ألمانيا استنكرت استهداف النازحين.. و«الأورومتوسطي»: الاحتلال صعد حربه … لازاريني: إسرائيل قصفت ثلثي مدارس «أونروا» منذ 7 تشرين الأول
| وكالات
اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية قصف الجيش الإسرائيلي للمدارس التي تؤوي نازحين فلسطينيين في قطاع غزة «أمراً غير مقبول»، على حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، أمس الأربعاء، أن إسرائيل قصفت ثلثي مدارس الوكالة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، 4 منها خلال الأيام الأربعة الماضية.
موقف الخارجية الألمانية، جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة في حسابها على منصة « إكس»، غداة ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بمدرسة «العودة» التي تؤوي نازحين بمنطقة عبسان، في خان يونس جنوب قطاع غزة خلفت عشرات الشهداء والمصابين.
وقالت الخارجية الألمانية في بيانها: «قتل السكان الذين نزحوا إلى المدارس في غزة أمر لا يمكن قبوله، لا ينبغي وضع المدنيين وخاصة الأطفال في جبهة القتال»، ودعت الكيان الإسرائيلي إلى وقف هجماته على المدارس، مشددة على ضرورة فتح تحقيق في القصف الذي استهدف مدرسة العودة بأسرع وقت ممكن.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر عدة بقطاع غزة خلال الأيام الأربعة الماضية، بقصفه 4 مدارس تؤوي فلسطينيين اضطروا للنزوح من بيوتهم بسبب القصف العشوائي الإسرائيلي، وأدى القصف الإسرائيلي على المدارس الأربع إلى مجازر فظيعة أسفرت عن استشهاد 73 فلسطينياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة الكثير من الأشخاص.
في السياق، رأت وزارة الخارجية التركية أن اكتشاف مقابر جماعية في مدينة خان يونس بقطاع غزة، واستهداف أربع مدارس في الأيام الأربعة الماضية «أدلة ملموسة على أن إسرائيل تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بشكل كامل».
وقالت الخارجية التركية في بيان لها: «نُدين قتل إسرائيل عشرات المدنيين الأبرياء في مدرسة لجأ إليها الفلسطينيون في مدينة خان يونس بغزة»، وأضافت: «المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في خان يونس، واستهداف أربع مدارس هناك في الأيام الأربعة الماضية هي أدلة ملموسة على أن إسرائيل تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بشكل كامل».
وأكد البيان أن هذه الهجمات «تُظهر أيضاً أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدف إلى تقويض مفاوضات وقف إطلاق النار»، وشدد على أن «المسؤولين الإسرائيليين سيحاسبون أمام القانون على هذه التصرفات التي تتجاهل كل القيم الإنسانية والقانون الدولي».
في الغضون، قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، أمس: إن إسرائيل قصفت ثلثي مدارس الوكالة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، 4 منها خلال الأيام الأربعة الماضية.
وقال لازاريني في منشور على منصة «إكس»: «في غزة، قصفت 4 مدارس خلال الأيام الأربعة الماضية»، وأضاف: «منذ بدء الحرب، قُصف ثلثا مدارس أونروا في غزة، بعضها تم تفجيره بشكل كامل، والعديد منها لحقت به أضرار بالغة».
وأكد لازاريني أن «المدارس تحولت من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال، إلى ملاجئ مكتظة، وغالباً ما ينتهي بها الأمر إلى مكان للموت والبؤس»، وبيّن أنه «بعد مرور 9 أشهر (من الحرب)، وتحت أنظارنا، لاتزال عمليات القتل والدمار مستمرة بلا هوادة».
وأوضح لازاريني أن «غزة ليست مكانا آمناً للأطفال»، وشدد على أن «التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي لا يمكن أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد»، وطالب بـ«وقف إطلاق النار فوراً قبل أن نفقد ما تبقى من إنسانيتنا».
إلى ذلك، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصعيد حكومة الاحتلال الإسرائيلي حربها على قطاع غزة واستخدام المدنيين «أداة ضغط وابتزاز سياسية» في ظل الحديث عن عودة التفاوض حول الهدنة، وقال في بيان صحفي إن «إسرائيل توسع حربها على قطاع غزة وتستخدم المدنيين أداة ضغط وابتزاز سياسية في ظل الحديث عن عودة التفاوض للوصول إلى إعلان هدنة».
وأضاف «الأورومتوسطي» إن «جيش الاحتلال يستهدف مراكز النزوح ومحيطها وتنفيذ عمليات قتل جماعي بحق النازحين والمدنيين في وقت يواصل فيه منع عودة النازحين قسرا إلى أماكن سكناهم ويستمر بتجويعهم وتعطيشهم»، وأشار المرصد إلى «إطلاق الطائرات الإسرائيلية مساء أول من أمس الثلاثاء صواريخ عدة تجاه مجموعة من السكان والنازحين الذين أضناهم النزوح القسري المتكرر على بوابة مدرسة «العودة» في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس».
وتابع «الأورومتوسطي»: إن «معاينة شظايا القنابل التي استخدمت في القصف تشير إلى استخدام القنابل الأميركية التي تكرر استخدامها في عدد من عمليات القتل الجماعي واستهداف المدنيين في غزة»، وأردف إن «استمرار تنفيذ الجيش الإسرائيلي هذه الجرائم يهدف بشكل رئيس إلى استخدام المدنيين أداة ضغط وابتزاز يستخدمها ضد الفلسطينيين وسط صمت دولي على جريمة الإبادة الجماعية».
وشدد على أن «إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني أينما كانوا بهدف القضاء عليهم بالقتل والإصابة وإحداث معاناة شديدة»، وطالب المرصد «المجتمع الدولي وجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية القطعية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وفرض العقوبات الفعالة على إسرائيل ووقف كل أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها».