عربي ودولي

رئيس «الشاباك» يزور مصر وقطر لمناقشة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار … «هآرتس»: رفض الصفقة بمنزلة إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل

| وكالات

حذر اللواء في احتياط جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك من مخاطر رفض إبرام صفقة مع حماس واستمرار القتال في قطاع غزة، وتالياً الشمال، مجدداً تأكيده أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها من الحرب، بالتزامن مع ذلك توجه رئيس «الشاباك»، رونين بار، أمس الإثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة ومن ثم سيتجه غداً الأربعاء إلى قطر لمناقشة صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وفي مقال كتبه في صحيفة «هآرتس» حذّر بريك، من تبعات رفض رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس والمقاومة في غزة، مشبّهاً تأثير ذلك بتأثير «قنبلة نووية أُسقطت على إسرائيل، لكن من دون أثر إشعاعي، وأكد بريك أن «هذه الأيام حرجة»، مشدداً على أن رفض الصفقة هذه المرة أيضاً سيؤدي إلى «فقدان إسرائيل الأسرى إلى الأبد، وكونها على شفا حرب إقليمية ستكلّف خسائر فادحة».

وأضاف بريك إن الجيش الإسرائيلي يواصل القتال في قطاع غزة، ويتوغّل «مراراً وتكراراً، وبلا هدف»، موضحاً على الرغم من أن الجيش ينجح في تدمير العقارات فوق الأرض، فإنّه «لا يستطيع إيقاف حماس، التي توجد بالتأكيد في مدينة الأنفاق، وعادت إلى حجمها قبل الحرب، وانضمّ إليها فتيان وشبان»، إزاء ذلك، أقرّ اللواء في الاحتياط بأن «إسرائيل لن تتمكّن من هزيمة حماس، بل عليها الاعتراف بأنها سبق أن هُزمت»، مضيفاً إنه «لا يمكنها تحقيق أي من أهدافها من الحرب».

وبعد مرور 9 أشهر من الحرب على قطاع غزة، أكد بريك أن استمرار القتال لن يُسهم في شيء من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق النصر، بل على العكس من ذلك، حيث ستكون هزيمة إسرائيل أكثر إيلاماً، وفي حين أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكّن من هزيمة حماس، فإنّه «بالتأكيد لا يستطيع هزيمة حزب الله، المسلّح بـ150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرة مسيّرة»، وفقاً لما أضافه بريك في مقاله، وفي هذا السياق أردف قائلاً: «لا يفهم قادتنا ما هي الكارثة التي يمكن أن يجلبها هجوم على لبنان».

ومع كلّ ذلك، فإن المستوى السياسي «المهلوس»، كما وصفه بريك، «يستفزّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد هزيمته في المواجهة مع دونالد ترامب»، خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعتهما، في وقت «تحتاج فيه إسرائيل إلى الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى».

ونقل بريك، الذي كان مفوّض شكاوى الجنود لدى الحكومة الإسرائيلية سابقاً رسالةً تلقاها من جندي في كتيبة هندسة قتالية، كان قد خدم في الاحتياط مدة 8 أشهر، وهي رسالة «تخبر الكثير عن حالة الجيش (المزرية)، ومن بين ما أكده الجندي لبريك هو أن المقاومين «يعودون عبر الأنفاق تحت محور نتساريم، كما لو أنّنا لسنا هناك»، مضيفاً: «نحن لا نزعجهم بأي شكل من الأشكال»، وتحدّث أيضاً عن «خدعة يمارسها الجيش حول عدد من يقتلهم من حماس»، وتساءل: «كيف يعقل أن الجيش قتل 300 منهم في مناورة، كما أفاد هو، إذا لم نرَ عدواً بأعيننا، كتيبة مظليين تقاتل بجانبنا أيضاً؟».

كذلك، قال الجندي نفسه إن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في كتيبته كان «مثيراً للإعجاب»، قبل الـ7 من تشرين الأول الماضي، لكن ذلك انخفض بشكل كبير جداً عند دخول غزة.

وحذر بريك أيضاً من أن استمرار الحرب في قطاع غزة، يؤدي إلى استمرار القتال في الشمال مع حزب الله، «لا يأتي بأي حل، بل يفتّت جيش إسرائيل واقتصادها وعلاقاتها الدولية ومنعتها عاجلاً أو آجلاً وقد يؤدي استمرار القتال أيضاً إلى حرب إقليمية، ستخرّب إسرائيل».

وحمّل اللواء في الاحتياط «الفرسان الثلاثة (اسم رواية فرنسية تاريخية) المغامرين، بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهرتسي هليفي، وأذنابهم في المستويين السياسي والعسكري»، مسؤولية ذلك، وفي هذا الإطار، أوضح أن الحرب تُعدُّ «ضمانتهم الوحيدة لاستمرارهم في مناصبهم»، وأضاف: «في اعتباراتهم غير السليمة، فإنّهم يتركون الأسرى لحتفهم، ويرسلون مقاتلينا ليُقتلوا عبثاً».

وختم بريك مقاله في «هآرتس»، مشدداً على «ضرورة إنهاء القتال في قطاع غزة فوراً، وهذا سيؤدي أيضاً إلى وقف حزب اللـه لنيرانه، وسيمكّن من إعادة الأسرى من خلال اتفاق».

على خطٍّ موازٍ، توجه رئيس «الشاباك»، رونين بار، أمس الإثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك لمناقشة صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت: إن رئيس «الشاباك»، سيلتقي مسؤولين رفيعي المستوى في مصر، ليناقش معهم عدة قضايا، من بينها السيطرة على معبر رفح وبناء عائق تحت الأرض بين قطاع غزة ومصر لـ«منع التهريب».

وبعد ذلك، سيتوجه رئيس «الشاباك» إلى قطر، غداً الأربعاء، حيث سيعقد «لقاءات عمل» مع كبار المسؤولين في الدوحة، من بينهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ويليام بيرنز.

وسبق أن أفادت تقارير أميركية بأن بيرنز، سيتوجه إلى العاصمة القطرية، للمشاركة في محادثاتٍ حول صفقة الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسيحضر الاجتماع أيضاً كلّ من رئيس الوزراء القطري، ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، ديفيد بارنياع، ورئيس الاستخبارات العامة المصرية عباس كامل.

يأتي ذلك في وقتٍ أعربت مصادر مشاركة في المفاوضات من جهاز «الموساد» الإسرائيلي عن «أمل كبير» في إمكانية التوصّل إلى صفقة تعيد الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، حسبما نقلته عنها «القناة 12» الإسرائيلية.

وفي السياق نفسه، أوردت «القناة 13» الإسرائيلية، أن المؤسسة الأمنية في «إسرائيل» تقدّر أن «ثمة فرصةً ذهبيةً الآن للتوصل إلى اتفاق»، وأنّ الجهات الأمنية «توصي القيادة السياسية باغتنامها»، لكن في الوقت نفسه، نقلت صحيفة «هآرتس»، عن مصدر أجنبي لم تسمّه، قوله إن إسرائيل قدّمت مطالب جديدة قد تؤدي إلى عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإطالة أمدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن