من دفتر الوطن

الولاء العاطفي

| عبد الفتاح العوض

في أدبيات فن الإقناع تتم مخاطبة الإنسان.. إما بعقله أو بعواطفه أو بغرائزه أو بمصلحته.

أكثر الناس يظنون أن مخاطبة العقل أجدى وأكثر نفعاً.. وفي هذا شك كبير.. لكن إن خاطبت العقل ونجحت في الإقناع فإن ذلك أكثر دواماً واستقراراً.

أما أسرع الطرق للإقناع فهي تنوس بين الغرائز والمشاعر، لكن مشكلتها أنها متقلبة وغير دائمة.. بقي الحديث عن مخاطبة المصالح، فهنا غالباً ما يكون التأثير مضموناً، وكتب السياسة لديها نصيحة دائماً.. خاطب الناس بمصالحهم فإن لم تجد فبعواطفهم.

هذه المقدمة للحديث عن طريقة وأسلوب خطاب المرشحين لمجلس الشعب لناخبيهم..

بماذا يخاطبون الشعب؟ وعلى ماذا يعتمدون في إقناعهم؟

أولى الخطوات أن تقنع الناس بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهذا يحتاج إلى جهد حقيقي، وفي الأوضاع المعيشية الحالية فإن عملية الإقناع بالذهاب إلى صناديق الاقتراع ليست سهلة.

وهذه ليست مسؤولية المرشحين فحسب، بل المسؤولية الأكبر على الآلة الإعلامية الوطنية التي من واجبها أن تشعر المواطن أنه مسؤول عن اختياراته.

عندما لا تشارك فهذا تخلٍّ عن دور وواجب، وعندما تختار الشخص غير المناسب فلا يمكنك في القريب أن تتحدث عن مجلس شعب بلا فاعلية، لأن ذلك هو صناعة قرارك.

أما عن المرشحين فمن الواضح أن الحملات الانتخابية تظهر أنه لا جديد يذكر حتى في طرق إعداد الشعارات أو في البيانات أو حتى التعريف بالنفس.

الشيء الذي أريد أن أختم به أن الناس منحازة لمن يشبهها في طريقة التفكير وفي أسلوب الحياة، لكن المشكلة عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع يختارون بدوافع أخرى مختلفة عمن يشبههم معظم الأحيان بلا قناعة عقلية ولا دافع مصلحة حقيقية بقدر ما يندرج تحت عنوان الولاء العاطفي.

أقوال:

– «الحقيقة ليست كافية للإقناع»

-«عندما يكون جميع الناس من رأيي، أشعر أنني ارتكبت خطأً».

ملاحظة أولى:

في كتاب «كيف تجعل الناس يفعلون الأشياء» التأكيد على حاجة الناس للشعور بالانتماء.

طرح على الأشخاص السؤال نفسه بطريقتين مختلفتين: «ما مدى أهمية التصويت في انتخابات الغد؟»، و«ما مدى أهمية أن تكون ناخباً في انتخابات الغد؟»، أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تمت مخاطبتهم على أنهم «ناخبون» كانوا أكثر اهتماماً بالإدلاء بأصواتهم.

ملاحظة ثانية:

زيارات المرشحين المتنافسين لبعضهم ليست خطوة صحيحة.. الانتخابات تنافس والروح الرياضية تأتي بعد ظهور النتائج، وقتها من لم تحالفه «الأصوات» يهنئ من قلبه من نجح.

أما قبل النتائج فلا تعط صورة جيدة عن الانتخابات بحد ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن