الاحتلال التركي يرخي قبضته الأمنية على مناطق هيمنته بريف حلب … مسيّرات الجيش تفتك بمسلحي «النصرة» و«أنصار التوحيد».. ووحداته تتصدى لهجوم داعشي في البشري

| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد أحمد خبازي

شنت مسيّرات الجيش العربي السوري الانتحارية هجمات طالت مواقع تابعة لتظيمي «جبهة النصرة» و«أنصار التوحيد» الإرهابيين في مناطق متفرقة من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وحماة، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم، في حين تصدى الجيش لهجوم عنيف شنته خلايا من تنظيم داعش الإرهابي، على نقاط له في منطقة البشري ببادية دير الزور الغربية وقضى على العديد من الدواعش.

في الغضون، وفي اليوم الثامن من المواجهات التي شهدتها مناطق هيمنة الاحتلال التركي بأرياف حلب مع متظاهرين ضد الاعتداءات التي تمارس بحق سوريين في ولايات تركية، واحتجاجاً على أنباء التقارب السوري- التركي، أرخت قوات الاحتلال التركي قبضتها الأمنية التي فرضتها لضبط الاحتجاجات ضدها وللحيلولة دون تجددها.

وأفادت مصادر ميدانية في «خفض التصعيد» أن طائرات الجيش العربي السوري الانتحارية نفذت أمس عدة هجمات، طالت نقاط تمركز «النصرة» في محور بلدة سان بريف إدلب الشرقي، وتمكنت من قتل وجرح إرهابيين، على خلفية استهداف التنظيم الإرهابي نقاط الجيش السوري في مدينة سراقب في اليوم السابق.

وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري ضرب عبر طائراته المسيّرة الانتحارية أهدافاً لمسلحي «النصرة» قرب بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي المتاخم لريف حلب الغربي، ودمرت تحصينات بمن فيها من إرهابيين.

وأشارت إلى أن ضربات طائرات الجيش السوري الانتحارية، لم تستثن مواقع مسلحي تنظيم «أنصار التوحيد» الإرهابي في محور جورين بريف الغاب شمال محافظة حماة، عقب تبادل القصف المدفعي بين الإرهابيين ووحدات الجيش في المنطقة، حيث سقط عدد من الإرهابيين.

من جهته بيّن مصدر ميداني آخر لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في محيط العنكاوي والقاهرة بسهل الغاب الشمالي الغربي.

وحسب المصدر استهدفت الوحدات العسكرية العاملة بريف إدلب بنحو 5 طائرات قتالية مسيّرة، تحركات ومواقع لمسلحي «النصرة» وحلفائه في محيط معارة النعسان وسان بريف إدلب الشمالي الشرقي، وبالمدفعية الثقيلة نقاط ارتكازهم في أطراف كنصفرة وبينين والحلوبة بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح المصدر أن استهدافات الجيش كبدت الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد، وأنها جاءت كرد على تصعيد مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة» اعتداءاتها على نقاط للجيش بمحوري جورين بسهل الغاب والجرادة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بقذائف صاروخية ورشقات من رشاشات ثقيلة اقتصرت أضرارها على الماديات.

وفي البادية الشرقية، أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات العسكرية المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تصدت أمس لهجوم عنيف شنته خلايا من تنظيم داعش على نقاط لها في منطقة البشري ببادية دير الزور الغربية.

وأوضح أن الوحدات العسكرية المشتركة خاضت اشتباكات ضارية مع الدواعش لنحو ساعتين واستطاعت امتصاص الهجوم والقضاء على العديد من الدواعش وإصابة آخرين إصابات بالغة، فيما فر الناجون باتجاه عمق البادية على متن دراجات نارية.

ولفت المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، لاحق فلول الإرهابيين واستهدف بعدة غارات مواقع للدواعش في عمق جبل العمور ببادية حمص الشرقية.

وفي منطقة سيطرة الاحتلال التركي بعفرين، التي يسميها «غصن الزيتون» وفي المنطقة التي تدعى «درع الفرات» في الباب وجرابلس شمال شرق حلب، وكذلك في المنطقة التي تدعى «نبع السلام» برأس العين شمال غرب الحسكة، ذكرت مصادر محلية أن خدمة الإنترنت عادت إلى العمل بعد انقطاع استمر منذ انطلاقة المظاهرات مطلع الشهر الجاري، وهو ما عدته المصادر نوعاً من تخفيف القيود على سكان تلك المناطق، إثر فرض مجموعة إجراءات عقابية من السلطات التركية، منها قطع الاتصالات والإنترنت وشن حملة اعتقالات لمناوئي الاحتلال التركي وإدارة أردوغان ممن شاركوا في المظاهرات وعمدوا إلى النيل من «هيبة» الاحتلال والعلم التركي، وخصوصاً في مدينتي عفرين وإعزاز.

وأوضحت مصادر لـ«الوطن» أن السلطات التركية، افتتحت جميع المعابر المغلقة، التي تصل الأراضي التركية بمناطق نفوذ الاحتلال التركي وميليشياته التي يسميها «الجيش الوطني».

وأشارت إلى أنه بعد افتتاح معبر باب الهوى بين تركيا وشمال إدلب، حيث يسيطر «النصرة»، وإثر افتتاح معبري الراعي وجرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي ومعبري تل بلوط والغزاوية، التي تربط إدلب بعفرين وريف حلب الغربي، جرى أمس افتتاح معبر الحمران شمال عفرين وبوابة السلامة شمال إعزاز بريف حلب الشمالي، وذلك كنوع من التخفيف على حركة تنقل البضائع والأفراد، ولفتت إلى أن بوابة السلامة ما زالت حتى مساء أمس مغلقة أمام عبور الأفراد.