أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن الأوضاع داخل قطاع غزة أصبحت مخيفة إثر التكثيف غير المسبوق خلال الأيام السابقة في الغارات والهجمات البرية لجيش الاحتلال، في حين وصف المكتب الإعلامي في القطاع مرور 65 يوماً على منع دخول المساعدات والمستلزمات الطبية بأنه «جريمة».
وقال المكتب في بيان نقلته وكالة «الأناضول»: «تتواصل جريمة منع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة لليوم الـ65 على التوالي، ما يهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى والمدنيين، ويضع مصيرهم على المحك».
وأضاف: إن «مئات آلاف الأطنان من المساعدات والمستلزمات الطبية متكدسة على الجانب الآخر من معابر قطاع غزة ولا يسمح لها بالدخول».
واعتبر البيان أن هذه الممارسات «جريمة تاريخية وقانونية تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي يجعل طوابير من الدول المختلفة تصطف إلى جانب العدوان الإسرائيلي، وتشارك في إحلال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة».
وحمل البيان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة «مسؤولية تاريخية فاصلة» في سبيل وضع حد لسياسة التجويع ومسألة تعميق المجاعة في محافظات قطاع غزة.
وأردف: «ندين بأشد العبارات استمرار قرار الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية بتجويع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ومواصلة جريمة منع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية ومنع إدخال السلع والبضائع».
وأول من أمس نقلت وكالة «اسوشيتد برس» عن مسؤولين أميركيين: إنه من المقرر تفكيك الرصيف العسكري الأميركي أمام غزة الذي تم بناؤه قبل شهرين كوسيلة للإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال أيام قليلة، في ضربة قاضية للمشروع الذي عانى طويلاً عدم اليقين الأمني.
في الأثناء قال المتحدث باسم «أونروا»، عدنان أبو حسنة: «لا نسـتطيع الحديث الآن في قطاع غزة عن حياة عادية ومنتظمة على الإطلاق ليس بسبب الغارات الإسرائيلية ولكن بسبب الأجواء المحيطة كلهـا من قصـف وغارات جوية إضافة إلى الأوضاع الإنسـانية الخطيـرة من قلـة دخـول المواد الإغاثية والإنسانية والتـي وصلـت إلى انعـدام وجـود الميـاه الصالحـة للشــرب».
وأضاف أبو حسنة حسب موقع «اليوم السابع»: إن «الحياة تكاد تكون معدومة في العديد من المناطق في قطاع غزة ووصل الأمر إلى استخدام مياه البحر في الشرب لذلك الأوضاع تتجه نحو انهيارات غير مسبوقة على المستويات كافة».
وشدد أبو حسنة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي ووقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات وتمكين الأونروا من توزيعها.
بدوره أكد الهلال الأحمر الفلسطيني وفقاً لوكالة «وفا»، أن طواقم غرفة العمليات تتلقى عشرات نداءات الاستغاثة الإنسانية من مدينة غزة، من دون مقدرة طواقمه الإسعافية على الوصول إليها بسبب خطورة المناطق المستهدفة وكثافة القصف فيها.