غولر: عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق الأراضي السورية والعراقية لمكافحة الإرهاب! … مصادر «الوطن»: لا تواصل مع أي حزب سياسي تركي موال كان أم معارض
| الوطن- وكالات
فيما نفى مصدر مطلع بدمشق في تصريح خاص لـ«الوطن» صحة الأنباء التي تحدثت عن تلقي حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض موافقة سورية لاستقبال زعيم الحزب أوزعور أوزال، أعاد وزير الدفاع في الإدارة التركية يشار غولر أمس خلط الأوراق من جديد عبر تصريح أثار الشكوك في نوايا أنقرة بمسألة التقارب مع دمشق، إذ أكد عزم بلاده على إنشاء ما قال: إنه «ممر أمني» بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول الحدود مع سورية والعراق بحجة تطهير المنطقة من الإرهابيين، وهو ما ترفضه سورية وتطالب بانسحاب القوات التركية المحتلة من أراضيها.
وأكد المصدر عدم صحة الأنباء الصادرة من أنقرة جملة وتفصيلاً، والتي أعلنها برهان الدين بولوت، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، وتحدث فيها عن تلقي موافقة من سورية من أجل اللقاء الذي يمكن أن يجري بين الرئيس بشار الأسد وأوزال في دمشق، وأن الأخير سيزور دمشق «بمجرد تهيئة الظروف»، وذلك خلال حديث لقناة «خلق تي في» الإخبارية التركية.
ونفى المصدر المطلع بدمشق لـ«الوطن» أن يكون هناك أي تواصل مع أي حزب سياسي تركي موال كان أو معارض.
وفي وقت سابق، صرح زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزل، بإمكانية أن يكون وسيطاً بين الرئيس الأسد ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، معتبرا أنه يجب أولاً إقناع الجانب السوري بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تركيا، وانه يستطيع القيام بهذه المهمة، لافتاً إلى أنه «من المهم أن يكون لأردوغان نية في ذلك»، في إشارة على ما يبدو إلى أنه المسألة متوقفة على نوايا الأخير وسلوكه في مسار التقارب الذي تحدث عنه مراراً.
وقال أوزل: «من الواضح من تصريحات أردوغان الأخيرة أن خطواتنا هنا تشجعه، هذه القضية هي المشكلة الأكثر إلحاحاً في تركيا، وقضية اللاجئين هي أولويتنا»، وتابع: «يجب الجلوس والتحدث والتوصل إلى اتفاق لضمان السلام في سورية، على الاتحاد الأوروبي أن يسهم مالياً، ونحن جميعاً يجب أن نتحمل المسؤولية حتى يعود اللاجئون إلى سورية».
وأول من أمس الثلاثاء، ذكر المستشار السياسي للرئيس العراقي، فادي الشمري، أن بغداد بصدد ترتيب لقاءات ثنائية بين سورية وتركيا، وقال في تصريحات نقلها موقع «رووداو» الكردي، أن «الجهود مستمرة لترتيب اللقاءات الثنائية بين الجانبين»، مضيفاً إنه «من المحتمل أن يتم الإعلان عنها في المستقبل القريب، عندما تكون الظروف مواتية لذلك».
وأشار المسؤول العراقي إلى أن أجندة بغداد في هذه الاجتماعات هي «التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتأمين الحدود، والتعاون الاقتصادي، والحد من تأثير الجماعات المسلحة في المنطقة، إضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين، والتعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية».
وذكر الشمري أن بلاده لها دور مهم في التقارب التركي مع سورية، موضحاً أن العراق «يشترك بحدود طويلة مع كل من تركيا وسورية، وبالتالي يتأثر مباشرة بأي تطورات في علاقاتهما».
وعلى خلاف أنباء تطبيع العلاقات التركية السورية، أطلق وزير الدفاع في الإدارة التركية يشار غولر أمس تصريحات خلال مقابلة مع مجلة «بوليتيكو» الأميركية خلط فيها الأوراق مجدداً، وقال: «نحن عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودنا مع العراق وسورية وتطهير المنطقة بالكامل من الإرهابيين، وسنواصل العمليات حتى يتم تحييد آخر إرهابي»، حسبما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن بيان لوزارة الدفاع التركية، وهو ما رأى فيه مراقبون خطوة تبعد مسار التقارب مع دمشق التي تطالب بانسحاب قوات الاحتلال التركي من أراضيها ووقف دعم أنقرة المجموعات المسلحة، ويعيد الأمور إلى الوراء.