روسيا والهند أكدتا في القمة المشتركة ضرورة حل الأزمة الأوكرانية عبر الحوار … بوتين: علاقاتنا تحمل طابعاً استراتيجياً مميزاً .. مودي: ذات أهمية كبيرة بالنسبة للعالم أجمع

وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال المحادثات الرسمية مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي أمس، العلاقات بين موسكو ونيودلهي، بأنّ لها طابعاً استراتيجياً مميزاً، مشيراً إلى أن البلدين تربطهما علاقات صداقة، وأنّ التبادل التجاري بينهما زاد بنسبة 60 بالمئة خلال العام الماضي، على حين أكد مودي استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة يمكن أن تسهم بتحقيق السلام في أوكرانيا.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال المحادثات الرسمية: «يتميز بلدانا بصداقة طويلة الأمد، وعلاقات جيدة تطورت على مدى عقود، ونحن نحتفل هذا العام بمرور 77 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية. واليوم تتميز علاقاتنا بطابع شراكة استراتيجية خاصة».

ولفت بوتين إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بنسبة 20 بالمئة في الربع الأول من عام 2024.

وأكد بوتين أن روسيا والهند تتعاونان بشكل وثيق على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة ومجموعة «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون.

بدوره، أكّد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أنّ التعاون الهندي الروسي يضمن الاستقرار في سوق الطاقة العالمية، مشدّداً على استعداد بلاده لتقديم أيّ مساعدة يمكن أن تسهم بتحقيق السلام في أوكرانيا.

ونقلت «روسيا اليوم» عن مودي قوله: «التعاون بين روسيا والهند في مجال الوقود والطاقة ساعد في الحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وأشكر الرئيس الروسي على التعاون في مجال الأسمدة وهو ما ساعد في الحد من ارتفاع التضخم في الهند».

وفي السياق أكدت روسيا والهند بشدة في البيان المشترك الصادر عقب القمة السنوية الروسية الهندية الثانية والعشرين على ضرورة التوصل لحل سلمي للصراع الدائر حول أوكرانيا دبلوماسياً وبمشاركة جميع الأطراف، كما أعربتا عن دعمهما لجهود الوساطة، حسب «روسيا اليوم».

وشددت موسكو ونيودلهي في البيان على «الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سلمي للصراع حول أوكرانيا من خلال الحوار والدبلوماسية، وبمشاركة الجانبين».

كما رحبت روسيا والهند بـ«المقترحات الخاصة بالوساطة والمساعي الحميدة» الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع، وفقاً للقانون الدولي وعلى أساس ميثاق الأمم المتحدة.

وبشأن الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة، دعا الطرفان حسب ما نقلت وكالة «تاس» عن البيان إلى التنفيذ الفاعل للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720، فضلاً عن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وبصورة آمنة ومن دون عوائق إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة.

ودعا الطرفان أيضاً إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن.

وأكد الطرفان من جديد دعمهما لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة والتزامهما الثابت بمبدأ حل الدولتين.

إلى ذلك قلّد بوتين في الكرملين مودي، وسام «القديس أندراوس» أرفع أوسمة الدولة الروسية وأقدمها، بموجب مرسوم خاص أصدره عام 2019.

ونقلت «روسيا اليوم» عن بوتين قوله خلال حفل التكريم: «إن تقليد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وسام القديس أندريه، والذي يقلد للشخصيات الحكومية والمسؤولين البارزين في الدول الأجنبية لقاء خدماتهم الفذّة. نقدمه اليوم في الكرملين في احتفال مهيب».

وأضاف بوتين في كلمته مخاطباً مودي: «الصديق العزيز، إن تقليدكم هذا الوسام تقديراً لإسهاماتكم في مجال التعاون والتفاهم بين شعبينا، حيث تقفون دائماً إلى جانب مد الجسور منذ كنتم وزيراً للخارجية، وقد ساهمتم دائماً في أن تحمل العلاقات بين البلدين طابعاً استراتيجياً متميزاً».

وتابع: «بفضلكم تم تنفيذ الكثير من المشاريع في مجالات الاقتصاد والطاقة والفضاء».

وأكد بوتين لمودي «دعمكم لحماية الحقوق الدولية وبناء عالم متعدد الأقطاب والحفاظ على الأمن الدولي والإقليمي، ونحن نتعاون معكم في مجموعة «بريكس» وفي «منظمة شنغهاي للتعاون». أهنئكم بهذا الوسام الروسي وأتمنى لكم النجاح».

من جهته عبّر رئيس الوزراء مودي في كلمته عن «امتنانه وشكره على هذا الشرف الرفيع بتقليده هذا الوسام»، وقال: «إنه شرف تقليد للشعب الهندي واعتراف بالعلاقات الوطيدة بين شعبينا».

وأشار مودي إلى أنه خلال السنوات الـ25 الأخيرة تعزّزت العلاقات بين روسيا والهند في شتى المجالات، قائلاً: إن «كل حقبة تحمل مراحل جديدة وإنجازات جديدة نطوّرها في إطار العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، وقد قمتم، فخامة الرئيس بوتين، بتعزيز هذه العلاقات، المبنية على الشراكة بين الشعبين التي تمنح الأمل في المستقبل لمواطني البلدين، لتصبح أساسا لهذا المستقبل».

وأضاف مودي: «لقد قمنا (أمس) بتبني قرارات جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون في شتى المجالات، فعلاقاتنا مهمّة للغاية ليس فقط بالنسبة لبلدينا، وإنما ذات أهمية كبيرة بالنسبة للعالم أجمع».

وأردف: «في إطار التطورات الحالية فإن الشراكة بين الهند وروسيا تكتسب أهمية كبيرة، ونحن نسعى لبذل مزيد من الجهود لتحقيق الأمن والسلام حول العالم».

واختتم مودي كلمته: «نيابة عن مليار و400 مليون مواطن هندي أتقدم بالشكر والامتنان لكم وللشعب الروسي».