دبلوماسية مكوكية تشهدها تسوية الأزمة الأوكرانية.. مودي وصل إلى روسيا ويلتقي بوتين اليوم … شي لأوروبان: على المجتمع الدولي تهيئة الأجواء لحوار مباشر بين موسكو وكييف
| وكالات
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوروبان، الذي وصف زيارته إلى بكين بأنها «مهمة سلام» المجتمع الدولي، إلى العمل على تهيئة الظروف وتقديم الدعم لاستئناف الحوار المباشر والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، جاء ذلك في وقت وصل فيه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أمس الإثنين إلى موسكو في زيارة تستمر يومين يجري الجانب الرسمي منها اليوم الثلاثاء.
وحسب وكالة أنباء الصين الرسمية «شينخوا»، التقى الرئيس الصيني رئيس الوزراء الهنغاري في بكين أمس الإثنين، حيث قام الجانبان بتبادل معمق لوجهات النظر حول أزمة أوكرانيا، في حين أطلع أوروبان شي على زيارتيه الأخيرتين إلى أوكرانيا وروسيا، بينما أعرب الرئيس شي عن التقدير لجهود أوروبان في تعزيز التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا، واستعرض آراء الصين ومقترحاتها ذات الصلة.
وأكد الرئيس شي أن الوقف المبكر لإطلاق النار والتسوية السياسية أمران يصبان في مصلحة جميع الأطراف، وقال: إن الأولوية هي تهدئة الوضع من خلال الالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم تأجيج الوضع من أي طرف.
ودعا شي المجتمع الدولي إلى إيجاد الظروف وتقديم الدعم لاستئناف الحوار المباشر والمفاوضات بين الجانبين، وأضاف: «فقط إذا ضخت جميع الدول طاقة إيجابية وليست سلبية، فإنه يمكن لهذا الصراع أن يشهد وقفاً لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن»، مردفاً بالقول: «ما برحت الصين تدفع بنشاط محادثات السلام بطريقتها الخاصة وتشجع وتدعم كل الجهود المفضية إلى التسوية السلمية للأزمة»، مشيراً إلى أن ثمة اتساقاً بين الصين وهنغاريا من حيث المقترحات الأساسية واتجاه الجهود، وأن الصين مستعدة للبقاء على اتصال مع بودابست وجميع الأطراف المعنية.
ووصل رئيس الوزراء الهنغاري إلى بكين في زيارة وصفها بـ«مهمة سلام»، بعد جولة على كييف وموسكو، ويجري أوروبان هذه الزيارة غير المعلنة مسبقاً، بعد زيارة لموسكو يوم الجمعة الماضي أثارت جدلاً، وبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا، كما جاءت الزيارة قبل يوم واحد من عقد قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيسه، حيث من المقرر أن تهيمن الانتكاسات في أوكرانيا على المناقشات.
وكتب أوروبان الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وبقي قريباً من الكرملين، على منصة «إكس» عند وصوله في وقت مبكر أمس إلى مطار بكين: «مهمة سلام»، من دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى.
وسبق أن أجرى أوروبان وشي محادثات خاصة في أيار الماضي خلال زيارة دولة للرئيس الصيني إلى هنغاريا، وأثنى شي في هذه المناسبة على «شراكة إستراتيجية» مثالية داخل الاتحاد الأوروبي، داعياً هنغاريا إلى لعب «دور أكبر» في «تطوير» العلاقات بين بكين وبروكسل.
بدوره، نقل تلفزيون الصين المركزي عن أوروبان قوله خلال لقائه الرئيس شي: «الصين دولة كبرى رئيسة وقادرة على إيجاد ظروف للسلام بين روسيا وأوكرانيا، لذلك جئت للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين بعد شهرين فقط من زيارته الرسمية إلى بودابست».
من جهتها كتبت صحيفة «بينباي» الصينية نقلاً عن مصادر دبلوماسية إن زيارة أوروبان إلى الصين كانت غير متوقعة وبالغة الأهمية.
