صناعي يهرب نحاس في براد أدوية!! … عضو غرفة صناعة لـ«الوطن»: يتم تهريب مواد مسموح استيرادها تهرباً من المنصة
| عبد الهادي شباط
كشف مصدر في الجمارك العامة لـ«الوطن» عن ضبط كميات كبيرة مهربة من مادة النحاس، يقدر وزنها بحدود 5 أطنان من النحاس ضبطت في أحد البرادات القادمة من بيروت إلى دمشق، محملاً بالأدوية.
وأفاد المصدر بأن الناقل استغل نقل هذه الأدوية وقام بتصميم (مخبأ) سري في مقدمة جسم البراد على عمق نحو متر وارتفاع البراد، حيث تم تخبئة مادة النحاس المهربة بداخله، إضافة إلى بعض الإبر ومواد التجميل المهربة.
وأوضح المصدر أن قيمة القضية لم تحدد بعد بانتظار الانتهاء من الكشف وتقييمها، لكن بعض المطلعين على القضية قدر أن غراماتها تتجاوز ملياري ليرة، وربما تصل إلى حدود 3 مليارات ليرة، علماً أن بعض العاملين في الجمارك أوضح لـ«الوطن» أن البراد القادم من بيروت تمت مداهمته بعد وصوله دمشق من إحدى المفارز الجمركية بناء على (إخبارية).
وأشار المصدر إلى أنه وفي الاعترافات الأولية بالتحقيق مع السائق أوضح أنه المسؤول عن تهريب المادة مقابل أجر مالي عرضه عليه صاحب مادة النحاس وهو صناعي وتاجر بدمشق، وأن الهدف من مادة النحاس هو استخدامها لتصنيع معدات القهوة والأراكيل وغيرها، مشيراً إلى أن الشركة الناقلة (مالكة البراد) تعمل حالياً بالمبادرة للمصالحة على القضية.
وبعيداً عن كل هذه التفاصيل والحيثيات سألت «الوطن» أحد أعضاء غرفة صناعة دمشق عن سبب تهريب هذه الكمية من النحاس رغم السماح باستيرادها وفق ما أكده مصدر في المديرية العامة للجمارك وعضو غرفة الصناعة، الذي قدر أن السبب الأساس وراء اللجوء للتهريب هو الهروب من مسألة التمويل عبر المنصة، حيث تحتاج عملية التمويل عبر المنصة لأكثر من 6 أشهر وعادة ما يرفع التمويل عبر المنصة تكاليف الاستيراد إلى أكثر من 30 بالمئة وتصل في بعض الحالات لحدود 50 بالمئة، وخاصة في الحالات التي يلجأ فيها المستورد لطلب التمويل من شخص آخر مقابل عمولة يتفق عليها، ما يدفع العديد من الصناعيين والتجار للذهاب إلى مثل هذا الخيار، إما لعدم توافر التمويل الكافي وإما لعدم تعطيل رأس المال لفترة طويلة، وبالتالي خسارة دوران رأس المال بسبب تأخر التمويل من خلال المنصة لأشهر وخسارة جزء من القيمة الفعلية لرأس المال بفعل حالات التضخم التي تحدث على سعر الصرف.
وبيّن أن النحاس (المادة الأولية) تدخل بكميات كبيرة لحاجتها في الكثير من الصناعات وخاصة صناعة الكابلات بشكل أساسي، إضافة إلى بعض الصناعات الهندسية والديكورات والأواني.
ورأى أن ما يحصل من تهريب مادة النحاس مشـابه لما يحصل من تهريب لألواح الطاقة (اللواقط الشمسية) رغم السماح باستيرادها وتخفيض الرسوم الجمركية.