائي 1984 وفاز الفرنسيون كذلك 2/1 في ربع نهائي 2000 وتعادلا 1/1 في نسخة 1996 بالدور الأول والفوز الوحيد للاروخا كان في ربع نهائي 2012 بهدفين نظيفين، وجمعتهما مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم انتهت كذلك للديوك 3/1 في دور الـ16 لمونديال 2006.
مواجهة كبرى
واليوم يتجدد اللقاء في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين حيث تأتي في الخطوة قبل الأخيرة من اللقب الأوروبي الرابع للإسبان والثالث للفرنسيين وللمرة الأولى في هذا الدور وبنظرة سريعة تبدو الكفة متوازية بين الفريقين الكبيرين مع أفضلية نسبية للاعبي الماتادور الذين قدموا حتى الآن مستويات ثابتة مرفقة بالنتائج والأداء، وقد حافظ المدرب لويس ديلا فوينتي في تجربته الأولى في البطولات الكبيرة على طريقة اللعب التي تعود الإسبان على تقديمها خلال عقد ونصف ماضية من حيث الاستحواذ والسيطرة والتمرير السريع والقصير والاعتماد على خنق الفريق الخصم من خلال الضغط عليه في ملعبه ومن ثم محاولة خلق الفرص من خلال الكرات البينية الطولية والعرضية.
وبالمقابل لم يقدم الفريق الفرنسي العروض المنتظرة إلا أنه تجنب الهزيمة ويكفي وصوله إلى دور الأربعة كي نقول إن اللاعبين أدوا ما عليهم حتى الآن، وما زال الفرنسيون ينتظرون من نجومهم الأفضل وخاصة أن مدربهم ديديه ديشان (أقدم مدرب في البطولة) يعرف ما يريد ولديه من الأدوات ما يلزم وقد نجح حتى الآن من الناحية الدفاعية حيث لم يتلق سوى هدف يتيم من علامة الجزاء في حين وعلى الرغم من القوة الهجومية الضاربة إلا أنه لم يسجل الكثير من الأهداف.
وتجاوز اللاروخا الإسباني الدور الأول برصيد كامل بعد انتصاراته على كرواتيا 3/صفر وإيطاليا بهدف وألبانيا بهدف، وفي الدور الثاني تلقى الهدف الأول لكنه ردّ على الجورجي بالأربعة وفي ربع النهائي تخطا المحطة الأقسى بالفوز على المانشافت 2/1، وسجل الفريق 11 هدفاً مقابل هدفين بمرماه، وبالمقابل فاز الإيكيب الفرنسي على النمسا بهدف وتعادل مع هولندا سلباً ثم تعادل مع بولندا 1/1، وفي الدور الثاني تخطا جاره البلجيكي بهدف قبل أن يتجاوز البرتغالي بركلات الترجيح 5/3 بعد التعادل السلبي، وبالمجمل لم يسجل سوى 3 أهداف وتلقى هدفاً يتيماً.
نجوم
إذاً نحن أمام فريقين يتمتعان بكل ما يلزم للفوز والوصول إلى النهائي سواء دفاعياً أم هجومياً، فمن ناحيته تألق اللاعبون الإسبان وخاصة الجناحين لامين يامال ونيكولاس ويليامز وكذلك في الوسط فابيان رويز وداني أولمو ورودري ميرينو وفي الدفاع لو نورماند وكوكوريلا وكارفاخال وإيمريك لابورت ولا ننسى الآخرين أمثال: موراتا وتوريس وغريمالدو وناتشو وزوبيماندي، ومن وراء هؤلاء جميعاً الحارس أوناي سيمون، وقد يزعج غياب كارفاخال ولو نورماند الفريق وخاصة أنهما يشكلان نصف خط الدفاع وبالتأكيد فإن غياب بيدري مؤثر لكن ديلا فوينتي تخطا هذه العقبة أمام المانشافت.
وعلى الضفة المقابلة هناك الأكثر خبرة بداية من نغولو كانتي والعائد من الإيقاف أدريان رابيو وغريزمان وكليان مبابي ويولويس كوندي وديمبلي وثيو هيرنانديز، إضافة إلى الشباب أوباميكانو وماركوس تورام وكولو مواني وتشواميني وكامافينغا ساليبا وحارس المرمى مانيان، ويخوض ديشان المباراة بصفوف كاملة حيث الخيارات أمامه مفتوحة أكثر رغم أنه لم يشرك سوى 18 لاعباً حتى الآن على حين استعان منافسه بـ25 لاعباً.
حكاية نصف النهائي
أخفق المنتخب السويسري ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى بتاريخ البطولة ووحده من بين منتخبات ربع النهائي الذي لم يسبق له فعل ذلك ليبقى العدد على حاله، فقد سبق لثمانية عشر منتخباً الظهور في دور الأربعة منذ النسخة الأولى التي اقتصرت نهائياتها على أربعة منتخبات وبقي هذا الأمر قائماً حتى النسخة الخامسة عام 1976، ويتقدم المانشافت الألماني الركب حيث حضر في 8 نسخ مقابل 6 مرات لكل من الإيطالي ومثله الاتحاد السوفييتي الذي حضر في 5 مناسبات أيام الاتحاد إضافة لمرة تحت اسم روسيا المستقلة، و5 مرات للإسباني والفرنسي والبرتغالي و4 مرات لهولندا وتشيكيا أو تشيكوسلوفاكيا السابقة ومثلها للدانمارك، و3 مرات ليوغسلافيا وإنكلترا، ومرتان للمجر وبلجيكا ومرة واحدة لكل من اليونان وتركيا وويلز والسويد.
ولم يلعب دور نصف النهائي بالشكل المعهود في نسخة 1980 ذلك أن الاتحاد الأوروبي أقر إقامة النهائي بين بطلي المجموعتين مباشرة، وقد احتاجت 14 مباراة إلى الأوقات الإضافية فحسم منها 6 مباريات بالتمديد ومنها فوز اليونان على تشيكيا بالهدف الذهبي عام 2004، ووصلت 7 مباريات إلى ركلات الترجيح وحسمت مباراة واحدة بالقرعة بين إيطاليا والاتحاد السوفييتي في 1968 عندما لم يكن معمولاً بركلات الترجيح.
وغابت الأهداف عن 4 مباريات على حين كانت النتيجة الأعلى 3/صفر وتكررت ثلاث مرات، الاتحاد السوفييتي على تشيكوسلوفاكيا في 1960 والاتحاد السوفييتي على الدانمارك 1964 وإسبانيا على روسيا 2008، أما المباراة الأغزر فانتهت بفوز يوغسلافيا على فرنسا بنتيجة 5/4 في النسخة الأولى.
التانغو والفرصة المتجددة
في أميركا سيكون المنتخب الأرجنتيني أو راقصو التانغو على موعد مع خوض نهائي كوبا أميركا للمرة السابعة في تاريخه عندما يواجه نظيره الكندي في نصف النهائي وهو اللقاء الذي تكرر في هذه النسخة على اعتبار أنهما تقابلا في مستهل مشوارهما في البطولة وفاز الألبيسيليستي يومها بهدفين، واستطاع رفاق ميسي مواصلة المشوار فأنهى الدور الأول بالعلامة الكاملة بالفوز على تشيلي بهدف وعلى بيرو 2/صفر إلا أنه احتاج لركلات الترجيح ليتجاوز إكوادور في ربع النهائي، على حين تلقى الأحمر الكندي الهزيمة بصدر رحب ذلك أنها المشاركة الأولى في البطولة ففاز على بيرو بهدف وتعادل مع تشيلي صفر/صفر ثم تخطا الفنزويلي بركلات الترجيح عقب التعادل 1/1.
والطريف أن المنتخب الأرجنتيني تأهل إلى النهائي مرتين متتاليتين في كل مرة فتوج عامي 1991 و1993 ثم خسر 2004 و2007 ثم خسر نسختي 2015 و2016، وهاهو توج في النسخة الماضية وهو مرشح للاحتفاظ بلقبه، في حين يسعى الكندي لرد الدين مع إقرار لاعبيه ومدربه جيسي مارش بصعوبة المهمة إلا أنهم قدموا مباراة جيدة أمام راقصي التانغو في الدور الأول، ويعد صمود الفريق أمام كتيبة البطل بقيادة المدرب سكالوني بطولة بحد ذاتها وهو ما يطمح إليه جوناثان ديفيد وألفونسو ديفيد وسايل لارين وهؤلاء أشهر لاعبي الفريق الذي يعتبر هذه المشاركة استعداداً مثالياً قبل استضافة مونديال 2026.
يذكر أن المنتخب الأرجنتيني خاض نصف النهائي في 8 مناسبات سابقة فخسر أمام الأورغواي صفر/1 في نسخة 1987، وفاز على كولومبيا بركلات الترجيح 6/5 عام 1993 بعد التعادل 1/1، وفاز على كولومبيا 3/صفر في نسخة 2004 وعلى المكسيك 3/صفر في نسخة 2007، وسحق الباراغواي 6/1 في نسخة 2015 وكذلك الولايات المتحدة 4/صفر في نسخة 2016، وخسر أمام البرازيل صفر/2 في نسخة 2019.