في الأثناء، أكد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤيد عن «قناعة تامة» تقديم الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل ينهي الأزمة الأوكرانية، وقال في تصريحات للصحفيين حسب موقع «روسيا اليوم»: «أنتم تعلمون إن الرئيس بوتين يفضل هذه الجهود بخصوص النزاع الأوكراني، وبالطبع نحن لم نرفض أبداً التفاوض، بل على العكس من ذلك، نحن أيدنا المفاوضات بخصوص أوكرانيا وبمشاركة الأطراف المعنية كافة».
وفي سياق متصل، أكد بيسكوف أن بوتين لم يحمل رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوروبان أي رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن أو إلى دول «ناتو» والمشاركين في قمة الحلف التي ستعقد في واشنطن قريباً، وأضاف: «كلا، إن السيد أوروبان يعمل بناء على مبادرة جادة قائمة على أساس مصادر أولية لموازنة مواقف مختلف الأطراف، ونحن نقدر عالياً- كما أعرب الرئيس بوتين عن تقديره البالغ- لهذه الجهود التي يبذلها السيد أوروبان».
ويتوجه أوروبان إلى العاصمة الأميركية واشنطن لحضور قمة «ناتو» وفي جعبته خلاصة جولته الدولية التي قام بها في إطار «مهمة السلام» في أوكرانيا، وقبل موسكو زار أوروبان كييف يوم الثلاثاء الماضي، حيث اقترح على فلاديمير زيلينسكي وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع روسيا، إلا أن الأخير رفض المبادرة.
في الأثناء، ومع الدبلوماسية المكوكية التي تجري في إطار تسوية الأزمة الأوكرانية، وصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس الإثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وزيارة مودي هي الأولى إلى روسيا منذ خمس سنوات، كما أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الجزء غير الرسمي من الزيارة بدأ مساء، في حين قال النائب الأول لوزير الخارجية الهندي فيناي كواترا في وقت سابق: إن مودي سيحضر عشاء خاصاً مع بوتين في المساء، ومن المقرر أن تجرى المحادثات الرسمية ظهر اليوم الثلاثاء، وكذلك إجراء محادثة خاصة وحوار على شكل إفطار رسمي.
وقبيل توجهه إلى روسيا، أكد رئيس الوزراء الهندي في بيان صدر عن مكتبه أمس الإثنين، أن «الشراكة الإستراتيجية الخاصة والمتميزة بين الهند وروسيا شهدت تقدماً على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والأمن والتجارة والاستثمار والصحة والتعليم والثقافة والسياحة والتبادلات الشعبية».
وقال: «أتطلع إلى مراجعة جوانب التعاون الثنائي كافة مع صديقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية»، وتابع: «نسعى إلى القيام بدور داعم لمنطقة سلمية ومستقرة، كما ستوفر لي هذه الزيارة فرصة للقاء الجالية الهندية النابضة بالحياة في روسيا».
وأول من أمس الأحد، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الغرب يراقب عن كثب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى روسيا، ومن غير المستغرب أن يولي أهمية كبيرة لها.
في سياق منفصل، كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تفاصيل تعرض طيار روسي وعائلته لمحاولة «إغراء» من جانب القوات الأوكرانية، لاختطاف القاذفة الإستراتيجية الروسية «تو-22 إم3»، وقال الطيار، في حديث له أذاعته قناة «روسيا-1»: إن القوات الأوكرانية قدمت له وثائق بولندية وحساباً مصرفياً لعائلته، ووفقاً له كان من المزمع أن تتوجه عائلته إلى تركيا، ومن هناك إلى مولدوفا ثم أوكرانيا.
وتابع: «وفقاً لخططها، كان من المفترض أن تذهب عائلتي إلى تركيا، حيث كان من المفترض أن يقابلها رجال من الاستخبارات الأوكرانية، ثم لسبب ما إلى مولدوفا ثم أوكرانيا، رغم أننا كنا نتحدث عن أوروبا فيما قبل»، وأضاف الطيار: «لقد بدا كل شيء غير قابل للتصديق، لكن ليس هذا هو المغزى، كانوا سيسرقون الطائرة للاحتفاظ بها»، ونشرت القناة الوثائق الإيطالية والبولندية، بما في ذلك جوازات السفر المخصصة للطيار وعائلته.