اقتصاد

مبادرة فتح حسابات مصرفية في المنازل.. تفتح الأعين على خطوات أخرى … فضلية لـ«الوطن»: مبادرة تحترم المواطن ويمكن تعميمها.. وفكرة مطروحة لإحداث مصارف متنقلة

| جلنار العلي

لاقى خبر إطلاق فرع المصرف التجاري السوري في مبادرة تسهيل فتح الحسابات المصرفية للحالات الإنسانية الذين لا يستطيعون القدوم إلى المصرف عن طريق تكليف مجموعة من الموظفين بالذهاب إلى المنازل لأداء هذا الغرض، ردود فعل إيجابية لدى الكثير من المتابعين، وانهالت التعليقات حول مدى إمكانية تعميم هذه التجربة لتسهيل العمليات المصرفية على مستوى بقية المحافظات وبقية المصارف أيضاً.

هذه التعليقات دفعت «الوطن» لطرح تساؤلات عديدة عن إمكانية تطبيق ذلك، والتوسع بالتسهيلات المصرفية أيضاً لتصل إلى إحداث صرّافات متنقلة في المدن والأرياف للتخفيف من أعباء الذهاب إلى الصرافات الثابتة التي تكون بأغلب الأحوال إما معطّلة أو خالية من النقود.

الخبير المصرفي الدكتور عابد فضلية، أشاد في البداية بالمبادرة التي أطلقها فرع المصرف التجاري في طرطوس، لكونها تسهل عملية فتح الحسابات المصرفية وتحترم المواطن وتسجل نقاطاً إيجابية في نشاط المصرف، لذا يمكن المطالبة بتعميم هذه التجربة على بقية المحافظات والمصارف، على الأقل العامة منها.

وحول موضوع المصارف المتنقلة، بيّن فضلية في تصريح لـ«الوطن» أن هذه الفكرة مطروحة في السابق، ليس على مستوى فتح الحسابات فقط، وإنما لاحقاً لصرف مستحقات أصحاب هذه الحسابات أيضاً، وخاصة في الأرياف حيث يقترب المصرف عن طريق سيارة متنقلة من الناس كي يسهل أمورهم، معتبراً أن هذه الفكرة ستصبح ضرورية خلال الأسابيع القادمة مع اقتراب انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التي حددها مصرف سورية المركزي أمام المواطنين لفتح حسابات مصرفية لتسريع ذلك ولتسهيل دفع محتوى هذه الحسابات إلى أصحابها عند بدء عملية توزيع الدعم النقدي للمواطنين.

وفي سياق متصل، أشار فضلية إلى أن التشريعات النافذة أوجبت وجود صرافات متنقلة على عربات أو سيارات لتتنقل في المناطق البعيدة عن مراكز المدن أو فروع المصارف، ليكون وجود الصراف المتنقل محدد بعدد ساعات معينة في كل منطقة، مؤكداً أن تطبيق هذه العملية ليس صعباً أو معقداً، لكنه يحتاج إلى الكثير من التجهيزات والبنى التحتية، وهو مكلف ومربك وخاصة إن تم تطبيقها على نطاق واسع وعلى مستوى كل المصارف.

وأضاف: «على مستوى محافظة دمشق، فإنها مجهزة نسبياً بالصرافات لكنها قليلة من حيث العدد، وجزء كبير منها معطل منذ بداية الحرب، كالصرافات الموجودة على سور كلية الهندسة المدنية في منطقة البرامكة مثلاً، فيمكن أن يتم فك تلك الصرافات وإصلاحها ووضعها على تلك العربات، لتصل إلى الزبائن أينما وجدوا، كما يمكن تخفيف الأعباء على أبناء المدن نفسها من خلال زيادة فعالية خدمة الصرافات العاملة من خلال تركيب أنفيرترات وبطاريات على كل غرفة صراف لتعمل هذه الصرافات على مدار الساعة، وأن يتم تغذيتها بالنقود أكثر من مرتين يومياً».

وعلى مستوى الأرياف البعيدة الخالية من الصرافات الثابتة، فأكد فضلية ضرورة توزيع الصرافات المتنقلة عليها كخطوة جيدة وفعالة تزيد خدمات ونشاط العمل المصرفي، معتبراً أن هذه الخطوة تحتاج إلى طرح عدة تساؤلات قبل البدء بها، من قبيل: هل يوجد عدد صرافات كاف للقيام بها؟ وما أوقات عمل السيارات والشاحنات الصغيرة التي تحمل الصرافات؟ وهل لتلك المصارف القدرة الفنية والمالية كي تنجز مثل هذه الخدمات بسرعة؟ وهل هناك تجاوب سريع من إدارات المصارف بقدر أهمية هذه الخطوة؟ لافتاً إلى أهمية أن تسهم مصارف القطاع الخاص بهذه العملية، إما من خلال التشارك بين بعضها البعض أو التشارك مع المصارف العامة، حيث يمكن تقديم هذه الخدمة بشكل مشترك، أو أن يقوم كل مصرف بتغطية منطقة معينة لتخديم زبائن المصارف الأخرى الموجودين في هذه المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن