حماس طالبت المجتمع الدولي بتدخل فوري لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى … المقاومة توقع قتلى في صفوف الاحتلال وتخوض اشتباكات ضارية في غزة

أوقعت المقاومة الفلسطينية أمس الأربعاء قوة إسرائيلية بكمين محكم في تل الهوى في مدينة غزة، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال، بالتزامن مع اشتباكات في محاور قتال أخرى في القطاع، في حين طالبت حركة حماس المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى وتشكيل لجان أممية لدخول معتقلاته، والتحقيق في انتهاكاته ومحاسبة مرتكبيها.

وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذها كميناً محكماً في حي تل الهوى في مدينة غزة، موضحة أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة بعد تفجير عبوتين مضادتين للأفراد «تلفزيونية» فور وصول هذه القوة إلى مقتلة الكمين، وأضافت إنها أوقعت الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، ورصدت القسّام هبوط عددٍ من طائرات الاحتلال المروحية لإخلاء أفراد القوة.

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أكدت بدورها تفجيرها 3 آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات أرضية مزروعة مسبقاً في حي تل الهوى، واستهدفت أيضاً تحشيدات قوات الاحتلال بقذائف «الهاون»، محققةً إصابات مباشرة، كذلك استهدفت تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في محيط منطقة المنطار في حي الشجاعية بقذائف «الهاون».

بدورها، نشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد من استهدافها غرف «القيادة والسيطرة» للاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم» بصاروخين من نوع «107» وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، في حين أكدت كتائب المقاومة الوطنية- قوات الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، دكها قوات الاحتلال المتوغلة قرب برج الصالح ودوار الأصيل في حي تل الهوى بقذائف «الهاون».

وأكد مراسل الميادين أن المقاومة تواصل اشتباكاتها العنيفة في حي الشجاعية وفي منطقة الصناعة والجامعات في مدينة غزة، حيث تشاغل قوات الاحتلال في «نتساريم»، وأضاف إن مواجهات أخرى تخوضها المقاومة الفلسطينية في رفح، حيث تتصدى أيضاً لقوات الاحتلال في تل السلطان والشابورة وبلدة الشوكة.

وبالتزامن مع اشتباكات وعمليات المقاومة، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع 4 جرحى في صفوف جيش الاحتلال بعبوة ناسفة في قطاع غزة، مبيّنةً أن 2 من الجنود في حالة حرجة جداً، وتحدث مراسل «الميادين»، عن هبوط طائرات إنقاذ مروحية إسرائيلية في تل الهوى و«نتساريم»، حسبما أكدت مصادر ميدانية.

في غضون ذلك، طالبت حركة حماس المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى وتشكيل لجان أممية لدخول معتقلاته، والتحقيق في انتهاكاته ومحاسبة مرتكبيها.

وقالت حماس في بيان أمس: إن الشهادات المروعة التي يدلي بها الأسرى المفرج عنهم وما يبدو على أجسادهم من آثار لممارسات وحشية، والحالة التي ظهر عليها الأسيران المفرج عنهما مؤخراً، الصحفي معاذ عمارنة والرياضي معزز عبيات، تؤكد حجم الانتهاكات الخطيرة والجرائم الشنيعة التي ترتكب في المعتقلات، مبيّنة أن ما ذكره عبيات عن مشاركة الإرهابي «بن غفير» في عمليات التعذيب الوحشية بنفسه يؤكد مستوى فاشية سلطات الاحتلال.

وأضافت حماس: إن ما يتعرض له الأسرى فاق بأضعاف كل الوحشية التي تعرض لها المعتقلون في سجني «غوانتانامو وأبو غريب» في انتهاك لكل القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل إسناد الأسرى حتى تحريرهم وكسر قيود الاحتلال المجرم عنهم وعن الأرض والمقدسات.

من جانبه، طالب المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات جادة وعملية لوقف حرب الإبادة ولجم الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة انتهاكاته الفاضحة للقانون الإنساني والدولي ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وأوضح رئيس المجلس روحي فتوح في بيان أمس نقلته وكالة «وفا»، أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتحملان المسؤولية الكاملة عن قصف الاحتلال اليومي والمتكرر للمدارس والمنازل، حيث يكتفي العالم بالمراقبة وإصدار بيانات الإدانة والاستنكار من دون تدخل جدي لوقف العدوان.

وأشار فتوح إلى أن الإدارة الأميركية شريكة للاحتلال في جرائمه، حيث تمده بأخطر أنواع الأسلحة المحرمة دولياً لقتل الأبرياء، مبيناً أن انتهاكات الاحتلال تفوق كونها مجرد جرائم حرب، بل هي جريمة إبادة جماعية أسفرت عن تهجير أهالي القطاع واستشهاد عشرات الآلاف منهم، إضافة إلى تحويله إلى منطقة لا تصلح للحياة في مأساة لم يشهدها التاريخ الإنساني من قبل.