واشنطن تسعى إلى وقف الحرب على غزة خشيةً من معركة مفتوحة في الجبهة الشمالية … موقع بريطاني: الولايات المتحدة تدفع أثمان دعمها لإسرائيل
| وكالات
تسعى الدبلوماسية الأميركية في ظل عجز حكومة الاحتلال عن خوض معركة في الشمال الفلسطيني مع المقاومة في لبنان، للوصول إلى اتفاق يوقف الحرب بعد فشلها بالمحاولات المتعددة لفصل الجبهة عند الحدود اللبنانية-الفلسطينية، عن الحرب القائمة في غزة، في حين رأى موقع «ذا ميدل إيست مونيتور» البريطاني أن واشنطن تدفع أثمان افتعالها التوترات العسكرية في العالم دعماً لإسرائيل حيث إن دعمها لكيان الاحتلال أتى بنتائج سلبية مباشرة على الاقتصاد الأميركي.
وتطرق الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في حديث للصحفيين إلى التوتر على الحدود الشمالية قائلاً: «هناك فرصة أكبر لأن نتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله، إذا نجحنا في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، فنحن مستمرون في العمل على محادثات وقف النار».
ويأتي كلام ميلر بعد المحاولات الأميركية الحثيثة، التي سعى إليها الموفد الأميركي للشرق الأوسط، آموس هوكستين، لفصل الجبهة اللبنانية عن الفلسطينية، ومحاولة التوصل إلى «اتفاق» بين إسرائيل ولبنان، على تهدئة الجبهة عند الحدود اللبنانية-الفلسطينية جنوب لبنان.
في سياق متصل، أفادت الخارجية الأميركية بأن «مُساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، تجري زيارةً ستشمل الإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، وإسرائيل، والضفة الغربية، وإيطاليا في الفترة من 8 إلى 14 تموز الجاري», وحسب البيان، ستلتقي ليف مع المسؤولين، «لبحث الجهود الدبلوماسية المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمين الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية في كل أنحاء غزة»، كما ستجري أيضاً المزيد من المباحثات حول «فترة ما بعد الصراع، بطريقة تبني السلام والأمن الدائمين»، كما ذكر البيان.
ومن بيروت أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين الشهر الماضي أن الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتّلة في غاية الخطورة، مُتحدثاً عن مواصلة السعي لوقف التصعيد تفادياً لتوسيع الحرب، ومحاولة حصر المعالجة بالحلول الدبلوماسية، التي اعتبر أنها «من مصلحة الجميع».
وأشار هوكستين إلى أن وقف إطلاق النّار في غزة «ينهي الحرب ويفتح المجال للحلول الدبلوماسية، وهذا قد يضع أيضاً حداً للنّزاع على طول الخط الأزرق»، مؤكداً أن التّهدئة على الحدود «ستسمح بعودة السكان إلى جنوب لبنان».
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الاتهامات لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم دعم غير مشروط للاحتلال الإسرائيلي يجعل الأميركيين شركاء أساسيين في الجرائم والمجازر الإسرائيلية في غزة ولبنان، وداعمين أساسيين لاستمرار الحرب.
ونشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالاً لمدير مركز «هاجوب كيفوركيان» لدراسات الشرق الأدنى، وأستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، الكاتب محمد بزي، أشار فيه إلى أنه «منذ طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الماضي، أظهر الرئيس الأميركي جو بايدن دعماً شبه مطلق لإسرائيل وقادتها»، وأوضح أن «إدارة بايدن أرسلت المئات من شحنات الأسلحة التي مكّنت الجيش الإسرائيلي من مواصلة حربه الوحشية على غزة»، كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «لمنع قرارات متعددة تطالب بوقف إطلاق النار، وقوّضت شرعية كل من محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، بسبب انتقاداتهما للإجراءات الإسرائيلية».
وحسب مقال «الغارديان»، «كان بايدن على استعداد لتدمير واجهة النظام الدولي القائم على القواعد لحماية إسرائيل والحكومة المتطرفة لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو».
كما اعتبر المقال أن «بايدن وإدارته وقعا في نوع من التفكير السحري، فهما يطالبان نتنياهو وحكومته بوقف حرب وحشية، مع الاستمرار في توفير الأسلحة، والغطاء السياسي الذي يمكّن إسرائيل من إطالة أمد إراقة الدماء».
ومع دعمها المتواصل لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق أهالي غزة المحاصرين واستعدادها لمساندة كيان الاحتلال الإسرائيلي بافتعال توترات عسكرية وسياسية حول العالم خدمة لهذا الهدف على غرار ما فعلت في البحر الأحمر، رأى موقع «ذا ميدل إيست مونيتور» البريطاني أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة استحقاقات دفع أثمان سياساتها هذه في تلك البقعة الحساسة على مستوى العالم والتي تؤثر بشكل حاسم في التجارة العالمية بعد ارتفاع أسعار الحاويات البحرية بشكل هائل.
وأفاد الموقع بأن عسكرة أميركا للبحر الأحمر وشنها اعتداءات على اليمن دعماً لكيان الاحتلال الإسرائيلي أتيا بنتائج سلبية مباشرة على الاقتصاد الأميركي، حيث ارتفعت أسعار الحاويات بسبب تحويل السفن مساراتها عبر البحر الأحمر بنسبة 120 بالمئة خلال الأشهر الستة الماضية وزاد سعر مؤشر الحاوية بحجم 40 قدماً أو ما يعادل 12.2 متراً على سبيل المثال إلى 5868 دولاراً مطلع هذا الشهر بزيادة قدرها 120 بالمئة في ستة أشهر، كما ارتفع مؤشر الحاويات العالمي وفقاً للموقع بنسبة 10 بالمئة في الأسبوع الماضي وبنسبة تعادل 298 بالمئة مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، وهو تغيير وصفه خبراء بأنه «هائل».
كما كشف مؤشر الحاويات العالمي «دبليو سي آي» أن الحاويات التي يبلغ طولها 40 قدماً على طريق شنغهاي في الصين إلى لوس أنجلوس- نيويورك في الولايات المتحدة قفز مؤشرها بنسبة 137 بالمئة إلى 9158 دولاراً في الأشهر الستة الماضية، في حين قفز بنسبة 174 بالمئة إلى 7472 دولاراً على طريق شنغهاي إلى لوس أنجلوس.
وأشار الموقع إلى أن استمرار التوترات في البحر الأحمر على خلفية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل أدى أيضاً إلى تعطل سلاسل التوريد المرتبطة بصناعة الكيميائيات، كما أثرت أزمة تعطل الشحن تأثيراً رئيساً في أوروبا وآسيا، وتجاوزت أسعار الحاويات السقف بالفعل فوصلت أسعار الحاويات التي يبلغ طولها 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا إلى 8764 دولاراً وفقاً لمؤشر «فرايتوس بولتيك» اليومي الذي يقيس تحركات أسعار الحاويات ذات الـ40 قدماً في 12 ممراً بحرياً رئيساً حول العالم.