عربي ودولي

فنزويلا وكولومبيا رحبتا بفوز «الجبهة الشعبية» في الانتخابات التشريعية الفرنسية … دوائر الاحتلال ترصد التبعات.. وليبرمان: صعود اليسار صعود لكراهية إسرائيل

| وكالات

بعد الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية وتصدر ائتلاف الأحزاب اليسارية «الجبهة الشعبية الجديدة»، رحبت كل من فنزويلا وكولومبيا، إضافة إلى الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، بهذه النتائج التي تسببت بقلق كبير في كيان الاحتلال على اعتبار أن إسرائيل ستخسر أحد أكبر داعميها لمصلحة القضية الفلسطينية.

وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية فوز ائتلاف الأحزاب اليسارية «الجبهة الشعبية الجديدة» بالانتخابات البرلمانية في فرنسا بحصوله على 182 مقعداً في البرلمان، وحسب البيانات النهائية التي نشرتها الوزارة، حلّ تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون «معاً» في المركز الثاني بحصوله على 168 مقعداً، بينما حلّ حزب «التجمع الوطني» الذي يمثل أقصى اليمين بزعامة مارين لوبن ورئاسة جوردان بارديلا في المركز الثالث بحصوله على 143، تلاه الحزب الجمهوري بـ45 مقعداً. أما بقية الأحزاب المشاركة في الانتخابات فحصلت في المجموع على 39 مقعداً، ولم يحصل أي حزب أو تحالف على الأغلبية المطلقة وهي 289 مقعداً من أصل 577 عدد أعضاء البرلمان الفرنسي.

وتسببت هذه النتائج بقلق كبير في كيان الاحتلال، وقال الوزير السابق في حكومة الاحتلال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان: إن «صعود اليسار في فرنسا يعني صعود كراهية إسرائيل ومعاداة السامية في العالم»، حسب موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني، الذي أشار إلى أن ليبرمان دعا اليهود الموجودين في فرنسا للهجرة باتجاه كيان الاحتلال على الرغم من الفرار الجماعي الذي يشهده الكيان على خلفية الحرب المستمرة منذ 9 أشهر، جاء ذلك بعد إعلان زعيم حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون الذي فاز ائتلافه بأكبر كتلة في البرلمان أنه سيعترف بدولة فلسطين في غضون أسبوعين.

وترصد الدوائر السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية تبعات نتائج الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن وضع لا يتمتع فيه الرئيس إيمانويل ماكرون بأغلبية في البرلمان، وليس من الواضح كيف يمكنه الاستمرار في إدارة البلاد، ما سيترك تداعيات على العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية، في ضوء شبكة المصالح بينهما، وتبدي المحافل السياسية الإسرائيلية تقديرها بأن ماكرون في ولايته الثانية سيكون في موقف ضعيف نسبياً على المسرح الدولي، ما سيؤثر في سياسته الخارجية، بلفت الانتباه للقضايا الداخلية، ومن المشكوك أن يرغب باستثمار كثير من الجهد في الشرق الأوسط، لأنه يود تجنب الاحتكاك مع الحركات التي تعززت بعد الانتخابات، ولديها اتجاه معاد ونقدي لإسرائيل، ما يجعل التحسن الملحوظ في علاقاتهما غير مرجح على المدى القصير.

ورغم أن ماكرون إحدى أكثر الجهات المؤيدة لكيان الاحتلال في المنظومة السياسية الفرنسية اليوم، لكن ضعفه الداخلي والخارجي سيخلق ظروفاً غير مناسبة لذلك، بالتزامن مع دخول الأخير فترة من عدم اليقين السياسي، وسط توقعات بحل «الكنيست»، والتحضيرات لانتخابات مبكرة خامسة، ما سيجعل مستقبل العلاقات مع فرنسا يتأخر في أولوياتها.. في المقابل، تقدّمت جمهورية فنزويلا البوليفارية بالتهنئة للشعب الفرنسي، «بعد يوم الانتخابات الناجح في السابع من تموز الجاري كما هنأت كاراكاس «الجبهة الشعبية الجديدة، التي حققت انتصاراً استثنائياً»، وهو ما اعتبرته فنزويلا «رسالة قوية للعالم بأن وحدة اليسار والتقدمية هي البديل الوحيد الصالح في مواجهة التهديدات الكبرى للإنسانية، والتي تمثلها النيوليبرالية والفاشية العالمية اليوم»، من جهته بارك الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، «الانتصار التاريخي» للجبهة الشعبية في الانتخابات البرلمانية في فرنسا، مرسلاً للشعب الفرنسي «عناقاً بوليفارياً كبيراً من فنزويلا».

في السياق، علّق الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، على فوز اليسار في فرنسا، بالقول إنها «ثورة عالمية من أجل الحياة، الإنسانية قامت بردة الفعل في أتعس لحظات الإنسانية»، وأضاف: إن «الجبهة الشعبية اليسارية في فرنسا جاهزة كي تحكم»، كذلك، حيّا الرئيس البوليفي السابق، إيفو موراليس، فوز الجبهة الشعبية، الذي اعتبره «مثالاً عظيماً على أن وحدة القوى الشعبية قادرة على التغلب على أي عقبة».

في الغضون، أفاد تلفزيون «بي إف إم» الفرنسي بأن رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال استقال بعد يوم من خسارة ائتلاف ماكرون في الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة، لكن الرئيس شكره على جهوده، وطلب منه الاستمرار في مهامه، وذكرت القناة التلفزيونية نقلاً عن الإدارة الرئاسية أن «ماكرون طلب من أتال البقاء في منصب رئيس الوزراء في الوقت الحالي من أجل ضمان الاستقرار في البلاد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن