سورية

«الحربي» الروسي يدك معاقل «القاعدة» في إدلب في رسالة إلى أنقرة … الجيش يستهدف معاقل الإرهابيين في «خفض التصعيد» ويقتل ويجرح العشرات منهم

| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد أحمد خبازي

دكت مدفعية الجيش العربي السوري أمس معاقل إرهابيي منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وريف حماة الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وقضت على أعداد كبيرة منهم، في وقت عاود الطيران الحربي الروسي استهداف مواقعهم ومخازن أسلحتهم في مناطق متفرقة، بعد غياب استمر لنحو ٥٠ يوماً، موجهاً رسائل نارية لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضحت مصادر ميدانية في «خفض التصعيد»، أن وحدات الجيش العربي السوري قصفت بمدفعيتها الثقيلة خطوط تماس إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها ما تدعى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، قرب خطوط تماس جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن وحدات الجيش دمرت أمس مرابض مدفعية ودبابات وآليات عسكرية في محيط بلدات احسم والبارة والفطيرة وفيلفل بجبل الزاوية، وقتلت وجرحت أكثر من ١٠ إرهابيين من «النصرة»، إضافة إلى قتل ٤ إرهابيين من «أنصار التوحيد» وجرحت ما يزيد على ٧ آخرين في محيط الأخيرة خلال تدمير آلية عسكرية كانت تقلهم.

وأفاد مصدر ميداني في سهل الغاب غرب حماة لـ«الوطن» بأن مدفعية الجيش العربي السوري دمرت موقعين لإرهابيي «أنصار التوحيد» قرب بلدتي دوير الأكراد وقرقور، كما استهدفت رتل آليات لتبديل الإرهابيين، حيث لقي أحد متزعمي «أنصار التوحيد»، وهو من جنسية غير سورية، حتفه، عدا مصرع وجرح آخرين.

كما جرح وقتل إرهابيون من «النصرة» في استهداف مدفعية الجيش العربي السوري مقراتهم في ريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الغربي، وخصوصاً في جوار بلدتي كفر عمة وكفر تعال، حيث ينطلق الإرهابيون لتنفيذ هجمات باتجاه نقاط الجيش في محور الفوج ٤٦.

وفي «خفض التصعيد» أيضاً، نفذ سلاح الجو الروسي غارات بصواريخ شديدة الانفجار، استهدفت مواقع إرهابيي «النصرة» غرب مدينة إدلب وأخرى في ريف المحافظة الغربي، وطالت الغارات سهل الغاب وتلال كبينة بريف اللاذقية الشمالي.

وذكرت مصادر أهلية أن المقاتلات الروسية دمرت أمس عبر ٦ غارات جوية، مستودع أسلحة وذخيرة لإرهابيي «النصرة» في محور بلدة عرب سعيد في طرف مدينة إدلب الغربي، حيث سمع دوي انفجارات عديدة في مدينة إدلب، مصدرها مستودعات ذخيرة، وجرى فرض حزام أمني حول موقع المكان المستهدف، في حين سمعت أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء تتجه إلى مكان الاستهداف.

وأشارت المصادر لـ«الوطن» إلى أن الحربي الروسي دمر أيضاً هدفاً لـ«النصرة»، يعتقد أنه مركز توجيه يأوي إليه متزعمون في التنظيم الإرهابي في محور بلدة الشيخ سنديان بريف جسر الشغور غرب إدلب، والتي تشكل خط إمداد لسهل الغاب، التي نالت أيضاً حظاً من القصف الجوي الروسي، الذي دك معاقل «أنصار التوحيد» في محيط بلدتي السرمانية ودوير الأكراد، وتسبب بقتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين.

يأتي ذاك في ظل ورود أنباء عن تقارب سوري- تركي، لا يزال مسؤولو إدارة أردوغان يطلقون التصريحات الإعلامية المرحبة بتظهيره على أرض الواقع.

وحيال ذلك، صرحت مصادر مراقبة للوضع الميداني في «خفض التصعيد»، بأن موجة القصف الجوي للمقاتلات الروسية أمس، تأتي في إطار الضغط على أنقرة لإيجاد حل لإرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، الذين تدعمهم في إدلب والأرياف المحيطة بها.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن فتح طريق حلب- اللاذقية، أو ما يعرف بطريق «M4»، يشكل أولوية في سلم أولويات التطبيع بين دمشق وأنقرة، لأن إدارة أردوغان ماطلت منذ توقيع «اتفاق موسكو» مطلع آذار ٢٠٢٠ مع روسيا، في تطبيق مقررات الاتفاق القاضي بوضع الطريق في الخدمة بعد طرد الإرهابيين من محيطه بعمق ٦ كيلو مترات من الجانبين.

ورأت أن موسكو تستبق عادة أي مفاوضات مع أنقرة حول سورية، بعمليات قصف جوي لإرهابيي أنقرة في إدلب وجوارها، ما يعني احتمال جلوس المفاوضين السوريين والأتراك إلى طاولة المفاوضات قريباً.

في السياق خاضت الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة أمس، اشتباكات مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في أطراف بادية المسرب بريف دير الزور الغربي.

وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، وبالتعاون مع طيران الاستطلاع، شن عدة غارات على مواقع ونقاط انتشار الدواعش في عدة قطاعات من البادية، طالت مخابئ وتحصينات بعمق البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن