ثقافة وفن

الخطأ في الكوميديا قاتل إما تضحك الجمهور وإما يكرهك … أيمن عبد السلام لـ«الوطن»: «دانيال» شخصية غريبة لها أبعادها النفسية

| مايا سلامي

يلفت الأنظار النجم السوري أيمن عبد السلام بأدائه المتفرد في المسلسل التركي المعرب «لعبة حب» الذي يطل فيه بشخصية كوميدية مركبة، استطاع أن يرسو بها على بر الأمان بأدائه العفوي والمتقن وأدواته التمثيلية التي طوعها بكل ذكاء ليجسد دور «دانيال» مصور الفوتوغراف المغرور الذي تماهى معه لأبعد الحدود بحركاته ونبرة صوته وأزيائه المميزة، فنجح في إيصاله إلى قلوب المشاهدين بكل خفة وبراعة.

لم تقلق أيمن هذه التجربة المحفوفة بالمغامرة التي كسر فيها المألوف وسار بدرب لا رجعة فيه إما بالنجاح وإما بالفشل، فالكوميديا لا تقبل حلولاً وسطى وهذا رهان لا يقبل فيه إلا فنان متمرس واثق من قدراته ونفسه، فأثبت من جديد أنه موهبة لامعة استحق مكانته على سلم النجومية الذي اعتلاه درجة درجة بأدوار محسوبة ومدروسة.

وفي حوار خاص له مع «الوطن» كشف لنا المزيد من التفاصيل عن مشاركته في «لعبة حب»:

• في البداية حدثنا عن تجربتك في مسلسل «لعبة حب» من خلال شخصية دانيال وكيف تلقيت أصداءها؟

مساحة شخصيتي في هذا العمل كانت أفضل من التجارب السابقة في المسلسلات المعربة، و«دانيال» شخصية غريبة لها أبعادها النفسية، وفيها جنون وإنسان مغامر يجمع خليطاً من الصفات المتناقضة كالخوف والشجاعة في آن واحد، ولا يمكن إصدار أحكام مسبقة عليه، وأنا سعيد بالأصداء وأحببت ردود أفعال الناس التي حققها «الدالي».

• هل تطلبت منك هذه الشخصية جهوداً إضافية لكونها من الشخصيات الكوميدية المركبة؟ وهل كنت تتوقع لها هذا النجاح؟

بالتأكيد كان هناك جهد كبير في التعامل مع هذه الشخصية من أجل تبسيطها لتكون حية وقريبة من الجمهور حتى يتقبلها ويحبها، وفي البداية كنت متخوفاً منها قليلاً لأن الكوميديا مهنتي وكما يطلق علي أهل الوسط «كوميديان» لكن لم يسبق أن سلط الضوء علي في هذا المجال كما حدث اليوم مع شخصية «دانيال».

• بعد اطلاعك على النص والعمل الأصلي هل التزمت بكاركتر الشخصية التركي أم إنك حاولت الخروج عنه بإضافة بصمتك الخاصة بلغة الجسد ونبرة الصوت، وهل ابتكرت تلك الحركات بنفسك أم كانت عفوية من وحي الحالة والمشهد؟

في أي عمل فني من الصعب الالتزام بكاركتر قدم سابقاً فكيف إذا كان كوميدياً سيحتاج بالتأكيد أن يضيف الفنان شيئاً من روحه عليه، كما أن النكتة التي تضحك المجتمع العربي قد لا تضحك الأتراك أو المجتمع الغربي مثلاً، لذلك من الطبيعي أن يكون هناك زيادات واجتهادات.

• اليوم الكثير من الفنانين يخشون الكوميديا ويعتبرونها مخاطرة كبيرة، هل تجد تجربتك هذه كانت محفوفة بالمغامرة؟

بالتأكيد هذه التجربة كانت مغامرة كبيرة لأنها تقدم لشريحة مختلفة وواسعة من المشاهدين، وهناك خطة تسويق مدروسة، والخطأ في الكوميديا قاتل فإما تضحك الجمهور وإما سيكرهك لذلك الأمر كان محفوفاً بالمخاطر.

• شكلت مع النجمة شكران مرتجى ثنائية خفيفة الظل وناجحة لفتت الأنظار إليها، حدثنا عن هذه الثنائية وكواليس المشاهد التي جمعتكما.

شكران فنانة مهمة وصاحبة تاريخ بالدراما وجميع الناس يحبونها وكنت محظوظاً بشراكتي معها لأنها بخبرتها ترفع من مستوى أي مشهد، وهي شخصية طيبة مجتهدة، ذكية، قوية، ومحبوبة، وغيرها الكثير من الصفات الجميلة التي لا تحصى بسبب تراكمات عملها في مهنة التمثيل.

• ما أبرز النقاط المشتركة التي تلتقي بها شخصيتك الواقعية بشخصية دانيال؟

ليس هناك تشابهات كثيرة لكن ربما نلتقي في الضحك والأكل فقط لا غير.

• برأيك ما الذي يميز «لعبة حب» عن أقرانه من المسلسلات المعربة؟

البساطة والكوميديا كانا عنصرين مهمين ومميزين لمسلسل «لعبة حب».

• يعتبر هذا العمل مشاركتك الثانية في المسلسلات التركية المعربة، من خلال تجربتك فيها ما رأيك في هذه الأعمال وهل ترى أنها غدت طبقاً رئيسياً في قائمة المسلسلات العربية؟

طبق رئيس نعم، لكن من الممكن في السنوات القادمة أن تظهر موجة جديدة تنافس هذا النوع أو الصنف من الأعمال وذلك يعتبر أمراً صحياً في سوق الدراما.

• إلى جانب «لعبة حب» تطل أيضاً في سلسلة «مغتربون» التي تعرض عبر منصة على الفيسبوك، حدثنا عن مشاركتك فيها وما الذي جذبك إليها؟

تجربة من نوع وفلك آخر عبر منصة مميزة يقدم العاملون فيها مضموناً ثقافياً وسورياً في الوقت نفسه، وفيه جرأة ومصداقية بالطرح، وكل هذه الأشياء مغرية لأي ممثل شاب.

• كيف تصف أعمال المنصات وهل تأخذ حقها في الانتشار؟

ما يعجبني في هذه الأعمال أنها تحقق الحضور والمنافسة، وكلما كبر سوقهانرتقي بعملنا الدرامي بصورة أكبر، فأصبح من الضروري أن تدخل الدراما العربية سوق المنافسة الأجنبي والعالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن